اقتنعت الأممالمتحدة بأن الجزائر يمكنها أن تلعب دورا حاسما في التقريب بين فرقاء الأزمة الليبية، وهو ما كان وراء دعوة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، لفرقاء الأزمة الليبية لعقد اجتماع للحوار في الجزائر، خاصة بعد نجاحها في توقيع اتفاقيات السلام بين الفرقاء الماليين. وقالت البعثة: تعلن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن عقد اجتماع للناشطين السياسيين ومندوبي القادة الليبيين مطلع الأسبوع المقبل في الجزائر في إطار عملية الحوار الليبية ، علما أن وجهة النظر الجزائرية تقوم على الحوار وتستبعد كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التدخل العسكري في ليبيا. وجاءت دعوة الأممالمتحدة بعد أيام قلائل من نجاح الوساطة الجزائرية في إقناع أطراف الأزمة في دولة مالي، على التوقيع على اتفاق للسلام والمصالحة، أنهى سنوات من الاقتتال في شمال البلاد، وهو الاتفاق الذي قوبل بالترحيب من كافة القوى الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وألمانيا الاتحادية. كما جاءت الدعوة الأممية في أعقاب التصريح الذي أدلى به الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، والذي أكد فيه أن الجزائر استقبلت 200 شخصية ليبية في الجزائر العاصمة لعقد اجتماعات سرية للوصول إلى لقاء مرتقب. وتعتبر الدعوة الأممية اعترافا بأن الدور الجزائري قادر على إيصال الفرقاء الليبيين إلى التوقيع على اتفاق للسلام، كما حصل مع الحكومة المركزية في باماكو وفصائل الأزواد في الشمال. ومما زاد من قوة الموقف الجزائري هو توافقه مع المجموعة الدولية، بشأن كيفية حل الأزمة، حيث تستبعد الحل العسكري وتضع الحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة، وهو طرح تتباه القوى العظمى ومعها الأممالمتحدة. وقد جاء الاعتراف الذي صدر عن الحلف الأطلسي، والذي اعتبر التدخل العسكري في ليبيا كان خطأ فادحا، علما أن الموقف الجزائري كان يومها ضد استعمال القوة في ليبيا، والذي انتهى بانتشار ملايين القطع من السلاح في المنطقة ووقوعها بأيدي الجماعات الإرهابية التي باتت تهدد استقرار دول منطقة الساحل وشمال إفريقيا برمتها.