تعمل العديد من الجمعيات الصحية على مساعدة المرضى والتخفيف من معاناتهم خاصة في ظل نقص الدعم النفسي، وهو ما يعانيه العديد من مرضى السرطان، إلا ان هذه الأخيرة تمكّنت من خلال جملة النشاطات التطوعية التي تقوم بها، ومن بين هذه الجمعيات التي تحرص على ذلك بتوفير الرعاية والتوعية والتحسيس بأهمية الكشف المبكّر للوقاية من هذا المرض، جمعية الآمال للصحة المختصة في مكافحة سرطان الثدي والتي تنشط في إقليم مدينة شرشال، وللتعرف أكثر على نشاطات هذه الأخيرة، حاورت السياسي مريم بورجة، رئيسة الجمعية التي أكدت على أهمية التكفل بهذه الشرائح وذلك للمساهمة في التخفيف من معاناتهم. بداية، هلاّ عرفتنا أكثر بجمعية الآمال للصحة؟ - تعد جمعية الآمال للصحة من بين الجمعيات الخيرية والتطوعية، تنشط جمعيتنا بكثرة في الجانب الصحي كونها من بين الجمعيات التي تهتم بفئة مرضى سرطان الثدي، وقد بدأت الجمعية نشاطها منذ سنة تقريبا في الأول من رمضان 2013 تحت شعار أمل لعافية أصحائنا.. أمل لشفاء مرضانا.. أمل لكي تشاركينا مسعانا وتعمل الجمعية على تقديم مساعدات للمرضى من خلال الدعم المالي والمعنوي والهدف من تأسيسها هو التحسيس بمرض سرطان الثدي والتوعية خاصة في المناطق الريفية، مساعدة المرضى لإجراء الكشوفات الطبية مع تقديم الدعم المعنوي لهم. ما هي النشاطات التي تقوم بها الجمعية؟ - النشاط الذي نقوم به في كل مرة هو التحسيس بهذا المرض الذي يصيب النساء خاصة بعد سن اليأس، حيث نظّمنا حملة تحسيسية انطلقت من حجرة النص وڤوراية الى شرشال والى المناطق النائية في بلدية بني مليك بشرشال حيث قمنا بزيارات للمنازل وقمنا بتحسيس النساء من أخطار هذا المرض ووجوب الفحص المبكّر له، وعرضنا عليهن صورا وفيديوهات لحالات مرضية وكيف يتم الخضوع للعلاج وقد وجدنا حالات لم تكتشف إلا بعد زيارتنا لهن. كما نظّمت الجمعية يوما طبيا بإشراف رئيس قسم مصلحة أمراض السرطان بمستشفى فرانس فانون بالبليدة أين قمنا بالتطرق لهذا المرض بالتفصيل وكيفية العلاج والفحص، كما تقوم الجمعية بمساعدة المريضات أثناء الخضوع للعلاج وتكمن المساعدة في الدعم المعنوي وكذا الدعم المالي بدفع تكاليف الفحص للنساء المحتاجات خاصة اللواتي يقطن في المناطق الريفية، كما تتكفل الجمعية ايضا بتقديم المساعدة لعائلات المريضات في مختلف المناسبات حيث وبحلول شهر رمضان الكريم، وزعنا 80 قفة للمرضى وكذا العائلات المحتاجة في ولاية تيبازة، كما قمنا بتوزيع 85 كسوة عيد (لباس وأحذية) على أطفال مرضى سرطان الثدي المحتاجين واليتامى. وقامت جمعيتنا في أواخر الشهر الفضيل بعملية ختان جماعي ل12 طفلا من منطقة بني مليك النائية وهي المبادرة التي استحسنها العديد من سكان المنطقة. وهل من نشاطات أو مشاريع أخرى تذكر؟ - بمناسبة اقتراب شهر أكتوبر، وهو الشهر الخاص بسرطان الثدي والمعروف باسم الشهر الوردي ، خصّت جمعية الآمال للصحة هذه المناسبة بنشاطات مختلفة تنطلق ابتداء من 12 من أكتوبر وهذه النشاطات تتمثل في تنظيم عدة حملات تحسيسية على مستوى ولاية تيبازة والولايات المجاورة لها، وعلى غرار هذا، فقد قررنا ايضا تنظيم أبواب مفتوحة للتعريف أكثر بهذا المرض وعرض بعض العينات والحالات التي عانت بسبب هذا الداء الخبيث، كما سنقوم بعرض بعض الأنشطة الترفيهية بهدف التخفيف من معاناة المرضى والوقوف الى جانبهم قصد دعمهم ولو بالقليل. ما هو الهدف من وراء هذه الأعمال؟ - الهدف الرئيسي هو التوعية لتفادي المرض، حيث نسعى الى التقليل من الإصابة بسرطان الثدي الذي أصبح منتشرا بكثرة في السنوات الأخيرة بسبب نقص التوعية الصحية، فالكثير من النساء تمتنعن عن الفحص بسبب الخوف من هذا المرض وبسبب الحالة المادية الصعبة التي تعيشها الكثيرات، فاكتشاف المرض في بداياته لا يدعو الى القلق بل يسهل علاجه، لكن عدم الكشف يصعب في عملية العلاج وأحيانا تكون بلا فائدة، كما نعمل نحن أعضاء الجمعية على مد العون لهن والوقوف معهن خلال فترة المرض حتى يتماثلن للشفاء، بإذن الله، تعالى. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - الجمعية تقوم بعدة نشاطات لفائدة المريضات وتحتاج الى مساعدات مالية، لكننا لا نتلقى اي دعم من طرف السلطات المحلية في ولاية تيبازة بل نعتمد على اشتراكات الأعضاء الذين يهمهم إيصال الرسالة وتحقيق الهدف، ولو بإمكانيات قليلة، كما ان هناك من محبي العمل الخيري يقدمون لنا العون في الكثير من الأحيان. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم التطوعي؟ - على غرار نقص الدعم، هناك مشكلة أخرى تكمن في نقص الأشعة ونقص الأطباء المختصين حيث ان هناك بعض المريضات ينتظرن سنة من اجل موعد الفحص وهذا ما يؤدي الى تدهور صحتهن، مما يتسبّب في الوفاة وقد شهدنا حالات مثل هذه من قبل حيث تضطر المرأة الى التوجه نحو العاصمة او البليدة من أجل العلاج الإشعاعي. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية الطيبة والتي توصل صوتنا الى القراء، خاصة النساء، فهي دعم لنا ومساهمة كذلك في التوعية كما أتمنى ان يتم تقديم دعم أكثر للجمعية من أجل إنقاذ الأرواح ومد يد العون للكثير من النساء اللواتي يعانين في صمت بسبب داء السرطان وقلة الإمكانيات وغياب الدعم وهو ما يزيد من معاناتهن، لذا نأمل ان يكون لصوتنا صدى في المجتمع، للتمكّن من بلوغ الأهداف المسطّرة من خلال تأسيسنا لهذه الجمعية.