مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي تفصلنا عنه بضعة أيام، تشهد العديد من أسواق الماشية عزوفا للمواطنين عن شراء الأضحية، خاصة في ظل ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، والتخوف من انتقال فيروس الحمى القلاعية من الأبقار إلى الأغنام، رغم تطمينات وزارة الفلاحة ومختصين أن مرض الحمى القلاعية غير خطير على صحة البشر. عرفت بعض أسواق الماشية، منذ افتتاحها شهر سبتمبر الجاري، ارتفاعا جنونيا في الأسعار إلى جانب عزوف المواطنين عن اقتناء أضحية العيد لهذه السنة، حيث أرجع بعض المربين هذا العزوف إلى تخوف المواطنين من انتقال الحمى القلاعية للأغنام ومن ثمّة إليهم، فيما استغرب المواطنون من الأسعار الخيالية للأغنام هذه السنة مقارنة بالسنوات الأخيرة والتي فاقت، حسبهم، كل التوقعات، رغم توقعهم بأن انتشار فيروس الحمى القلاعية وغلق أسواق الماشية سيساهم في تخفيض أسعار الأضاحي، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث تراوحت الأسعار بين 2.5 مليون إلى 6.5 مليون سنتيم ببعض أسواق العاصمة، فيما بلغت ببعض ولايات الوطن 9 ملايين سنتيم. عليوي: غلاء الأعلاف والجفاف وراء ارتفاع أسعار الماشية وقد ربط مربو المواشي الإرتفاع الجنوني للأسعار لغلاء الأعلاف، وهو ما ذهب إليه بدوره، محمد عليوي، الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين في تصريح ل السياسي ، مؤكدا أن موسم الجفاف بالنسبة للهضاب العليا والسهول إلى جانب غلاء أسعار الأعلاف وما يقدّم للمواشي كغذاء هو السبب الرئيسي وراء التهاب أسعار الماشية خلال هذه السنة، موضحا أن ما يخسره المربي من مصاريف كبيرة على الأغنام يسعى إلى تعويضها مع الفائدة أثناء البيع. وأضاف عليوي، أن كثرة العملاء بين المربي والمواطن هي السبب الثاني لارتفاع أسعار المواشي، موضحا أن رؤوس الأغنام كي تصل إلى المواطنين تمر بعدة عملاء يعمل المربي على بيعهم الماشية بسعر معين، ليقوم هؤلاء بعد شرائها بزيادة السعر وهكذا إلى أن تصل إلى المواطن، لتباع له بسعر خيالي وجد مرتفع، مضيفا انه تم تسجيل، منذ بداية فتح أسواق الماشية الأسبوع الماضي، نقص في البيع وإقبال المواطنين، نافيا أن يكون السبب الخوف من فيروس الحمى القلاعية وإنما لارتفاع الأسعار، مؤكدا في سياق ذي صلة، أن أسعار الأغنام ستشهد انخفاضا يسمح للمواطنين باقتنائها وذلك خلال آخر أسبوع قبل عيد الأضحى المبارك. حماية المستهلك: الحمى القلاعية غير خطيرة على صحة البشر من جهتها، طمأنت حماية المستهلك، المستهلكين، أن مرض الحمى القلاعية غير خطير على صحة البشر، حسبما أكده مختصون، موضّحة أن حالات العدوى البشرية من الأغنام إلى الإنسان أمر نادر الحدوث، لكنه ممكن وغير خطير، حيث يمكن أن ينتقل هذا المرض من خلال الجروح الجلدية للأشخاص الذين هم في اتصال مباشر مع الحيوانات المصابة، كما يمكن أيضا أن ينتقل إلى البشر من خلال استهلاك الحليب غير المغلى والذي يحتوي على كميات كبيرة من الفيروس، حيث يؤدي انتقال العدوى من هذا الفيروس للبشر إلى ظهور علامات خفيفة مثل قروح الفم وتقرحات بين الأصابع ترافقه حمى طفيفة، مضيفة أن هذه المخاطر محدودة للغاية نتيجة الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف المصالح المعنية في سياق السيطرة على المرض، فيما أكد ذات المصدر أن خطر الإصابة بهذا المرض عن طريق تناول اللحوم المصابة غير وارد.