تسعى العديد من المجموعات الشبانية والتطوعية من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها لتنمية العمل الخيري والتضامني ومساعدة المحتاجين، في وقت طغت فيه المادة على العلاقات الاجتماعية، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من الشباب لحذو طريق الجمعيات الخيرية مما مكّنهم من صناعة الحدث من خلال تحملهم مشقة التكفل بالفئات الهشة في صورة تؤكد أصالة المجتمع الجزائري، وتمسكه بتقاليد التضامن والتكافل بطريقة عصرية من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة التي، بقدر ما يروج لسلبياتها وأخطارها، إلا أن ما تقوم به الجمعيات الخيرية الناشطة في موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك أعطى صورة جيّدة وإيجابية عن الشباب الجزائري اليوم واستغلاله للتكنولوجيا أحسن استغلال، ومن بين المجموعات، مجموعة أوكسيجون الناشطة على مستوى ولاية البليدة وضواحيها، وللتعرف عليها، حاورت السياسي بدر الدين بو دخيلة، مسؤول المجموعة، الذي أكد على أهمية نشر العمل الخيري وغرس ثقافة العمل التطوعي في المجتمع. بداية، هلاّ أعطيتنا فكرة عن تأسيس مجموعة أوكسيجون ؟ - تعد مجموعة أوكسيجون من بين المجموعات الشبانية التطوعية، التي تسعى الى تنمية العمل الخيري في المجتمع، تأسّست في شهر مارس من سنة 2012 من قبل مجموعة من الشباب يدرسون في جامعة سعد دحلب بالبليدة أغلبهم من قسم الصيدلة، حيث بدأت المجموعة بخمسة أعضاء، لتنتشر وسط الجامعة وتصل اليوم إلى 50 عضوا وتنشط في كل من ولاية البليدة، تيبازة، عين الدفلى، بومرداس والعاصمة، ونقوم بعدة نشاطات خيرية خارجالحرم الجامعي، إضافة الى أننا نملك نادٍ خاص بالمجموعة يختص في شؤون الطلبة وكل الأمور العلمية الدراسية. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - النشاطات التي نقوم بها مقسمة إلى3 محاور، صحية واجتماعية وكذا جامعية، بالنسبة للجانب الصحي، نقوم بزيارات ميدانية للمرضى في المستشفيات وتوفير الدواء للمحتاجين بما أن أغلبنا يعملون في الصيدليات مما يسهل علينا توفير الدواء الغالي والنادر في بعض الأحيان، المحور الاجتماعي ويكون بزيارة دار الأيتام ودور العجزة، وبخصوص النشاطات التي قمنا بها طيلة الشهر الفضيل، فهي عديدة ومتنوعة نذكر منها توزيع 400 قفة خلال الشهر الكريم للعائلات المعوزة في البليدة، تيبازة، العاصمة وعين الدفلى، كما وزعنا كذلك 200 قفة تحتوي على مستلزمات حلوى العيد، كما قمنا بتوزيع كسوة العيد على الأطفال الأيتام والمحتاجين. وماذا عن نشاطاتكم الصيفية؟ - بخصوص نشاطاتنا الأخيرة والمتزامنة والعطلة الصيفية، فنحن نقوم بالتحضير للدخول المدرسي الجديد وذلك من خلال إطلاق مشروع الحقيبة المدرسية ، والذي نسعى من خلاله الى جمع مختلف المستلزمات المدرسية بهدف مساعدة العائلات المعوزة خاصة الأيتام منهم. أما بالنسبة للمحور الجامعي، فإننا نقوم بحملات تحسيسية توعوية في الجامعة حول مختلف الأمراض الخطيرة والمزمنة وذلك بتنظيم أيام مفتوحة، فقد قمنا مؤخرا بتنظيم يوم مفتوح حول الشلل الحركي الدماغي لدى الأطفال بدار الشباب بالبليدة، حيث قمنا صباحا بحملة تحسيسية وفي المساء قمنا بإحضار عينة من هؤلاء الأطفال وخصصنا لهم برنامجا ترفيهيا، ألعاب بهلوانية قام بها المهرج وقمنا بتوزيع الهدايا عليهم، بالإضافة إلى أننا ننظّم حملات للتبرع بالدم لفائدة مرضى المستشفيات. ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة جل هذه النشاطات؟ - بالنسبة لتكاليف النشاطات، فإننا نتحصل عليها من قبل المحسنين، حيث أننا نقوم بنشر المشروع عبر صفحتنا في موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك ، أين نلقى تجاوبا كبيرا من قبل الناس الذين يقفون معنا دائما سواء من خلال الدعم المادي او المعنوي، كما أننا، ومنذ بداية عمل المجموعة، لم نواجه صعوبة كبيرة في توفير مصاريف المشاريع، نظرا للتجاوب الكبير من قبل الناس. هل هناك مشاريع أنتم بصدد التحضير لها مستقبلا؟ - كما قلت سابقا، تنقصنا ثقافة العمل التطوعي، لذا، فكرنا في القيام بدورة تكوينية حول العمل التطوعي خلال شهر أكتوبر، كما أننا سنأخذ مجموعة من الأطفال الأيتام لزيارة مطار هواري بومدين الدولي، للتعرف، عن قرب، على مختلف أجنحة المطار، كما أننا سنقوم بتنظيم يوم مفتوح حول مرض التوحد، بإذن الله، من أجل التحسيس أكثر بهذا المرض وكيفية التعامل مع المصابين به. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الطيبة، كما أشكرها على اهتمامها بالعمل الجمعوي الذي من شأنه رفع الغبن عن العائلات المعوزة والمحتاجة. وعبر صفحات السياسي ، أتمنى للشباب أن يعوا قيمة هذا العمل وأهميته، لأن هناك الكثير منهم يجهل قيمته، وأقول أن الأعمال الخيرية والإنسانية صدقة جارية تنفع صاحبها الى يوم الدين.