تولي الجمعيات والمجموعات الخيرية اهتماما كبيرا بالطفل باعتباره النواة الأساسية للمجتمع، ومن بين الجمعيات التي تسعى لذلك، جمعية أطفالنا الناشطة بقسنطينة والتي تحرص على التكفل التام بالطفل لحمايته من كل الضغوط والظروف الاجتماعية الصعبة، وللتعرف أكثر على هذه الأخيرة، حاورت السياسي ربيعة الهامل، رئيسة الجمعية، التي أكدت على أهمية التكفل بالأطفال، خاصة المعوزين منهم. بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية أطفالنا الناشطة بقسنطينة؟ - أطفالنا جمعية ولائية ذات طابع اجتماعي وثقافي معتمدة منذ سنة 2000، مقرها بالمركز الثقافي الإسلامي بقسنطينة المتواجد بحي الروتيار حيث تتكفل الجمعية بالأطفال المعوزين والايتام الذين بلغ عددهم اكثر من 300 طفل. كيف تقومون بالتكفل بالأطفال؟ - تولي الجمعية اهتماما بالغا بالأطفال المحتاجين خاصة الايتام منهم حيث نتكفل بما يقارب ال170 يتيم تكفلا تاما من الجانب الصحي والاجتماعي والعلمي والتربوي وتوفير كل الاحتياجات الضرورية الخاصة بهم، فبالنسبة للجانب الاجتماعي، فإننا نخصص لهم مبلغا ماليا شهريا يقدر بين 200 و500 دينار كما نوفر لهم دروس الدعم بالنسبة للمتمدرسين بالإضافة الى توزيع الملابس خلال المناسبات لجميع الأطفال وخلال موسم البرد والصيف للمتكفل بهم، كما نوزع على الأرامل وبعض العائلات المحتاجة قفة شهرية تحوي مجموعة من المساعدات الغذائية وبعض الاحتياجات المنزلية كالافرشة والأغطية. تكلمتم عن توزيع الأفرشة والأغطية، فماذا عن برنامجكم الشتوي؟ - في إطار البرنامج الشتوي لهذه السنة، قمنا خلال الأيام الماضية بتوزيع مجموعة من المدافىء على عائلات الايتام والمعوزين بغية التخفيف من معاناتهم خاصة في فصل البرد ومساعدتهم على تسديد ديون الكهرباء والغاز. على غرار هذا هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - جمعية أطفالنا لولاية قسنطينة وفي إطار سعيها لتكملة المشاريع الخيرية وبعد النجاح الكبير لمشروعي قفة رمضان المتبوع بكسوة عيد الفطر المبارك والحقيبة المدرسية، قمنا بإطلاق مشروع كبش عيد الأضحى الذي يشكّل هاجسا لعديد العائلات المعوزة، فبالقليل من الجهد والمساهمة، قمنا بتوزيع ما يقارب ال100 أضحية. وماذا عن الجانب التعليمي والصحي من نشاطاتكم؟ - بخصوص الجانب الدراسي، فإننا ننظم دورات تكوينية للتلاميذ حول مهارات التفوق الدراسي خاصة للمقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية، كما يتم تكريم المتفوقين في العام الدراسي وتوزيع بعض الهدايا عليهم، وفي آخر تكريم لهم، وزعنا عليهم لوحات رقمية ومبالغ مالية. اما عن الجانب الصحي، فإننا بالتنسيق مع جمعية الصحة للجميع ، نحرص على إخضاعهم للفحص المستمر ومتابعة علاج المرضى وتوفير الدواء لهم. وفي ما يخص الجانب الثقافي، نقوم باصطحاب الأطفال في خرجات ترفيهية الى الحدائق خلال العطل وكانت آخر خرجة لنا الى متحف المجاهد بمناسبة الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية. إلى ما تهدفون من وراء جل ما تقومون به؟ - نسعى من خلال عملنا إلى خدمة الطفل وتطبيق وصية الرسول، صلى اللّه عليه وسلم، الذي أوصانا باليتيم خيرا كما أننا نساهم في إزاحة الغبن عن الكثير من العائلات المحتاجة والأرامل ايضا. وبالنسبة للطفل، فهو مسؤوليتنا جميعا علينا ان نتعاون في تعليمه وتربيته والوقوف على ما يحتاجه حتى نضمن مستقبله ويعيش كغيره من أقرانه. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - لا تتلقى الجمعية اي دعم من السلطات المحلية، فكل الأموال التي نسيّر بها الجمعية هي من تبرعات المحسنين الذين يساعدوننا في إنجاح المشاريع التي نعمل عليها. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي افتقار الجمعية لمقر خاص بها ودائم، حيث نشغل إحدى القاعات بالمركز الثقافي الإسلامي الذي قدّمه لنا رئيس المركز سابقا بومعراف، وهو مشكور على ذلك، لكننا مهددين في اي وقت بالمغادرة نظرا لحالته الكارثية وأشغال الترميم به. هل من مشاريع تطمحون إلى تحقيقها؟ - نسعى الى إنشاء ناد خاص بالأطفال يحوي على ورشات تعليمية وتثقيفية، ليستفيد منها الطفل في حياته الاجتماعية والدراسية، كما نسعى الى التكفل بأزيد من 1000 طفل من كل الجوانب لان التكفل باليتيم مسؤولية الجميع، وعلى غرار هذا، نسعى لتأسيس فروع في مختلف بلديات الولاية. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي سمح لنا بالتعريف بنشاطاتنا وطرح مشاكلنا وانشغالاتنا ونأمل من السلطات المعنية تقدير مسؤولية التكفل ورعاية الايتام، لان هذا الطفل هو مسؤولية الجميع.