يلجأ الكثير من شبابنا أياما قبل عيد الأضحى إلى إحياء شعيرة سيدنا إبراهيم، خصوصا التي تتعلق بكيفية نحر الأضحية وفيها من أعمال قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم من طقوس قبل القيام بالواجب تجاه الأضحية إحياء لهذه السنة الحميدة، حيث يقوم الشباب على اختلاف أشكالهم بعدم قص شعرهم وأظافرهم وعدم الذهاب للحلاق وعدم حلق اللحية لأن سنة المصطفى تقتضي ذلك وذلك منذ بداية دخول العشرة الأوائل من ذي الحجة، لحديث أم سلمة (إذا أريتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم فليمسك عن شعره وأظافره)، والملاحظ في هذه الفترة أن البعض من فئات المجتمع خصوصا فئة الشباب تتردد على المساجد والعودة إلى أحكام الدين وفروضه، فلا يجوز أن تذبح الأضحية من غير توفر هذه الشروط، وقد أكد لنا بعض المواطنين أن هناك شبابا يحيُون سنة الذبح خصوصا قبل العيد بأيام على الرغم من تركهم للصلاة وما شابه ذلك من طيش لبعض الشباب، ولكن عندما يقترب موعد النحر تتغير طباعهمم نحو إحياء شعيرة الذبح، وكما كان يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، مثلما صرح لنا بعض المواطنين أن الكثير من شبابنا تتجمّل طباعهم وكأنهم أشخاص آخرين وأصبحوا مترددين على المساجد والقيام بالفروض وكأن هذه الأيام مقدسة لهم، أو كأنها تسخّر البعض للقيام بواجباته الدينية. الجزائريون يحيُون عرفات بصيام التاسع من ذي الحجة يغتنم الكثير فرصة «يوم عرفة» أحد أيام الحج للصوم، قال الله عزّ وجل في سورة البقرة (الحج أشهر معلومات) وأشهرها هي شوال، ذو القعدة، ذو الحجة، ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات الذي يلتزم الجزائريون فيها بالصوم، وعندما سئل عن صيام هذا اليوم أجاب البعض، يكفّر السنة الماضية والسنة المقبلة فلا يمكن لهم ذبح الشاة إلاّ بصيام هذا اليوم كما أن أعظم الدعاء يوم عرفة لأنه يخفّف الذنوب بجلالته هذا اليوم وعظمته. مساجد مليئة بالشباب صبيحة العيد ما إن تشرق شمس يوم العيد حتى يهرول الرجال والأطفال وكذا الشباب خاصة في إتجاه المساجد والساحات المكشوفة أو المصليات لأداء صلاة العيد، في تجمع ديني وروحاني مليئ بالطهارة الروحية تطبيقا منهم لسنة مؤكدة في الدين الحنيف، وتتميز هذه اللحظات الروحانية بحرص الشباب على إرتداء قمصان بيضاء وروائح زكية، لتهتزّ مختلف المساجد بالتكبير والتهليل والحمد للّه جلّت قدرته، مما يضفي على هذا اليوم جوّا روحيا، تجسّد فيه النفوس المتمثلة لأمر خالقها معاني التقوى والإيمان، لتليها عبارة (مبروك عيدك) التي يهنّئ بها المصلون بعضهم البعض بمناسبة قدوم العيد بأدائهم فريضة الصلاة وإستماعهم إلى الخطبة، ثم العودة إلى البيت لمباشرة مختلف الطقوس المرتبطة بالعيد، التي تفتح بالذبح، ليتمكن صائمي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، من الإفطار بكبد الخروف، ويعتبر ذلك من الشيء الذي يحرص عليه الجزائريون عموما قبيل عيد الأضحى، وهي الخطوات التي يطبقها الكثير من شباب اليوم، أين طلّق ثلة منهم حياة الطيش وإلتزموا بقدسية عيد الأضحى للتكفير عن الذنوب.