أكدت نقابات التربية الوطنية وجمعية أولياء التلاميذ أن 30 بالمئة من تلاميذ السنة الأولى ابتدائي ينتقلون إلى السنة الثانية جاهلين لأبسط أبجديات القراءة والكتابة والحساب، حيث يجد أغلبهم صعوبة في التأقلم مع بقية زملائهم واستكمال مسارهم الدراسي ويتعثرون في المرحلة الابتدائية، داعية إلى إلغاء الانتقال الآلي في السنة الأولى ابتدائي والعودة إلى نظام التقييم كما كان معمولا به في السنوات الماضية. أوضح مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام بالاتحاد العام للتربية والتكوين، اينباف ل السياسي أن 30 بالمئة من تلاميذ الطور الابتدائي يجهلون أبجديات القراءة والكتابة، مرجعا ذلك للعمل بنظام الانتقال الإجباري والإلزامي من السنة الأولى إلى الثانية ابتدائي، مما يصعب على الأستاذ عملية مواكبة تدريس هؤلاء التلاميذ في الوقت نفسه مع التلاميذ المتفوقين، ما يضعه أمام اختيارين، إما الاهتمام ببرنامج السنة الثانية أو الاهتمام بالذين لا يجيدون القراءة والكتابة ما يضطره للتضحية بطرف على حساب آخر، داعيا إلى إلغاء العمل بالنظام التلقائي من خلال السماح بالتلاميذ الناجحين بالانتقال فيما يعيد الباقي السنة، مؤكدا أن المرحلة الابتدائية هي ركيزة التعليم. وأضاف عمراوي، أن نظام الانتقال الإجباري، يجعل التلميذ غير مؤهل لمتابعة مساره الدراسي، موضحا أنه مع محفزات الأستاذ والمراقبة البيداغوجية يمكن للتلميذ المعيد استيعاب الحروف والأرقام ما يؤهله للانتقال إلى السنة المقبلة، مؤكدا أن استمرار العمل بهذا النظام يحكم على التلاميذ بالفشل بحيث لا تمكنهم من تجاوز المرحلة الابتدائية ويبقون جاهلين للقراءة والكتابة. من جهته، كشف خالد احمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، عن طرح قضية إعادة النظر في الانتقال الإجباري على وزارة التربية خلال اجتماع جمعهم بالوزيرة، موضحا أن التلميذ خلال المرحلة الابتدائية يخضع لتعلم الأبجديات الأولى للقراءة والكتابة والتي تعتبر قاعدة التعليم، مضيفا أن رد الوزيرة جاء سلبيا، مرجعة الأمر لظروف وأحكام تتعلق بارتفاع نسبة التسجيلات بالسنة الأولى ابتدائي ما يستلزم ضمان عملية انتقالهم لترك الأماكن البيداغوجية للتلاميذ الجدد. وأضاف خالد أحمد أن استمرار انتهاج الوزارة لهذا النظام يجعلها تضحي بفئة من التلاميذ على حساب فئة أخرى يبقى مستقبلها مرهوناً إما بالطرد من المدرسة أو إعادة السنة لعدة مرات، داعيا إلى ضرورة تغيير النمط المعمول به من خلال إخضاع التلاميذ إلى الامتحانات والانتقال على حسب المعدل المتحصل عليه، أو العودة للعمل بالنظام القديم من خلال استرجاع هيبة مجلس الأساتذة وترك القرار للأستاذ في تقييم أداء التلميذ طيلة السنة الدراسية إما بالانتقال أو إعادة الناس مع التكفل بالجانب النفسي البيداغوجي له.