إندلع قتال عنيف ليلة السبت إلى ليلة أمس، بين ميليشيات متناحرة في العاصمة الليبية طرابلس وذلك بعد ساعات من إعلان المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة عزمه زيارة طرابلس بحلول مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. وأمكن سماع دوي إطلاق النار والقصف بصواريخ غراد والمدفعية قرب المطار وعدد من المناطق السكنية في طرابلس . ويهدف الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون الذي يتولى منصبه رسميا أول سبتمبر 2014 إلى إنهاء القتال بين كتائب من مصراتة وأخرى من الزنتان إندلع بينها القتال قبل شهر في أسوأ أعمال عنف تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وأجبرت المعارك -التي تشارك فيها كتائب مقاتلين سبق لهم خوض الحرب معا ضد القذافي-الأممالمتحدة والحكومات الغربية على إجلاء دبلوماسييها خوفا من إنزلاق ليبيا إلى حرب أهلية شاملة. ويدور معظم القتال حول المطار الدولي في طرابلس والذي يسيطر عليه مقاتلو الزنتان منذ اجتياحهم العاصمة خلال الصراع في 2011. ولا تملك حكومة ليبيا الهشة جيشا وطنيا حتى الآن وكثيرا ما تلجأ لدفع رواتب لمقاتلين سابقين بصفتهم أفراد أمن شبه نظاميين كوسيلة لدمجهم في الدولة الجديدة. لكن الكتائب المدججة بالسلاح متحالفة مع فصائل سياسة متنافسة وكثيرا ما يدينون بالولاء لمناطقهم وقادتهم المحليين أكثر من الحكومة المركزية. وزادت معارك منفصلة في مدينة بنغازي بشرق البلاد من تعقيد الوضع الأمني في ليبيا خاصة بعد أن طرد تحالف من المتشددين الإسلاميين والمقاتلين السابقين الجيش من المدينة.