تعتبر جمعية الفجر لمرضى السرطان لولاية جيجل من بين الجمعيات الولائية الرائدة في المنطقة تتكفل بمساعدة مرضى السرطان، نالت الاعتماد الرسمي في أفريل 2006، واتخذت من شارع 24 محمد بداري وسط مدينة جيجل مقرا لها، تضم الجمعية 12 عضوا هم أطباء وأخصائيون نفسانيون يعملون من أجل تحسين الواقع الصحي والاجتماعي لمرضى السرطان خصوصا لدى الفئات الهشة وذوي الدخل المحدود، هذا ما أكده بوترعة رياض في حوار خص به السياسي ، كاشفا عن جملة الجهود المبذولة من طرف الجمعية الرامية إلى خدمة مرضى السرطان. السياسي : بداية فيما تتمثل الأنشطة الرئيسية لجمعية الفجر؟ نسعى منذ تأسيس الجمعية إلى تحقيق أهدافنا عبر العمل الجمعوي، وهي الأهداف التي سطرنا لأجلها عدة نشاطات رئيسية ومتعددة نعمل من خلالها على التكفل بأكبر عدد ممكن من مرضى السرطان خاصة الفئات المحرومة وذوي الدخل المحدود، من تنظيمنا لحملات تحسيسية حول هذا الداء وسبل الوقاية منه، كذلك قمنا بتخصيص مبادرة شهر أكتوبر الوردي لمدة شهر كامل خصصناه للتوعوية من مخاطرسرطان الثدي، حيث كثفنا أنشطتنا في 18 بلدية نائية واتخذنا مراكز الطفولة والأمومة ودور الشباب لهذا الغرض، وذلك بالتنسيق مع الأطباء والأخصائيين بمرض السرطان والنفسانيين، وتمكنا من الالتقاء مع المرضى ومنحهم مواعيد طبية في المراكز والمؤسسات الاستشفائية التي تحتوي على أقسام خاصة بالأمراض السرطانية، كما نقوم بالتكفل بنقل المرضى وخصصنا لاجل ذلك سيارة إسعاف خاصة، ويتمثل أخر نشاط رسمي للجمعية في زيارة تفقدية لمركز دار العجزة لبلدية العوانة، وذلك بالتنسيق مع جمعيتي أولاد الخير جيجل واوحباب الفجر، معظمهم طلبة الجامعات والثاويات حيث وزعنا العديد من الهدايا القيمة على جميع المرضى بالدار. وما هو تقييمكم لهذه النشاطات؟ نستطيع القول إن مختلف النشاطات التي قامت بها الجمعية توصف بالإيجابية والفعالة خصوصا بالنسبة للشرائح الاجتماعية الضعيفة وغير القادرة على تحمل تكاليف العلاج الباهظة لمرض السرطان واحتياجاتها الأساسية، وهذا هو الدور الحقيقي لجمعيتنا، ونجاحنا يكمن في إدخال البهجة والسرور على وجوه هذه الفئة، التي لازالت تعاني نوعا من التهميش والإقصاء الاجتماعي، وفي العموم الإقبال على نشاطاتنا كان كبيرا من طرف المواطنين، هذا مازادنا تحفيزا من أجل تكثيف الجهود بالتنسيق مع السلطات المحلية في سبيل تحقيق أهدافنا السامية. بناء على هذه النشاطات، فيما تكمن أهدافكم الرئيسية؟ منذ تأسيس جمعيتنا سطرنا أهدافا نعمل على تجسيدها في أرض الواقع، وذلك بمشاركة جميع أعضاء الجمعية ويكمن الهدف الرئيسي في المساعدة والتكفل بمرضى السرطان في جميع مراحل العلاج، من خلال القيام بتحاليل دورية وتوزيع الأدوية على هذه الشريحة وأؤكد أنه يتوجب على كافة فئات المجتمع توحيد المساعي من أجل تحقيقها، خصوصا أن بعض الأنواع السرطانية في تزايد ملحوظ في الآونة الأخيرة والكثير من الفئات الفقيرة والمعوزة لا تستطيع تغطية تكاليف علاجها؟ هل أنتم على تواصل مع مختلف الجمعيات الأخرى؟ سؤال وجيه نحن نعمل وفق استراتيجية تتضمن التنسيق والتواصل مع مختلف الجمعيات والمنظمات الخيرية على مستوى الوطن، وفي هذا الصدد قمنا إلى حد الآن بالتنسيق مع 35 جمعية عبر العديد من ولايات الوطن الأخرى، والدليل على ذلك نشاطنا الأخير الذي نسقنا فيه مع جمعية أولاد الخير جيجل وأحباب الفجر، ونعمل الآن على التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لنشر ثقافة تحسيسية بضرورة الكشف المبكر عن داء السرطان وسبل الوقاية وطرق العلاج منه. ما هو واقع مرضى السرطان بولايتكم؟ للأسف تبقى ظروف مرضى السرطان بالولاية مزرية للغاية، وتتوجب رعاية صحية دقيقة من طرف المستشفيات وهذا إلى حد الآن بعيد المنال، فالكثير من المرضى ازدادت حالتهم سوءً ووصلت درجات متأخرة وخطيرة، والعديد من المرضى من فارقوا الحياة في المصالح الاستشفائية لعدة أسباب ترجع في الغالب لنقص كبير في الأدوية أو غياب للنظافة على الرغم من المجهودات الجبارة التي تبذلها الدولة في القضاء على هذه المظاهر في مستشفياتنا لكن لازال مرضانا عرضة لأساليب وممارسات بيروقراطية تحول دون تجسيد برامج السلطات بالشكل والأداء المطلوب. وكيف تتعاملون مع هذه الأوضاع؟ يمكن القول أن مثل هذه الأوضاع أصبحت ميزة يومية وعملنا كجمعية صحية مختصة بالسرطان، نحن نناضل من أجل تحسين واقع المرضى في ظل إمكانياتنا المتاحة والمحدودة، وعلى كافة مؤسسات المجتمع المدني وكذا المواطنين أن يتضامنوا لرفع الغبن عن هذه الشريحة من المجتمع التي أعيد وأقول أنها تحتاج لرعاية دقيقة من طرف مصالحنا الصحية العمومية. ما هي التحديات التي تواجهكم؟ في حقيقة الأمر، هناك العديد من التحديات والعراقيل التي تحول دون أداء مهامنا بالشكل بالمطلوب، على الرغم من الجهود المعتبرة من أجل تخطي هذه العراقيل، خاصة وأننا نعاني من مشكل في المقر الرسمي، لأننا الآن ندفع إيجارا بقيمة 18 مليون سنتيم للعام، ونعتمد في تنفيذ أنشطتنا على مشاعدات أهل البر والخير، كذلك نعاني من مشاكل في نقل المرضى لخارج الولاية مثل البليدة والجزائر العاصمة، ويبقى المشكل الحقيقي هو غياب مركز حقيقي للأورام السرطانية بجيجل. وماذا عن الآفاق المستقبلية؟ نحن دائما نسعى لتكثيف أنشطتنا للوصول إلى أهدافنا المرجوة بالشكل والأداء الصحيح، وفي هذا الصدد نعمل على التحضير للمخطط السنوي لأعمال الجمعية، حيث نقوم فيه بتقييم كل الأعمال المنجزة خلال الموسم الماضي، ونعمل على تغطية مكامن النقص ونحاول من خلال ذلك إشراك جميع أعضاء الجمعية لتفاديها، ومن هنا نسعى لتكثيف أنشطتنا عبر كامل تراب ولاية جيجل لتعريف المواطنين بهذا المرض الفتاك وسبل الوقاية منه من خلال الكشف الدوري والمبكر، ويبقى هدفنا المنشود هو إنشاء مركز خاص بالسرطان مجانا، حتى يستطيع كل مرضى الولاية العلاج عوض التنقل لمسافات بعيدة وولايات أخرى. كلمة أخيرة؟ أتوجه من خلال هذا المنبر الإعلامي بشكري الخاص لجريدة السياسي ، التي سمحت لي أن أنقل معاناة شريحة كبيرة من مرضى السرطان بولاية جيجل، ومن هنا أتوجه بندائي لجميع المسؤولين بالمصالح المحلية والولائية للنظر بجدية في مقر الجمعية، وأتوجه إلى المواطنين بمساعدتنا لشراء سيارات خاصة تتكفل بنقل المرضى، ولا ننسى الدور الإعلامي الذي يلعب حلقة هامة في توصيل رسالتنا في المجتمع.