أصبحت الممهلات المرورية العشوائية الموضوعة وسط الطرقات تشكّل خطرا على السلامة المرورية، حيث أنها تتسبّب في الكثير من حوادث المرور خاصة خلال المدة الأخيرة، ناهيك عن تأثيراتها على سلامة المركبات بسبب عدم مطابقتها للمعايير، واقترابها من بعضها دون احترام المسافة اللازمة، وتتجاهل السلطات المحلية المكلفة بالعملية ضمان المعايير اللازمة، حيث حولتها لكومة من الإسمنت لا غير. فبعد أن كانت الممهلات تحافظ على سلامة وأمن السائق، أصبحت تهدّد حياته يوميا نظرا للطريقة العشوائية التي توضع بها، بعيدا عن الالتزام بشروط السلامة المرورية والالتزام بالمعايير الدولية في وضعها، ونتيجة لهذا الأمر، أصبح العديد من المواطنين يطالبون بنزعها، ورغم صدور قرار مشترك بين وزارة الأشغال العمومية ووزارة النقل ينظم هذا الأمر ويوضح شروط وضع الممهلات وشروط إزالتها، وذلك بهدف تنظيم وضع هذه الوسائل التي يتسبّب غياب أو سوء وضعها في حوادث مميتة، رغم أن الهدف من الممهلات هو التقليل من حوادث المرور، بدفع سائقي المركبات إلى التقليل من السرعة ويمكن، حسب نص القرار، أن يرد طلب وضع ممهل من طرف مصالح الأشغال العمومية بالولاية المعنية أو الإدارات والمرافق العمومية المعنية كما يمكن أن يرد الطلب عن مصالح الأمن لاعتبارات أمنية أو المواطنين أنفسهم والذين قد يثبتوا الخطر الذي يتعرضون إليه في غياب الممهلات ويشترط في ملف دراسة طلب وضع ممهل تعيين الطريق المعني وإبراز عدد الحوادث المسجلة فيه مرفقة بمتوسط حركة المرور المسجلة على الطريق المقصود كما يتطلب تكوين ملف دراسة مخطط المرور، إن اقتضت الحاجة إلى ذلك، بالإضافة إلى خريطة بيانية للطريق تستوفي المعلومات الضرورية لتقييم الوضعية وشكل موقع الممهل. من جهة أخرى، يقول خبير السلامة المرورية محمد العزوني، أن الممهلات تتسبّب في الكثير من حوادث المرور بوجود عوامل مثل نقص الانارة أو انعدامها، في الكثير من الأحيان، مما يعيق الرؤية على السائقين كما أن الوضع العشوائي لها يؤثر بشكل كبير على السيارات، فرغم أن الممهلات تتكفل بها لجنة تقنية تشكّل على مستوى السلطات المحلية تضم ممثلين عن مديرية النقل والأشغال العمومية ومدير السكن، بالإضافة إلى ممثل عن الأمن الوطني، الدرك ورئيس البلدية، بدراسة وضع الممهل وإقراره، ويتقرر إزالة الممهل إذا أصبح عديم الجدوى أو لتحسّن حركة المرور والأمن. من جهته، يضيف العزوني، أن الفوضى العارمة التي أصبح يشهدها وضع الممهلات سببها كذلك تدخل المواطنين وسكان الأحياء في هذا الشأن، إذ نرى أن الكثير منهم يعمدون الى وضع ممهلات بطرق وأشكال مختلفة من أجل الحفاظ على سلامتهم وسلامة أطفالهم لكنهم يجهلون أن ما يقومون به قد ينعكس سلبا عليهم وعلى حياتهم، كما أن الممهلات العشوائية قد تتسبّب في أضرار في السيارات، إضافة الى هذا، فإنها تتسبّب في ازدحام مروري خاصة في الطرق الرئيسية مما يستلزم مراقبتها باستمرار.