أصبح العديد من الجزائريين يستهلكون أنواع من الأدوية بطريقة مفرطة ودون الرجوع إلى استشارة الطبيب، ومن العادات التي أضحت منتشرة وسط الجزائريين تناول البعض من الأدوية خاصة تلك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في كل وقت يشعر فيه الشخص بالمغص أو الصداع فيذهب مباشرة إلى الصيدلي لاقتناء الدواء المناسب واستعماله دون التقيد بالجرعات المحدودة، ما قد يشكل أعراض جانبية تصل إلى درجة الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة كالجلطة الدماغية والقلب والكبد. يعد دواء الباراسيتامول المخصص كمسكن للصداع، من بين الأدوية الأكثر استهلاكا من طرف الجزائريين بشكل غير معقول، حيث يتعاملون معه على أساس أنه نوع من الحلوى وممكن تناوله كلما أرادوا ذلك في كل وقت وأكثر من مرتين في اليوم وبجرعات كبيرة، غير آبهين بالأعراض الجانبية التي قد تنتج عن الاستعمال المفرط لهذا الأخير. في ذات السياق، حذرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إرلانغن نورنبرغ الألمانية ومستشفى هامبورغ الجامعي، من الاستخدام غير الصحيح والمفرط لدواء الباراسيتامول، باعتباره دواء يوضع في خانة المسكّنات، حيث توصلت الدراسة إلى أن الباراسيتامول يزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية ويتسبب في مشاكل بالقلب والمعدة، مشددة من جهة أخرى على منع الحوامل من تناوله لما له من آثار سلبية واضحة على الجنين وتأخر في النمو العقلي والجسدي ونوبات الحساسية. وتعتبر مادة البارسيتامول واحدة من أشهر المسكنات انتشارا لتسكين الآلام والأوجاع وخفض الحرارة، وأيضا تدخل ضمن العديد من أدوية علاج نزلات البرد، إلا انه وكما اتضح لدى بعض الباحثين لم يثبت أن تناول جرعة أكبر من الموصى بها يعود بفائدة أكبر، مشيرين إلى أن تناول جرعات زائدة خلال 24 ساعة أو بسبب استهلاك اكبر من منتج يحتوي على الباراسيتامول في نفس الوقت يؤدي إلى الإصابة بمرض التليف الحاد للكبد. من جهته، أكد بركاني بقاط، رئيس عمادة الأطباء، أمس، في اتصال هاتفي ل السياسي أن تناول أي دواء بصفة غير معقولة وقانونية مع عدم احترام الجرعات المشار إليها في النشرة المصاحبة للدواء تؤدي إلى نتائج عكسية لا محالة، مشيرا إلى أن تناول جرعة تتجاوز 5 ملغ من مسكن الباراسيتامول في النهار سينتج عنه أعراض جانبية، موضحا وجود قانون وقواعد علمية تضبط عملية تناول الأدوية والجرعة المسموح بها يجب أن يلتزم بها الشخص.