تمكّنت عناصر الدرك الوطني من كشف طريقة جديدة لتهريب المخدرات داخل شاحنات نقل وتوزيع الوقود، حيث نجحت من خلال عملية نوعية في إحباط عملية نقل وترويج كمية معتبرة من المخدرات، وتفكيك شبكة دولية، حيث كان سيتم نقل الكمية من الحدود الغربية على محور تلمسان عين تيموشنت ووهران باتجاه العاصمة وبومرداس ومن ثمّ، باتجاه الحدود الجزائرية - التونسية وكذا الحدود الجزائرية - الليبية. حيثيات القضية تعود لورود معلومات عن وجود شاحنة صهريج لنقل الوقود يجرها جرار طريقي يحمل ترقيم ولاية الجزائر العاصمة، متوقف في مكان بالطريق السيّار شرق - غرب بين حدود ولاية معسكر وغليزان باتجاه الجزائر العاصمة محمّلة بكمية من المخدرات مع وجود سيارتين تقومان بمهمة فتح الطريق للشاحنة، وعلى إثر ذلك، تم وضع تشكيل محكم على طول الطريق السيّار شرق- غرب في شطره الرابط بين سد معسكر وغليزان يتمثل في عدة دوريات ونقاط مراقبة، ليتم العثور على الشاحنة محل البحث متوقفة في حضيرة المحطة متعدّدة الخدمات بيلل باتجاه وهران - الجزائر دون سائقها وغطاء المحرك الأمامي مفتوح للإيهام بأنها في حالة عطل. وتتبعت عناصر الدرك الشاحنة في طريقها باتجاه الجزائر على الطريق السيّار شرق - غرب حيث تم تتبعها عن بُعد إلى غاية وصولها على مستوى السد الثابت للدرك الوطني لبلعسل، أين تم توقيفها كما تم توقيف سيارة أخرى من نوع رونو ميڤان كانت تتبعها. وفي هذه العملية، تم توقيف شخصين سائق السيارة المدعو (ف.ه)، البالغ من العمر 34 سنة وسائق الشاحنة المدعو (ل.م)، البالغ من العمر 46 سنة، الشخص الأول من ولاية بومرداس هو من قام بنقل سائق الشاحنة من مدينة زموري بولاية بومرداس إلى غاية مكان ركن الشاحنة، وذلك بعد إلتقائه بشخص آخر (مقاول) الذي عرض عليه العمل لصالح أحد أصدقائه بغرب الوطن كسائق عند وصوله إلى عين المكان، إتصل به هاتفيا مالك الشاحنة وهناك أمام محلات المحطة (المقهى) سلّمه مفاتيح تشغيل الشاحنة، طالبا منه نقل الشاحنة المذكورة إلى الجزائر العاصمة على أن يخبره بالعنوان بدقة عند الوصول إلى العاصمة. ووجد داخل الشاحنة صفيحة حديدية مستطيلة الشكل مثبتة ببراغ في مقدمة الصهريج مموهة بإحكام، وعند فتحها، وجد أن الجزء الداخلي للصهريج غير مقسّم إلى غرف لتخزين الوقود كما هو الحال عادة، بل تم إدخال تعديلات عليه حيث وجد في شكل غرفة كبيرة واحدة موضوع بداخلها ثلاثة براميل ذو سعة 200 لتر للواحد معبأة بمادة المازوت موضوعة بشكل عمودي لتضليل مصالح الأمن والمراقبة في حال فتح أغطية الغرف من الأعلى بها تسربات لمادة المازوت لتغليط مصالح الأمن أيضا وبداخل هذه الغرفة الكبيرة للصهريج، تم العثور على كمية معتبرة من المخدرات (كيف معالج) مخزنة في شكل رزم (طرود) في شكل حقائب مغلفة بمادة بلاستيكية تحتوي على قوالب بها صفائح كيف بلغ عددها 145 رزمة وزنها ما بين 21 و27 كلغ للرزمة الواحدة أي بوزن إجمالي يقدر بحوالي 37 قنطار. وقد تم ذلك بفضل إستعمال الكلاب المدربة المختصة وكذا تقنيات إستعملها الدركيون المختصون في مجال الشرطة العلمية والتقنية للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغليزان، فيما لايزال التحقيق مفتوحا.