أكد رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ الحاج دلالو أن معظم المدارس الجزائرية تفتقد إلى أخصائيين نفسانيين رغم الأهمية البالغة التي يكتسيها وجودهم في المؤسسات التربوية، حيث يتمثل دورهم في الوقاية من العنف وحل مشاكل التلميذ والحد من ظاهرة التسرب المدرسي المبكر كما طالب بتنمية جهاز الارشاد المدرسي. وأضاف الحاج دلالو ل السياسي أنه رغم القرار الوزاري القاضي بإلزام مؤسسات التربية بمتابعة التلاميذ نفسيا بدءا من الدخول المدرسي للعام الماضي 2013/ 2014 في عهد وزير التربية السابق، إلا انه لم يتم تطبيق هذه القرارات بعد مرور سنة كاملة من صدورها، وأضاف ذات المتحدث لم نلمس عملها على أرض الواقع لأن عدد محدود جدا من المؤسسات التربوية تتوفر على أخصائيين أو مرشدين نفسانيين، لهذا وباعتبارنا ممثلين لأولياء التلاميذ طرحنا هذا المشكل على وزارة التربية خلال الاجتماعات التي جمعتنا بها وطالبنا بضرورة اتخاذ اجراءات أخرى مكملة لإعطاء هذا الجهاز دور أكبر في المدرسة الجزائرية ما سيساهم في الحد من المشاكل النفسية لدى التلميذ بما فيها توجهه نحو العنف الذي يزداد انتشارا من عام لآخر وبلغ مستويات قياسية باعتراف الوزارة الوصية وباتت هذه الظاهرة تهدد المنظومة التربوية . في ذات السياق، طالب الحاج دلالو بتنمية أكبر لجهاز الإرشاد المدرسي الذي يعتبر نوع من المعالجة النفسية ابتداء من السنة الأولى متوسط، مؤكدا أنه سيساعد التلميذ على البناء التدريجي لمشروعه الشخصي وإشراكه في اختياراته المدرسية والجامعية، وكذا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في محاربة العنف في الوسط المدرسي، وبالمقابل شدد ذات المتحدث على ضرورة توفير عدة أمور أخرى للتلميذ بغية دعم هذا القرار لأن المشكل النفسي للتلميذ لا يتعلق بالمدرسة فحسب، فتنمية جهاز الإرشاد المدرسي في التعليم المتوسط سيساعد على تحسين الأداء البيداغوجي من خلال تدعيم القدرات والمهارات لدى التلميذ، كما ستتقلص نسبة الإعادة في الأطوار التعليمية بتعزيز جهاز المعالجة البيداغوجية، مما سيقلل من المسببات الأخرى لهذه المشاكل والتي تدفع التلميذ نحو انتهاج سلوك عدواني عنيف، وحصرها في التفكك الأسري والمحيط المتعفن علاوة على عدم وجود تكامل بين المدرسة والأسرة، وفيما يخص الخطوات الكفيلة بالحد من ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، وألح رئيس الفيدرالية على التكوين الجيد للتلاميذ وبالخصوص الأساتذة، الذين لم يتلق البعض منهم تكوينا منذ 20 سنة مضت، وهو ما بات يؤثر جليا على منهجيتهم في التعليم والتربية بالإضافة إلى تغيير القوانين التي لا تقدم الحماية اللازمة للأستاذ ما جعله عرضة للسب والشتم والضرب، على حد قوله، ومن جهة أخرى طالب الحاج دلالو الوصاية بتوفير الاخصائيين النفسانيين لذوي الاحتياجات الخاصة وهم الذين يحتاجون لرعاية خاصة للعمل على إدماج هذه الفئة في الوسط المدرسي من خلال توفير الوسائل البيداغوجية الخاصة بهم فضلا عن الرعاية النفسية اللازمة وضرورة توسيع فتح الأقسام الخاصة لفائدتهم.