يرتبط العمل الخيري والتطوعي بالتنمية الشاملة من خلال الكثير من الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان وترقى به ابتداء بالفرد، ليمتد إلى المجتمع، فحقيقة العمل الخيري وخططه يجب أن ترتبط بما يمكن أن تحدثه من تأثيرات وتغييرات في المجتمع باتجاه التنمية الشاملة، لأن العمل الجمعوي ليس جهودا تبذل لإنقاذ مصاب أو علاج مريض أو أموال تنفق لسد رمق محتاج، بل هو خطة للعمل الخيري من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، لتحقيق التنمية تجاه الفرد والوطن، وهو ما تعتمد عليه العديد من المجموعات التطوعية التي تحذو طريق الجمعيات الخيرية، ومن بين المجموعات التي تحرص على ذلك، مجموعة الأعضاء الناشطين بتبسة، وللتعرف على هذه الأخيرة، حاورت السياسي قفي خالد، مسؤول المجموعة الذي أكد على أهمية إدماج الشباب في النشاطات الخيرية والتطوعية. بداية، هلاّ عرفتنا أكثر بمجموعة الأعضاء الناشطين بتبسة؟ - تأسّست المجموعة من قبل شباب تعرفوا عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك في ولاية تبسة، حيث جاءتهم فكرة إنشاء المجموعة سنة 2012 حيث كان الهدف من تأسيسها هو الاستغلال الجيّد للتكنولوجيا وإعطاء صورة حسنة عن شباب تبسة وهو الشيء الذي دفعنا للعمل من أجل مساعدة أهل المنطقة والنهوض بها ونحن الآن ننشط في مختلف المجالات ويبلغ عدد الأعضاء المنخرطين في المجموعة 20 شابا من مختلف الأعمار. ما هي النشاطات التي تقومون بها؟ - النشاطات التي نمارسها، منذ بداية العمل في المجموعة، متنوعة ومختلفة ولدينا عدة مجالات ننشط فيها المجال البيئي، الصحي والاجتماعي، بالنسبة للمجال البيئي، فإننا نقوم بعمليات تشجير وتنظيف الأحياء السكنية كما نقوم بحملات توعية حول البيئة والمحيط وكذا إحياء مختلف المناسبات المتعلقة بالبيئة كعيد الشجرة، حيث نقيم معارض وعدة نشاطات في الخصوص. أما في المجال الصحي، فنقوم بتنظيم زيارات للمستشفيات وكذا مساعدة المرضى في اقتناء الدواء وتوفيره إن كان باهض الثمن او مفقودا، كما قمنا بتخصيص زيارات لأطفال مرضى السرطان، وعلى غرار هذا، فإننا نقوم بنقل انشغالات المرضى خاصة الذين يحتاجون لعمليات جراحية وتكون التكلفة باهضة. أما فيما يخص المجال الاجتماعي، فإننا نقوم بمساعدة العائلات الفقيرة في ترميم بيوتا وإصلاحها والوقوف على ما ينقصهم داخل البيوت، إضافة الى هذا، فمنذ تأسيس المجموعة ونحن نعمل على مساعدة المحتاجين مهما كانوا وقد كان لنا في شهر رمضان الكريم برنامج خيري سعينا من خلاله لمساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة حيث قمنا بتوزيع قفة رمضان وفتح مطاعم إفطار لعابري السبيل وذلك بالتنسيق مع السلطات البلدية ومديرية التضامن للولاية وكسوة الأطفال أيام العيد بغية مشاركة البراعم فرحتهم وإعادة البسمة على وجوههم. أما في الجانب الثقافي، فإننا نقوم بإحياء مختلف المناسبات في الولاية كعيد الطفولة حيث نقوم بتنظيم حفل لفائدة الأطفال خاصة الأيتام وأطفال العائلات المحتاجة. وماذا عن تحضيراتكم للدخول المدرسي الجديد؟ - مع اقتراب الدخول المدرسي الجديد الذي بقيت تفصلنا عنه أيام معدودة، قمنا كمجموعة تطوعية بإطلاق حملة محفظة الخير وذلك بغية مساعدة الأطفال وتوفير مختلف المستلزمات الدراسية لضمان دخول مدرسي عادي للمعوزين من جهة، ومن جهة أخرى، نهدف من خلال هذه المبادرة الى تخفيف عبئ تكاليف ومصاريف هذه الأدوات على الأولياء. من أين تتلقى المجموعة دعمها المادي لمزاولة مختلف هذه الأنشطة؟ - باعتبارنا مجموعة وليس جمعية، فإننا نعتمد على مساهمات أعضاء المجموعة وكذا تبرعات المواطنين المحسنين الذين يهمهم أمر المحتاجين الذين هم بأمس الحاجة الى هذا الدعم. كمجموعة تطوعية، هل من مشاكل تعيق عملكم الميداني؟ - على غرار نقص الدعم الذي يقف كهاجس أمام جملة النشاطات التي نقوم بها لفائدة العائلات المعوزة، فإن افتقارنا لمقر لعقد اجتماعاتنا أصبح من بين المشاكل التي تعاني منها المجموعة، بالإضافة الى هذا، فإننا نجد صعوبة كبيرة في التنقل من منطقة لأخرى خاصة عند تنقلنا الى المناطق النائية وذلك بسبب نقص وسائل النقل. فيما تتمثل الأهداف المرجو تحقيقها من خلال تأسيسكم للمجموعة؟ - الهدف من كل هذه النشاطات ومن خلال تأسيسنا لمجموعة الأعضاء الناشطين ، هو فعل الخير وإرضاء المولى، عزّوجل، بالدرجة الأولى والوقوف الى جانب المحتاجين ومساعدتهم بصفتنا مسلمين وأبناء بلد واحد، كما نهدف الى توطيد العلاقة بين شباب ولاية تبسة وإدماجه في النشاطات الخيرية، فكثير من الشباب يقصد المجموعة من أجل التطوع في النشاطات التي نقوم بها. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار وأشكرها على دعمها للشباب المحب للأعمال الخيرية، ونتمنى لها ولنا المزيد من النجاح والتألق، بإذن الله، تعالى