كلما حل فصل الصيف الا وانعشت تجارة بيع ماء الشرب بمدينة المسيلة، حيث تسجل الحرارة أعلى درجاتها ويزداد استهلاك الماء سواء للشرب أو للأغراض المنزلية أو الاستحمام. وتجوب أكثر من 200 شاحنة مزودة بصهاريج يوميا الشوارع الرئيسية لعاصمة الحضنة لتموين المواطنين بماء الشرب مقابل أسعار لا تقل عن 500 دج للصهريج الواحد. ويرى أحمد سلامي، وهو واحد من أصحاب الشاحنات المزودة بصهاريج، أنه بالرغم من أن حرارة الطقس بمدينة المسيلة لم تشهد حاليا ارتفاعا محسوسا كما جرت عليه العادة خلال السنوات السابقة، الا أن الطلب على ماء الشرب يتزايد يوما بعد يوم وتجارة الماء تشهد رواجا كبيرا، وأشار الى أن أغلب الطلبات تأتي من سكان العمارات لاسيما أولئك الذين يقطنون الطوابق الأخيرة والذين غالبا ما تغيب المياه عن حنفياتهم. وفي ظل انتعاش هذه التجارة، قام بعض بائعي الماء بتجهيز شاحناتهم بمحركات ضخ الماء ذات خراطيم قادرة على ضمان تموين سكان الطوابق العليا من العمارات بهذا السائل الثمين، وينشر هؤلاء الباعة إعلانات على شاحناتهم تحوي أرقامهم الهاتفية ويوضحون فيها استعدادهم لتقديم الخدمة ليل نهار، ويطلب بعض الباعة من الزبائن دفع مبلغ 1500 لتر حتى وإن كانت خزاناتهم المنزلية لا يمكنها تخزين كمية كبيرة من الماء تبرر ذلك المبلغ. ويقول عبد القادر، 50 سنة، وهو رب عائلة، ان الباعة هم في موضع قوة ولا يترددون في إملاء قانونهم وفرض منطقهم، وذكر عبد القادر أن عديد السكان يتشاركون فيما بينهم لدفع ثمن صهريج ب1500 لتر ويتقاسمون المياه فيما بعد وهذا ما يسمح لهم بالاقتصاد ومواجهة جشع بعض الباعة. ومن جانبهم، يرى تقنيون من قطاع الموارد المائية بولاية المسيلة أن تذبذب التموين بمياه الشرب والنقص في التموين المسجل عبر عديد أحياء عاصمة الولاية سببه قص وسائل التخزين وغياب السدود لحجز الماء السطحي و عدم استيعاب شبكة ماء الشرب للكميات الكبيرة من المياه التي يحتاجها السكان مما يخلّف فراغا في الشبكة ويجعل وصول هذا السائل الثمين إلى الحنفيات غير ممكن. وتستعد مصالح الولاية إلى وضع تدابير مستعجلة للتقليل من أزمة الماء في فصل الصيف، وأوضح المصدر أنه ستتم مراجعة برنامج التوزيع بهذه المدينة، وستتنقل الشاحنات المزودة بالصهاريج التابعة للجزائرية للمياه نحو الأحياء التي تعاني نقصا في التموين في انتظار إطلاق واستكمال أشغال التحويل انطلاقا من سد كدية أسردون البويرة نحو مناطق الحضنة. وفي انتظار ذلك، لم يتوقف أحمد سلامي، صاحب شاحنة مزودة بصهريج وسائقها وعدد من زملائه، عن التجول عبر أحياء مدينة المسيلة وتشغيل مضخاتهم، وفي آخر النهار يحصون ما جنوه من تجارة هذا السائل الثمين