حقّق مربو النحل بولاية أم البواقي خلال حملة الجني لعام 2013 كمية من العسل تقدر ب118,74 قنطار، أي ما يمثل تراجعا طفيفا مقارنة بالعام 2012 الذي تم خلاله إنتاج 120 قنطار، حسب مدير المصالح الفلاحية. وأشار إبراهيم قريدي إلى أن موجة الجفاف التي شهدها فصل الربيع الماضي تعد من بين أحد أسباب ضعف الإنتاج وهو ما أثّر على مناطق رعي مثالية لأسراب النحل. وكانت ولاية أم البواقي خلال عام 2009 حقّقت إنتاجا ب153 قنطار وهو إنتاج قياسي ومن أحسن المواسم بل وجعل من منتوج عسل الموسم عالي الجودة نظرا لغناء مراعى الولاية بالأزهار المختلفة، وفقا للمسؤول. وقد أفاد أحد المربين ببلدية أولاد قاسم بدائرة عين مليلة وهو واحد من بين 269 مهني في هذه الشعبة بالولاية (عددهم 233 خلال العام 2013) بأن هذا النشاط يبقى ثانويا لا سيما وأن غالبيتهم يمارسون أنشطة زراعة الحبوب وتربية المواشي. من جهته، إعتبر مربٍ آخر من بلدية عين الديس، التي تشتهر بكثرة مروجها وطبيعتها شبه الجبلية، أن نشاط تربية النحل ليس الأمر الهين والسهل حيث تتطلب معرفة علمية ومهارات لافتا الى أنه من الضروري القيام بتنظيم دورات تكوينية لضمان زيادة الإنتاج. وعموما، فقد أكد أكثر من فلاح، بأن النشاط الرئيسي لفلاحي الولاية هو إنتاج الحبوب الشتوية بالدرجة الأولى تم العناية بتربية الماشية حيث اتساع الأراضي الرعوية وانبساطها مما يجعل منها أراضٍ مثالية لتربية الأبقار والأغنام، لذلك، لم يعطوا عناية وأهمية أكثر لنشاط تربية النحل بالشكل المطلوب كما في باقي جهات أخرى من الوطن مما يجعل منه نشاطا أكثر من ثانوي رغم مردوديته المالية العالية. من جانب آخر، ركّزت مديرية المصالح الفلاحية على ضرورة مهنية هذه الشعبة وعلى ضرورة استحداث مشاتل لتربية النحل مع تحفيزات برامج الضبط والتنمية الفلاحية ودعم الدولة للنشاط. وذكرت المصالح بمزايا برنامج الضبط والتنمية الفلاحة وما يحتويه من مزايا في تقديم العتاد المطلوب وهو ما سمح من رفع عدد الخلايا بالولاية خلال الحملة الماضية إلى 5392 خلية منها 3998 خلية فقط منتجة و454 خلية تقليدية. وعن آفاق النهوض بهذه الشعبة لتلعب دورها كاملا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية محليا، تمت الإشارة إلى وجوب إنشاء مشاتل خاصة بهذا النشاط وتكوين النحالة وتوعيتهم بأهمية النشاط من خلال تزويدهم بالمعارف العلمية والتطبيقية للتربية ومدهم بمزيد من الخلايا وصناديق التربية للحفاظ على أفراخها التي تهرب كلما كان التكاثر الطبيعي عاليا مما يحرم الولاية من زيادة إنتاج هذه المادة.