لم تثن الظروف الصحية لمواطنين يعانون من إعاقات جسدية بسبب المرض من عزيمتهم ولم يحول دون توافدهم يوم الخميس على مراكز التصويت بوهران لأداء واجبهم الانتخابي، مؤكدين على أنه لا صحة بدون الجزائر، وأن الواجب الانتخابي قبل كل شيء . بخطى ثقيلة ولكنها أكيدة مفعمة بحب الوطن وروح المسؤولية، توجّه معاقون تحملهم أرائك ومتكئين على عكازات من مختلف الفئات العمرية لاختيار رئيس الجمهورية من بين المترشحين الستة، حسبما لاحظناه عبر مراكز الاقتراع بأحياء الصباح، والنور، والياسمين بشرق وهران، وبوسط المدينة وبمركز الاقتراع سعيد الزموشي ، وسط مدينة وهران الذي شهد منذ افتتاحه إقبالا كبيرا للناخبين، حيث أكد سفيان، (31 سنة)، الذي يرتكز على عكاز بعد إصابته في حادث عمل أن الجزائر قبل صحتي ولا أعرف وطنا غير الجزائر ولا أريد أن أتخلف عن هذا الحدث المصيري مهما كانت ظروفي الصحية . ونفس الإصرار دفع الناخب الجيلالي، (53 سنة)، الذي بترت رجله بسبب مرض السكري، حيث قال لايهمني دعاة المقاطعة ولا أتهرب من مسؤوليتي تجاه الوطن، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التى تشهدها بعض الدول المجاورة، مما يجعلنا أكثر حرصا للحفاظ على مكاسب الديمقراطية . وعلى رغم من إصابته بالشلل الذي أقعده منذ 1998، جاء بلحاج، (77 سنة)، إلى مركز التصويت بإكمالية التهذيب بوسط المدينة للإدلاء بصوته واختيار، بكل حرية، الرئيس المقبل الذي يكون مناسبا للبلاد والذي يحافظ على الأمن والاستقرار، ويؤمّن للجزائر مستقبلا زاهرا ، على حد تعبيره. وبأصابع تبحث عن فتحة صندوق بأحد مكاتب مركز الانتخاب التي تشكّلت أمامه صفوفا من الناخبين بحي النور، وضع هاشمي، (80 سنة)، وهو كفيف ورقة الإقتراع، مؤكدا أن لا شيء يحول دون أداء حقي في التصويت الذي أعتبره أيضا واجبا وطنيا مثلما أدى آباؤنا واجبهم إبان الاحتلال الفرنسي ، وبدورها، لم تتخلف خديجة عن هذا الاستحقاق، حيث صعدت بصعوبة إلى الطابق العلوي للإدلاء بصوتها بمركز بحي الصباح، مؤكدة أن أداء الواجب الانتخابي أقل ما تقدمه المرأة للجزائر، التي حقّقت لها الكثير من المكاسب في مجال ترقيتها.