أجزم رئيس حزب الكرامة المرشّح للرئاسيات المقبلة، المحامي محمد بن حمو، في حوار مع السياسي بمكتبه بالعاصمة، بأن الثقل والماضي الثوري لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، سيمكنانه من الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة لو ترشح لعهدة انتخابية جديدة، كاشفا عن تمكّنه من جمع 80 بالمائة من التوقيعات لضمان ترشحه للرئاسيات المقبلة، واستبعد بن حمو بأن تكون الرئاسيات القادمة مغلقة، كما لم يستصغ النداءات التي تروجها أحزاب المعارضة التي تدعوا بوتفليقة إلى عدم الخوض غمار الإنتخابات الرئاسية القادمة، معتبرا بأن هذه الدعاوي هي نتاج للفكر الإقصائي ويتنافى مع الحقوق الدستورية، كما أبدى رئيس حزب الكرامة ، المرشّح للرئاسيات المقبلة، العديد من القضايا التي تهم المشهد السياسي الجزائري الحالي والمستقبلي. كيف ترون المشهد السياسي في الآونة الأخيرة وبماذا يتميز؟ - في حزبنا الفكرة الأساسية هي إنجاح الرئاسيات ليس من أجل شخص ولكن من أجل استقرار الجزائر، ونحن بحاجة إلى فترة استمرار في الإصلاحات، وكذا استقرار مؤسسات الدولة، التي لا تزول بزوال الرجال، خاصة وأنن حدودنا ملتهبة وهناك بعض دول لها فائدة في بيع الأسلحة للجزائر، وهناك أيضا بعض المنظمات والجهات في الداخل لها مصالح ضيقة ويشاركون بقصد أو بغيره في هذه المؤامرة، ونحن في حزب الكرامة نثمّن المكاسب المنجزة وخاصة المكسب العظيم وهي نعمة الأمن والسلم والاستقرار ونحن من دعاة الاستمرارية في هذا المسعى الذي حقّقه شعبنا، ونحن نشهد بأن المؤسسة الوحيدة المنظمة والمنضبطة والمتشبعة بالوطنية والإستقامة بعد الشعب الجزائري هي المؤسسة العسكرية والمتمثلة في الجيش الشعبي الوطني. * بعض الجهات من المعارضة وقعت في تناقض، فمن جهة تطالب بالديمقراطية، ومن جهة ثانية، تدعوا بوتفليقة لعدم الترشح لعهدة أخرى، ما تعليقكم؟ - الديمقراطية في الأصل هي احترام رأي الأغلبية، وأنا لا أرى أن نمنع الآخرين من ممارسة حقهم الدستوري، نحن نرى المعارضة في الجزائر، مع الأسف الشديد، تعارض من أجل المعارضة وتعارض الأشخاص وليس معارضة البرامج والمناهج، ولا يحق لأي أحد أن يفرض منطقه، لأنه فكر تطرفي وإقصاء سياسي. وصفت سابقا المعارضة بالفارغة سياسيا والمميعة، حيث أصبحت مجرد كلام في الجرائد ووسائل الإعلام، ممكن التوضيح أكثر؟ - مايزال مشوارها طويل جدا وقوة حزب السلطة تكمن في ضعف أحزاب المعارضة والتمثيل الشعبي شبه منعدم لديها. على ماذا يرتكز برنامجكم الانتخابي بعد ترشحكم للرئاسيات المقبلة؟ - بن حمو: البرنامج السياسي لحزب الكرامة هو إرجاع الثقة للشعب الجزائري وخاصة الشباب بوسائل عديدة منها الصدق في الوعود وأخلقة العمل السياسي وإنشاء اقتصاد قوي والقضاء على عقلية الإتكال وإعطاء حرية قانونية والبنكية للمقاولات ومستقبل اقتصاد الجزائر في المقاولة وإعطاء المكانة اللائقة للعلم والتعليم، مع تخصيص غلاف مالي كبير للتكفل بمشاكل الأساتذة والمعلمين لأن العلم والتكنولوجيا هما مستقبل الجزائر، مع الاهتمام بالتكوين المهني، دون أن ننسى إعطاء الشباب الذين لم يتحصلوا على تعليم جامعي تكوينا مهنيا، لأننا بحاجة إلى تعليم في الزراعة والفلاحة خصوصا، ونعتبر في برنامجنا بأن الجنوب هو مستقبل الجزائر خاصة فيما يخص سلسلة الغذاء الوطني ولابد أن نعطي الأرض لمن يخدمها مع مراقبة هذا القطاع وزرع الثقة في الفلاحين وتشجيعهم بمكافآت وإعفائهم