مؤسسات تربوية لا تلتزم بمنشور الوزارة وتلغي الامتحانات الاستدراكية استنكرت نقابات التربية العمل بهذا الإجراء للموسم الثاني على التوالي، مُطالبة الوزارة بتبرير بيداغوجي، مُنذرة بموسم اكتظاظ رهيب لتلاميذ السنة الثانية ابتدائي للموسم المقبل، وهذا في الوقت الذي استحسنت فيه جمعيات أولياء التلاميذ قرار الانتقال الجماعي دون مراعاة النتائج، لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية. تفاجأت نقابات التربية وعلى رأسها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، بمنشور وزارة التربية، الذي أصدر تعليمة بانتقال جميع تلاميذ السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية، دون مراعاة النتائج، وقال عمراوي المكلف بالإعلام لدى الاتحاد في تصريح "للشروق"، إن المنشور وبالرغم من وجود الكثير من النقاط الإيجابية والمبررة، إلا أن نقطة انتقال تلاميذ السنة الأولى، لا مبرر له، مؤكدا وجود مئات من التلاميذ، تغيبوا بمبرر أو دون مبرر لفصل كامل، والكثير منهم، لا سيما في المناطق الجنوبية، لا يعرفون حتى الحروف والأرقام، فكيف ينتقلون إلى السنة الثانية ابتدائي، مؤكدا أن مُعلم السنة الثانية، سيجد نفسه مجبرا لتدريس برنامجين في سنة واحدة، الأول مُتمثل في تعليم التلاميذ أبجديات الحروف والأرقام والثاني تلقينهم برنامج السنة الثانية ابتدائي، وهو ما سيُساهم في تدني المستوى أكثر، كما طرح ذات المتحدث، أنهم بصدد مُراسلة الوزارة من أجل مطالبتها بتبرير بيداغوجي، لهذه النقطة من المنشور الوزاري الموزع مؤخرا على مديريات التربية. ولم يُثر هذا القرار جدلا وفقط لدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، حيث اتفقت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، على تمديد التعليمة التي تم العمل بها للموسم الماضي، مؤكدا احتمال ارتفاع عدد التلاميذ داخل القسم إلى حدود 40 تلميذا، باعتبار أن تلاميذ السنة الثانية ابتدائي لن ينتقلوا إلى السنة الثانية ابتدائي إلا إذا تحصلوا على معدل يساوي أو يفوق 5 من 10، ما يعني وجود عدد من التلاميذ الراسبين، وهو ما سيساهم في ارتفاع نسبة التلاميذ داخل القسم الواحد، لا سيما في الولايات التي تعاني نُقصا في عدد الهياكل البيداغوجية. من جهة أخرى، طرحت جمعيات أولياء التلاميذ في شكوى عاجلة إلى وزارة التربية الوطنية شاركتها فيها نقابات التربية وجود عدد من المُؤسسات التربوية، رفضت العمل بالمنشور الوزاري الأخير، القاضي بتنظيم دورات استدراكية لكل من الحاصلين على معدلات تتراوح ما بين 9 و9.99، وقال ممثلو عدد من الجمعيات المتصلة بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إن المؤسسات رفضت إجراء امتحانات استدراكية بالرغم من تواجد عدد كبير من التلاميذ بإمكانهم الانتقال وتحسين مستواهم. وقال عمراوي، إن بعض المؤسسات التي تم الاتصال بها، عللت رفضها بتنظيم امتحانات استدراكية بكون المنشور ليس ملزما، أو لم يحتو على هذه العباراة فيما امتثلت مؤسسات تربوية أخرى، وقال عمراوي إن عددا كبيرا من التلاميذ، لم يعلموا أن هناك امتحانات استدراكية إلا من خلال الجرائد، حيث سارع إلى مؤسساتهم التربوية من أجل الاستفسار، وقال عمراوي إن الأساتذة والمعلمين مُستعدون لتنظيم امتحانات استدراكية والعمل على الحراسة والتصحيح مرة أخرى، غير أن المديرين رفضوا تنظيمها، وهو ما يستدعي تدخل الوزارة للفصل في إلزامية المنشور الوزاري الأخير.