مع اقتراب موسم البرد وحلول الخريف، بدأت اغلب المحلات بخفض أسعار الملابس الصيفية وبأسعار معقولة، وهو ما شهد تجاوب العديد من الناس خاصة محدودي الدخل والمقبلات على الزواج، اللواتي وجدن منها فرصة من ذهب لاقتناء الملابس الصيفية بعد أن كانت قد وصلت إلى الأسقف، لتباع اليوم بنصف الأسعار، وعلى اثر هذا، كانت ل"السياسي" جولة استطلاعية في العديد من الأسواق للتقرب من عديد التجار والمواطنين لمعرفة ما يدور في سوق الملابس خلال هذه الأيام الخريفية. أثمان تسيل لعاب الكثيرين وخلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى العديد من الأسواق، كانت وجهتنا الأولى للسوق البلدي لبلدية حسين داي أين كانت اغلب المحلات قد اعتمدت على طريقة تخفيض الأثمان وعرض الملابس الصيفية بأسعار معقولة تجاوب معها الكثيرون لاسيما العرائس اللواتي وجدن الحل فيها من اجل تجهيز أنفسهن في ظل التكاليف الباهظة التي تتطلبها الأعراس لاسيما وان التخفيض لحق حتى الأحذية مما لقي إقبالا من طرف الكل، ولا يتوقف الأمر عند العرائس بل لحق غيرهم من الفئات التي انتهزت فرصة تخفيض أسعار الملابس الصيفية من اجل اقتنائها بعد أن وصلت إلى مستويات عالية في موسمها وانخفضت وهن على مشارف الانتهاء وفي هذا الصدد، اغتنمنا الفرصة واقتربنا من بعض الزبائن الذين كانوا يتوافدون على تلك المحلات أفواجا وكانت تعج بهم، لرصد آرائهم وسر إقبالهم على تلك الملابس على الرغم من انقضاء موسمها، قالت وردة أنها تغتنم فترة خروج المواسم من كل عام لتقدم على اقتناء بعض الملابس كونها لا تستطيع اقتنائها في موسمها وهي على تلك الأسعار الملتهبة، وفي هذا الصدد، تقول مريم "ان تخفيض اسعار الملابس الصيفية في هذه الفترة اتاح لي فرصة اقتناء العديد من المستلزمات التي كانت تنقصني ولم اتمكن من شرائها في وقتها وهذا لارتفاع اثمانها آنذاك"، اما جميلة، فقالت "ان هذه التخفيضات التي تشهدها الملابس الصيفية تعد صفقة مربحة، فالملابس كانت ب3500 دج اصبحت ب2500 دج والاحذية وصلت الى غاية 100دج، فلذا يجب ان اغتنم الفرصة كما يستلزم الامر " وفي ذات السياق تضيف جميلة قائلة أنها ستنتهز الفرصة لجلب بعض الأحذية ذات الكعب الطويل والخاصة بالحفلات والتي عرضت بأثمان معقولة مقارنة بما كانت عليه في الأول ومن جهة اخرى اقتربنا من العديد من البائعين وفي هذا الصدد يقول محمد صاحب محل بالسوق البلدي للشراڤة، "بما أننا على مشارف الخروج من موسم الصيف نجبر على استبدال السلع بأخرى توافق موسم البرد لذلك نلجأ إلى تسريح تلك السلع بأثمان معقولة يتجاوب معها الزبائن بدل بقائها مكدسة بزوايا المحل ومن ثمة يستفيد الزبون منها ونستفيد نحن بمداخليها في اقتناء السلع الخاصة بموسم الشتاء". كما اعتبر العديد منهم أن هذه التخفيضات فرصة لا تعوض إذ تمكنهم من اقتناء العديد من الملابس وذات جودة رفيعة كانت في بداية الموسم تفوق قدرتهم الشرائية، فالكثير منهم يبقى ينتظر الفرصة لاقتناء ما يريدون وبما يناسبهم من أسعار ولكن يبقى الوعي المبدأ الأساسي الذي يجب على المواطنين التحلي به عند التجول لاقتناء مستلزماتهم. لافتات 1000 دج بمحلات العاصمة تستقطب النساء وحتى الرجال عرفت أسعار الملابس، سواء كانت خاصة بالنساء أو الرجال وحتى الأطفال، تخفيضات كبيرة تصل إلى 90 بالمائة أحيانا في بعض القطع التي كان سعرها يصل إلى 4000 دج، لينخفض إلى 1000 دج، وهذه خطوة يتخذها أصحاب المحلات لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن لبيع كل السلع قبل حلول موسم الشتاء، أمام المنافسة الشديدة بين مختلف المحلات خاصة وأنه تزامن موسم التخفيضات الصيفي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي أسهم كثيرا في توافد الجزائريين على هذه المحلات، فالأطفال في الجزائر لا يكتفون باقتناء الأضاحي، بل غالبا ما يشترطون على أهاليهم ملابس جديدة في عيد الأضحى ودخول محلات العاصمة في موسم التخفيضات شجع الكثير من الأولياء على اقتناء الملابس الصيفية مع نهاية الموسم لأن العيد الكبير يزورنا هذه المرة في موسم الصيف ويرجح أغلبهم أن أطفالهم لن يكونوا بحاجة إلى ملابس شتوية، بل تكفي الملابس الصيفية وعليها بلوزات إن استلزم الأمر، كما اهتم الكثير من العرسان بهذا الامر لأنهم مجبرون على حمل هدايا المهيبة إلى خطيباتهم في عيد الأضحى أيضا وفي هذا الصدد التقينا بالعديد من الاولياء المقبلين على شراء الملابس لاطفالهم وفي هذا قال مصطفى " هذه الاسعار سمحت لنا باقتناء حتى ملابس العيد لاطفالنا لاكمال فرحتهم مع الاضحية "، في حين انتظرته المقبلات على الزواج بشغف كبير للاستفادة من التخفيضات إلى النصف خاصة وأن ملابس الأعراس غالبا ما لا تنتهي موضتها في نفس السنة، خاصة الأحذية والحقائب فالسلعة التي كانت تباع في السابق بسعر 2000 دج أصبحت تباع بسعر1000 دج. ولعل أصحاب الدخل المحدود هم من يهمهم الأمر بالدرجة الأولى، حيث يتسابقون للشراء واقتناء مختلف السلع بأسعار معقولة.