انتقل إلى رحمة الله، أمس، رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد عن عمر يناهز ال 83 سنة بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة (الجزائر)، بعد أن تدهورت الحالة الصحية للفقيد في الآونة الأخيرة حيث أدخل إلى هذا المستشفى منذ أزيد من أسبوع أين خضع للعناية المركزة. سنة وداع عظماء الجزائر هي الصفة الأنسب التي يمكن إطلاقها على السنة الجارية، تودع الجزائر والشعب الجزائري مجددا رئيسا آخر للجمهورية لتفقد عمود آخر من أعمدة تاريخها، بعد وفاة أحمد بن بلة، شاء القدر أن يخطف الرئيس السابق الشاذلي بن جديد من بيننا لتكون بذلك سنة توديع العظماء صانعي تاريخ استقلال الجزائر، ونحن نحتفل بخمسينيته، وذلك بعد أن تم نقله إلى العناية المركزة بمستشفى عين النعجة العسكري على إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة. هو تاريخ حافل لرجل يوارى الثرى قبل أيام من احتفال الجزائر بالذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية التي انضم إليها فقيد الجزائر مبكرا، حيث كوفئ بمنحة القيادة العسكرية لمنطقة وهرانالجزائرية عام 1964، بعد الاستقلال، ترقى في الرتب حتى أصبح عقيدا في 1969 . ولد الرئيس الشاذلي بن الجديد يوم 14 أفريل 1929 بقرية بوثلجة بولاية عنابة من أسرة متواضعة، التحق ابتداء من عام 1954 بالتنظيم السياسي العسكري لجبهة التحرير الوطني، بعدها بسنة التحق بجيش التحرير الوطني، سنة 1956 عين قائد منطقة، وفي سنة 1957 عين مساعد قائد ناحية، ثم رقي إلى رتبة نقيب في مطلع سنة 1958 مع تقليده رتبة قائد منطقة، في سنة 1961، قام لفترة قصيرة بالقيادة العملية للمنطقة الشمالية، في 1962، بعد استرجاع الاستقلال الوطني، عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة بالقطاع القسنطيني برتبة رائد، في سنة 1964 عين على رأس الناحية العسكرية الثانية بالقطاع الوهراني، في 1965 كان من بين أعضاء مجلس الثورة المؤسس في 19 جوان رقي إلى رتبة عقيد سنة 1969. وفي سنة 1978 تولى بن جديد تنسيق شؤون الدفاع الوطني، وعند انعقاد المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني في 1979 تم اقتراحه للاضطلاع بمهام أمين عام للحزب ثم رشح لرئاسة الجمهورية، وفي 7 فيفري 1979، انتخب رئيسا للجمهورية كثالث رئيس للجمهورية الجزائرية منذ الاستقلال، وأعيد انتخابه مرتين في 1984 و1988، استقال الرئيس بن جديد من مهامه يوم 11 جانفي 1992. بعد جانفي 1992 ابتعد بن جديد عن الحياة السياسة، إلى أن وافته المنية يوم أمس.