من الضرائب والإشتراكات مع الضمان الاجتماعي لهم والدولة تتكفل بها. ونحن في حزب الكرامة نرى أن الجالية الجزائرية في المهجر مصدر ثروة ودخل للعملة الصعبة للجزائر، وسنعمل على تخفيض سعر التذكرة للمغتربين وأولادهم لكي يتمكّن المهاجرون من الدخول إلى الجزائر بصفة دائمة وصرف أموالهم في الجزائر والتمتع بجمالها ومعالمها، أما فيما يخص قطاع الدفاع الوطني، فنحن نرى أن 11 مليار دينار للدفاع الوطني في قانون المالية لسنة 2014 مهم ومهم جدا ونثمنه ونشاطر توجّه الدولة الجزائرية، لأن أمن واستقرار الجزائر ليس له ثمن، أما فيما يخص ملف الدبلوماسية، فنشاطر توجّه الدولة في رفض دفع الفدية للمختطفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية. كيف تقرؤون سياسيا الرئاسيات المقبلة - بن حمو: إذا ترشّح بوتفليقة من أجل مرحلة انتقالية، فله ذلك ولا أقول بأن اللعبة مغلوقة وأن ثقل شخصية بوتفليقة وماضيه يمكّنه من الفوز في هذه الإنتخابات، ونحن حزب ناشئ وفتي وممكن إذا دخلنا الإنتخابات مع بوتفليقة، أن نمتلك التجربة ونعرّف بحزبنا وبتجربتنا ونسجّل بصمتنا في الساحة الوطنية ونحن، في كل الحالات، سندخل الإنتخابات الرئاسية سواء ترشّح بوتفليقة أو لم يترشّح، فنحن ضد سياسة الكرسي الشاغر وأنشأنا الحزب من أجل أن نصل إلى السلطة في يوم من الأيام وباقي الأحزاب لها الحق في الترشّح والمساندة، لكن ما يعاب على المعارضة والشخصيات هو الغرور أو الاستهزاء بالشعب أو أن يكون الشعب رهينة لديهم بالتهديد أو المقاطعة أو التخلاط السلبي. ما هو تعليقكم على مصطلح الأرانب ؟ - بن حمو: إن مصطلح الأرنب هو مصطلح أوروبي يليق للمسافات الطويلة ونصف الطويلة، أما الرئاسيات الجزائرية، فهي بمسافة 100 متر لأنه سريع جد، وأنا لا أرى أن هناك أشخاصا أرانب أو أحزابا أرانب. - ما هو موقفكم من المعارضة في الجزائر؟ - بن حمو: طريقها طويل لماذا؟ لأنها تسعى إلى جمهورية ثانية وجمهورية المؤسسات، هنا نتكلم عن معارضة، أما الآن، فهي صورية وأهلكتها الزعامة. ماذا تقولون للشباب العازفين عن الإنتخابات الرئاسية المقبلة؟ - بن حمو: النضال واجب وعلى الشباب أن ينخرطوا في صفوف الأحزاب، فمن يكون في إطار الحزب له الحق في التعبير وأن يطمح للوصول إلى السلطة، وأن لا يبقى صامتا كالطبقة الهشة التي تبقى تتفرج، تنتقد من وراء المكاتب وشاشات التلفزيون وفي جميع البلدان المتقدمة، جميع الأحزاب تتنافس لتقديم برامج التنمية والسلم والعنف لا يخدم الجزائر والشعب والمجتمع، ونحن ندين العنف ونتصدى لكل من يريد ضرب استقرار البلاد. ما رأيكم في وعود بعض الأطراف السياسية للناخب بتغيير اللغة الفرنسية بالإنجليزية في حال تربعها على كرسي الحكم؟ - بن حمو: الشعب الجزائري متمسك باللغة الفرنسية مثلها مثل اللغة الأمازيغية والعربية واللغة في حد ذاتها وسيلة اتصال، والمهم أن نهتم بالشعب الجزائري من أجل أن ينهض بالاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا ويلتحق بركب الحضارة، وشكرا على الالتفاتة الطيّبة من طرفكم، ونتمنى لكم النجاح في مهامكم النبيلة، لأن الإعلام والصحافة هي في الأصل رسالة وقيّم، قبل أن تكون وظيفة ومهنة. بعد سحب استمارة ترشّحكم، إلى أين وصلت عملية جمع التوقيعات الخاصة بكم؟ - بن حمو: الأمور تسيير بطريقة جيّدة، حيث شرعنا فعليا في جمع التوقيعات وقطعنا شوطا كبيرا من العملية، بعد أن بلغنا نسبة 80 بالمئة من العدد المطلوب قانونيا.