نوح، شاب يبلغ من العمر 25 سنة، هو معاق بنسبة 100بالمائة، لم تردعه إعاقته عن مواصلة حياته وترجمة نجاحاته على أرض الواقع، ليصبح مثلا يقتدى به في العمل والكفاح، رغم الظروف القاسية التي يمر بها هو وإخوته المعاقين، إذ قرر نوح رفع شعار التحدي، وهي العبارة التي دونتها يديه المشلولتان، بما أنه يرفض الجلوس والإنتظار، مفضّلا العمل والتحدي، لبلوغ غايته وهدفه المنشود، والتي بلورها في ترأسه لجمعية تحدي للمعاقين حركيا، وتعتبر عائلة بوزارة عموما نموذجا يقتدى به في تحدي الإعاقة، بعدما تمكّنت من تخطي صعوبات الإعاقة الجسدية وعراقيل الحياة عموما، السياسي إرتأت تسليط الضوء على حياة نوح اليومية وكفاحه المرير، من أجل الوصول إلى الأهداف المسطّرة. إرادة جبّارة لعائلة معاقين بوزارة نوح من مواليد 1988 بالعاصمة، ينتمي إلى عائلة متكونة من أب وأم و3 أبناء ينتمون إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصة، وعلى الرغم من هذا الابتلاء الرباني الذي الم بالأسرة، إلا أنها أخرجت عناصر قادرة على التغيير، رغم المعطيات الجسدية الصعبة التي خلقوا بها، فحمزة، الاخ الأكبر لنوح، إستطاع إنهاء مشواره الدراسي بنجاح وكان المؤسس الحقيقي لجمعية المعاقين حركيا بالدرارية سنة 2002، حيث شغل منصب عامل بقسم الاستعلامات بمستشفى ابن عكنون واقتبس فكرة إنشاء جمعية تدافع عن حقوق المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة على ضوء معاناة المرضى في هذه المصالح من افتقارها للخدمات والرعاية الصحية التي ترقى بكرامتهم، خصوصا المرضى النزلاء والقادمون من مناطق بعيدة، الذين يفتقرون للإمكانيات المادية وذوو الدخل المحدود، وكانت اول مبادرة قام بها حمزة، على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة والمتدهورة، خرجة ميدانية ترفيهية لاقت استحسان المرضى والتفافهم حول فكرة تأسيس كيان يضمن لهم حقوقهم الضائعة، غير ان صحة حمزة لم تسمح له بمواصلة مشواره كرئيس للجمعية، خاصة بعد رحيله الى فرنسا، في سنة2011 لإتمام علاجه الذي يتطلب عناية فائقة، فاستلم اخاه الاصغر نوح شعلة التحدي وناب عن أخيه حمزة. يوميات نوح الصعبة تتجاوز كل التوقعات أصبحت المعاناة اليومية التي يعيشها نوح درسا في الصبر والكفاح، على متن كرسيه المتحرك حيث يعمل من الساعة الثامنة صباحا الى السادسة مساء، يواجه صعوبات في التحرك خصوصا وانه يقطن في الطابق الثامن ويلقى صعوبة في نزول الدرج والتوجه الى مقر الجمعية، الكائن ببلدية الدرارية، حيث صرح لنا نوح بأنه كسب احترام جيرانه والمحيط الذي يتواجد به بفضل إرادته الفولاذية، رغم انه لا يخجل من إعاقته الكاملة والشيء الذي يستطيع تحريكه هو سبابته بتوجيه كرسيه الكهربائي. ومن جهة اخرى، يتقن نوح الإعلام الآلي ببراعة شديدة حيث لاحظنا طريقة تعامله مع الجهاز بدقة متناهية والدخول الى المواقع بسهولة، كما انه يقوم باجتماع اسبوعي لأعضاء الجمعية، لدراسة جميع ملفات المرضى باستمرار، حيث اكد لنا بأنه كرّس وقته لعمله ولخدمة قضية فئة تبقى مهمّشة ودونية عند الكثير من اذهان المواطنين، وحتى بعض المسؤولين. وفي نفس الاطار، استطاع نوح، رغم صغر سنه، ان يرفع من همة الكثير من المعاقين، خصوصا اخويه المعاقان، اللذان يعانيان من اضطرابات نفسية شفيت بفضل نوح، الذي شدّ همتهم، نحو تحدي الإعاقة، فأصبحا مواطنين عاديين لديهما حقوقا وواجبات. نوح يناشد التفاتة من المسؤولين يتوجّه نوح الى جميع المسؤولين، خصوصا وزارة التضامن، لرفع المنحة ويقول من غير المعقول ان يمنح مبلغ 4000 دج في حياة يومية تكلف للمعاق اكثر من 1500 دج من اكل وشرب ودواء وحفاظات بالنسبة للمعاقين حركيا ، ويدعو الى رفع هذه المنحة الى مستوى يليق بحياة تكفل كرامة وسؤال المعاق في المجتمع الذي يعكس صورة الواقع المرير لهذه الشريحة، وكذلك يوجّه دعوة لتخصيص فضاءات للجمعية التي لا يسمح مكتبها بتوفير قاعات تكوين، لتطوير مواهب ذوي الاحتياجات الخاصة في شتى المجالات التي يتقدم بها العديد من المعاقين وتوفير ضمان اجتماعي يكفل لهم حقوقهم في الدواء والأجهزة خاصة، وناشد جميع الجمعيات التي تشترك معهم في نفس الاهداف، توحيد الجهود بصورة جدية، لتجاوز كل التحديات التي تسمح لكل الفئات الاجتماعية المحرومة بنيل حقوقها المشروعة كمواطنين عاديين، مطالبا بتسهيلات كإنشاء ممرات خاصة بتنقل ذوي الاحتياجات الخاصة.