احتضن، الأسبوع الماضي، مخبر المحيط، التابع لمعهد المناجم بجامعة الشيخ العربي التبسي بتبسة، مناقشة علمية لمذكرة ماستر، تضمنت اختراع جهاز لفرز المواد البلاستيكية الليّنة من المخلفات المنزلية في المجتمعات النامية، ممثلة في المجتمع الجزائري، و تعد هذه الدراسة سابقة في الجامعة الجزائرية ضمن مجال فرز و إعادة تدوير المخلفات المنزلية. حسبما كشف عنه الدكتور رايس مضيفا أن هذه الآلة تندرج ضمن سلسلة من الآلات لإخضاع المخلفات المنزلية لعملية فرز، فيتم فيها عزل المكونات المشكلة لهذه المخلفات من مواد عضوية و مواد زجاجية و خزف وكذلك الورق و الكارتون، و تعد هذه السلسلة سبقا علميا، لمعهد المناجم بجامعة العربي التبسي، كونها تناولت بالدراسة البحثية خصائص المخلفات المنزلية للمجتمع الجزائري، من الناحية الفيزيائية والكيميائية، من خلال دراسة تطبيقية تمت في كل من مركز الردم التقني بحميسي ب زرالدة بالجزائر العاصمة، و كذلك مركز الردم التقني بمدينة تبسة، و من ثم تم طرح الأساليب المناسبة لعزل مكوناتها، وفق شروط و طبيعة هذا التكوين الخاص الذي يختلف عن المخلفات المنزلية للمجتمعات الغربية، من حيث مكوناتها و كذلك أساليب فرزها المسبق، و ظروف جمعها الآني و المنظم، فلا تترك الفرصة لهذه المخلفات لتخضع لعمليات التحول البيولوجي و الكيميائي، بالإضافة إلى كونها مخلفات في معظمها جافة وعلى درجة ضعيفة من الرطوبة، عكس ما هو عندنا، مما يجعل تطبيق التقنيات المستخدمة في أوروبا، أمرا غير مجد، و من ثم وجب استحداث سلسلة تكنولوجية لفرز مخلفاتنا المنزلية، وفق خصائص مكوناتها. المناقشة، شهدت حضور ممثلين عن إدارة الجامعة و مسؤولين عن مديرية البيئة و مركز الردم التقني بتبسة، وقد تمحورت المذكرة حول موضوع تصميم سلسلة تكنولوجية لفرز المخلفات أو النفايات المنزلية في مجال إعادة التدوير، حيث قام كل من الدكتور رايس خالد و الطالب بابتكار و تنفيذ نموذج مصغر، لإحدى الآلات المكونة للسلسلة التكنولوجية الخاصة بفرز المواد البلاستيكية. حسب الأستاذ المشرف، فإن هذه الآلة هي نموذج مصغر لآلة فرز المواد البلاستيكية اللينة، مثل قارورات المياه المعدنية و المشروبات الغازية و العلب البلاستيكية الأخرى، التي تشكل حوالي 18بالمئة من كمية النفايات و القمامة للمستهلك الجزائري، و هذه الكمية لا تمثل خسارة فقط لثروات البلاد، كونها تدفن في مراكز الدفن التقني للمخلفات المنزلية و حسب، وإنما تمثل تهديدا مباشرا للبيئة و صحة الإنسان و الحيوان، كونها لا تتحلل و لا تذوب في التربة، إلا بعد عدة قرون، وهذا في حد ذاته خطر على التنوع البيئي و عناصر الحياة من تربة وهواء ومياه، إضافة إلى أنها تشكل خطرا قاتلا إذا تعرضت لعمليات الحرق الذي يخلف غازات شديدة السمّيّة ،كأوكسيد الكلور الذي يتسبب في أمراض فتاكة.