افتتح مؤخرا بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر معرض جديد عنوانه المجاهدات بطلاتنا ، تحت إشراف وزيرة الثقافة، خليدة تومي، وبحضور مدير المتحف، محمد جحيش، وثلة من محبي عالم الصورة. وقد تم اختيار عنوان المعرض بحصافة، إذ يقوم بمساءلة ضمير كل جزائرية وجزائري من مختلف الأجيال، واقترح تسليط الضوء وإلقاء نظرة نقدية على التاريخ المجهول والمهمّش للمرأة الجزائرية في ثورة التحرير الوطني. وقد استعان المتحف لهذا الغرض بفنانين من المصورين هما: ناديا مخلوف وشريف بن يوسف، اللذين قاما من خلال صورهما برصد مسار الثورة التحريرية المظفرة من منظور خاص، بطلات في الغالب لا اسم لهن ولا وجه ولا صوت، هن مجاهدات مارسن كل أشكال النضال وخضن كل المعارك، ووهبن شبابهن من أجل استقلال الجزائر. من المخفي إلى المرئي.. المجاهدة امرأة محاربة هو عنوان رواق المصورة نجاة مخلوف. بدأت الفنانة المصورة نجاة مخلوف العمل على مشروعها هذا منذ 3 سنوات بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، كانت تتوق إلى معرفة وإيجاد النساء اللواتي شاركن من قريب أو من بعيد في الثورة، تروي صور العارضة مسارات المجاهدات وهي التي أدركت بحزن شديد، مثلما تقول، أن هذه الشخصيات لا تحظى بالمكانة اللائقة التي تستحقها في الجزائر أو في أي مكان آخر. اكتشفت نجاة أن المجاهدات لا يعاملن بنفس المعاملة، فبعضهن يحتل مركزا مميزا، بينما انسحب البعض الآخر من الذاكرة الجماعية مما جعلها تقدم بورتري فوتوغرافي لكل واحدة منهن، من خلال المهمة أو العملية الثورية التي قامت بها، وكانت حكايات النساء مهمة للغاية في عمل نجاة الفوتوغرافي الوثائقي. وتبرز صور نجاة عددا معتبرا من النساء المجاهدات المنسيات، 30 بورتري فوتوغرافي، مثل اوالي ويسي سنوسي من مواليد 1938 التي كانت مراقبة، فأوصاها والدها بعدم الثقة في المستعمر الخائن، استقبلها بوسوف في وجدة، منهن صفية بننادي من مواليد1931 كانت مكلفة بالاتصال، جانين نجية بلخوجة وهي طبيبة أخصائية في أمراض النساء والتوليد كانت تزود المجاهدين بالأدوية أوقفت ونفيت إلى تونس في 1957، جاكلين غروج من المجاهدات الست التي حكم عليهن بالإعدام، فطيمة الملقبة بلويزة أوداران، مكلفة بالاتصال بين الولايتين الثالثة والرابعة، فطيمة، قائدة مكلفة بإدارة الأسلحة في المقاومة في منطقة القبائل وزوجة شهيد، وعموما القائمة طويلة، مما يؤكد مساهمة المرأة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في حرب التحرير المظفرة. وقد ضم الرواق الثاني المعنون حياة يوم من المعرض الكبير صورا وكلمات صدرت لزهاء الثلاثين مجاهدة، على غرار زهرة ظريف بيطاط، التي تقول: يجب على المرء استيعاب أن لا شيء يضاهي العيش بحرية في وطن يتمتع بسيادته، إن انتزاع سيادة الوطن ليس بالأمر الهين المكتسب، فاطمة عياش: كانت هذه الحرب مبنية على أسس حرياتنا، ولكنني اليوم أتمنى لو تكون طموحاتنا أعظم من هذا ، ربيعة من حمادي سري: انضممت إلى الثورة من أجل تحرير البلاد، ويعود الشرف لنساء الدواوير اللواتي كن يدعمننا ويغذيننا . يعد هذا المعرض نافذة على إسهامات المرأة الجزائرية إبان الثورة وهو جدير بالزيارة لمن يرغب في الاستزادة.