أشادت دولة مالي، أمس، بالجهود التي تبذلها الجزائر لتحقيق المصالحة بين الماليين، حسبما ورد في البيان الختامي الذي صدر عقب أشغال الدورة الثالثة للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية - المالية حول شمال مالي، التي عقدت بباماكو. وجاء في البيان الختامي، أن الطرف المالي حيا الطرف الجزائري على الجهود التي يبذلها لتحقيق المصالحة بين الماليين وحثه على مواصلة المحادثات الاستطلاعية التي بوشرت مع ممثلي الجماعات المسلحة لتوفير شروط نجاح المفاوضات المالية الشاملة المقرر إجراؤها في أقرب الآجال بمالي وذلك لإقرار السلم والاستقرار بشكل نهائي بمالي. وجدّد الطرف المالي التزام السلطات العليا للبلد لصالح مفاوضات مالية شاملة تحفظ السلامة الترابية والوحدة الوطنية وتتكفل كليا بالطموحات المشروعة لكافة مكونات المجتمع المالي. وأكدت مجدّدا على الأولوية المطلقة التي تمنحها لتحقيق الاهداف التي سطرتها لاسيما في خارطة الطريق للخروج من الأزمة التي سلمت لمجلس الأمن بتاريخ 3 فيفري الفارط. ومن جهته، جدد الطرف الجزائري التزامه بالمساهمة في التحضير الحسن لهذه المفاوضات وبلغ الطرف المالي بالأعمال التي يعتزم المبادرة بها في هذا الشأن. كما عبّر الطرف الجزائري عن تمسك رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الثابت باستتباب السلم والاستقرار المستديمين بمالي وتحقيق المصالحة بين الأشقاء الماليين. وعبّرت الجزائر عن أملها في أن تتوصل بعثة الممثل السامي لرئيس جمهورية مالي من أجل المفاوضات المالية الشاملة موديبو كايتا بشكل سريع إلى نتائج ملموسة لصالح الشعب المالي. ولضمان تعزيز التقدم المحرز في المرحلة الاستطلاعية، جدّد الطرفان من جهة أخرى، نداءهما للشركاء الدوليين والاقليميين ليقدموا المساندة والدعم لهذه الجهود التي تندرج في إطار الأهداف التي حدّدها المجتمع الدولي في اللائحة 2100 لمجلس الأمن واللوائح ذات الصلة للاتحاد الافريقي وترتيبات الاتفاق التمهيدي لواغادوغو، الهادفة إلى حفظ السلامة الترابية لمالي وسيادته وتعزيز وحدته الوطنية. وفي هذا السياق، أعرب الطرفان عن ارتياحهما للاجتماع الرفيع المستوى لبلدان الساحل حول مالي الذي عقد يوم 22 أفريل 2014 بالجزائر العاصمة والنتائج الذي توصل إليها. كما أعربا عن أملهما في أن تتواصل روح الحوار البنّاء والشفاف، الذي ميز هذه المبادرة وأن تتعزز بشكل يسمح بمساعدة مالي بشكل ناجع في البحث عن حل نهائي للوضع في شمال مالي. وسجل الطرفان بارتياح الإعلان الرئاسي الذي تمت الموافقة عليه يوم 23 أفريل 2014 من قبل مجلس الأمن حول الوضع في مالي ودعم أعضاء المجلس لجهود كل الأطراف الاقليمية والدولية بما فيها تلك التي قامت بتسهيل المحادثات مع الجماعات المسلحة الموقّعة والمنخرطة، قصد دعم إطلاق مسار التفاوض المقرر مباشرته في أقرب الآجال. واستحسنت الجزائرومالي العمل الذي انجزه المجتمع الدولي من خلال بعثة الأممالمتحدة في مالي لتحقيق تقدم في مسار استعادة الاستقرار في مالي. وشجع الطرفان بعثة الأممالمتحدة إلى مالي على مواصلة عملها و تكييفه من أجل الاستجابة بفعالية لحاجيات السكان المحليين. وأعربا عن دعمهما لعهدة قوية مثلما يتمناه مالي والاتحاد الإفريقي ويتناسب مع النشاطات التشاورية لبلدان المنطقة. ونوّه الطرفان بدور الاتحاد الإفريقي ومباراته لصالح مالي والمنطقة بصفة عامة. كما اتفقا على مضاعفة الجهود من أجل مكافحة أنجع للتهديدات المتعدّدة المحدقة بأمن البلدين خاصة الإرهاب والمتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وجدّدا بالمناسبة، إرادتهما في مواصلة الجهود من أجل تحرير الدبلوماسيين الجزائريين العاملين بقنصلية الجزائر بغاو المحتجزين وكذا جميع الرهائن بمنطقة الساحل. واستعرض الطرفان من جهة أخرى، الوضع الإنساني للسكان بشمال مالي وأعربا عن انشغالهما بشأن الفقر الذي تعانيه فئات واسعة من السكان الذين يواجهون بطريقة مباشرة انعكاسات الأزمة. واستنادا إلى قرار الجزائر بتقديم مساعدات إنسانية لصالح السكان المحتاجين المنطقة، اتفق الطرفان على ايصال هذه المساعدات إلى أصحابها بكل الطرق المتاحة. وأشاد الطرف المالي بالمبادرة الإنسانية للرئيس بوتفليقة لصالح سكان المناطق الثلاث بشمال مالي من خلال قرار توفير مساعدة معتبرة من المواد الغذائية والصيدلانية. وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للعودة الطوعية المتزايدة لعدد هام من اللاجئين من النيجر، كما أعربا عن أملهما في أن تتواصل عمليات العودة بموجب القرار الثلاثي الموقع في 3 ماي بين ماليوالنيجر والمحافظة الأممية السامة لشؤون اللاجئين من أجل عودة اللاجئين الماليين. واغتنم الطرفان الفرصة للتنويه بالاستقبال والسخاء الذي حظي به اللاجؤون الماليون من قبل سكان وحكومات البلدان المجاورة. وجدّد الرئيس ابراهيم بوباكار كيتا تهانيه الخالصة للرئيس بوتفليقة على إعادة انتخابه، كما جّدد شكره للجزائر التي ما فتئت تقدم دعمها ومساعدتها من أجل إيجاد حل للأزمة منذ بدايتها. كما أعرب الطرفان عن ارتياحهما لانتظام اجتماعات اللجنة في إطار القرار الذي اتخذه الرئيسان بوتفليقة وكايتا خلال زياره العمل والصداقة التي قام بها الرئيس المالي إلى الجزائر يومي 18 و19 جانفي 2014 وهو القرار الذي قام الرئيسان بموجبه بوضع آلية لمتابعة و تنفيذ الإجراءات التي يرى الطرفان أنها تساهم في البحث عن حل سلمي ودائم لمشاكل شمال مالي. وجرت أشغال الدورة الثالثة للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائريةالمالية حول شمال مالي بباماكو برئاسة وزير الشؤون الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة و وزير الشؤون الخارجية والإدماج الإفريقي والتعاون لمالي عبدولاي ديوب. وقرر الطرفان عقد اجتماع رابع للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائرية - المالية حول شمال ماليبالجزائر خلال شهر جوان المقبل.