أطلق الخبير الجيوفيزيائي في علم الفلك لوط بوناطيرو، النار على ما نشره المركز الوطني للوقاية من الأخطار الكبرى الكراق الذي أكد أن مركز الهزة الأرضية كان بمنطقة بولوغين بالتحديد، موضحا أن مركز الهزة كان في عين طاية ، مضيفا أن المركز قد تأخر في الإعلان عن الهزة الأرضية بالرغم من احتوائه على تجهيزات وآلات حديثة وعصرية قادرة على قراءة وحساب شدة الهزة الأرضية، إلا أن التقنيين العاملين حسبه به هم من تسببوا في هذا الخطأ. فسر أمس لوط بوناطيرو في ندوة ب فوروم جريدة ديكانيوز أن الهزة الأرضية التي ضربت الجزائر العاصمة صباح الجمعة الماضي كونها جاءت وفق نشاط زلزالي تشهده منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا، والذي يقع حسبه في دورة مدتها 11 سنة، ويتركز بالخصوص خلال أشهر ديسمبر، جانفي، أفريل، ماي وسبتمبر، أكتوبر، وهو أيضا مرتبط بالسنة القمرية أكثر، وعند اقتران البدر. وأضاف بوناطيرو في الصدد أن الجزائر تقع بالقرب خط الزلزال الذي يمر من البحر الأبيض المتوسط، وعليه فالمناطق الأكثر تعرضا لزلزال هي الشمال الجزائري، كما أن دخول فصل جديد من شأنه أن يؤدي إلى هزات أرضية في شمال بالجزائر، حيث قدر عدد هذه الهزات ب40 هزة شهريا وأرجع ذلك إلى النشاط الزلزالي العالمي، مؤكدا أنه قد تم تسجيل هزات في كل من المغرب على مستوى جبل طارق، والبرتغال وهزتين بفرنسا ثم الجزائر. وفي حديثه عن كيفية التعامل مع تلك الهزات قال بوناطيرو أن الوقاية من الكوارث الطبيعية تكون عن طريق فتح معاهد لتكوين أشخاص في هذا المجال وفتح فروع لدراسة هذا التخصص الجديد، وتوعية المواطنين بعد لقاءات وطاولات مستديرة وندوات صحفية خاصة، تعمل على توعية المواطنين في كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية، وهذا الشيء يعد حلقة مفقودة حاليا في الجزائر، على غرار الدول الأخرى، التي تعمل على تهيئة وتحضير مواطنيها لكيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية فور حدوثها. ومن جهة مغايرة، طالب المختص في علم الفلك، السلطات العمومية بوضع خريطة طبيعية لكل ولاية، لمعرفة المخاطر المحدقة بها، على غرار خريطة الثروات، وقال المتحدث أن القرآن الكريم يحثّ على أخذ الحذر، وذلك ليس هروبا من القضاء والقدر بل إجراءات وقائية للتقليل من الإصابة بالأخطار والضرر الناجمَين عن الهزات الأرضية. وفي ما يخص النشاط الزلزالي قالي بأن هناك احتمال كبير لكي يستمر خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين، كما أردف قائلا: منذ الزلزال الذي ضرب مدينة بومرداس في سنة 2003 سجلنا هدوءً في هذا النشاط، غير أننا نلاحظ أنه منذ بضعة أشهر يشهد هذا النشاط تزايدا بالجزائر وعبر العالم .