كشفت نتائج امتحانات شهادة التعليم الابتدائي عن واقع غير مشرف للإصلاحات المطبقة على المنظومة التربوية الجزائرية، التي أضحت تخرج سنويا نسبة 4 بالمائة ما يعادل 140 ألف تلميذ من مجموع تلاميذ الطور الابتدائي المقدر بنحو 3,5 مليون تلميذ ينهون تعليمهم الأولي كما بدؤوه أميون لا يجيدون القراءة والكتابة. وتندرج نصف هذه النسبة "المخيفة" من تلاميذ الجزائر العاجزين عن تلقي أدنى حدود المعرفة في الطور الابتدائي ضمن نسبة الرسوب في امتحان نهاية الطور المقدرة هذه السنة -حسب الأرقام الرسمية لوزارة القطاع- ب 24 بالمائة مسجلة تراجعا بنحو 2 بالمائة عن السنة الماضية، بينما النصف الآخر من هؤلاء التلاميذ يسعفهم الحظ في التسلل للطور المتوسط محدثين الصدمة في هذا الوسط التربوي فور اكتشاف مستوياتهم المحصلة في الابتدائي. و أرجع مسعود عمراوي الناطق الإعلامي بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، هذه الوضعية التعليمية التي وصفها ب "الكارثية" لعدة اختلالات، انطوى عليها المنهاج الدراسي للطور الابتدائي. ويذكر عمراوي في تصريح ل "الشروق أو لاين" الإثنين، بالموازاة مع إعلان وزارة التربية عن النتائج الرسمية لامتحان نهاية التعليم الابتدائي، أن سبب عجز التلاميذ على تلقي أبسط أبجديات القراءة والكتابة، يعود لتضييع فرصة السنة الأولى ابتدائي التي أصبح الانتقال منها للسنة الثانية مضمون لكل المتمدرسين مهما كانت مستويات تحصيلهم، في وقت البرنامج الدراسي لسنة أول دخول لا يعطي التلميذ ما يكفيه من الوقت لتعلم كتابة الحروف وتركيبها ونطقها في جمل، بفعل كثافة البرنامج الذي يفرض-حسب معلمين- تدريس ثلاثة (3)حروف على الأقل في الأسبوع. بينما في السابق(قبل إصلاحات بن بوزيد) يأخذ تدريس حرف واحد في اللغة العربية أكثر من أسبوع. وأضاف عمراوي أن "تدريس اللغة الفرنسية في السنة الثالثة ابتدائي كان له أيضا تأثيرا سلبيا على مستوى التحصيل اللغوي قراءة وكتابة للعربية والفرنسية على حد السواء، حيث لم يعد بمقدور المربي في السنة الثانية ابتدائي التوفيق بين إتمام برنامج الدروس المتنوعة والمركزة، وبين تلقين التلميذ أبجديات القراءة والكتابة التي كان بفترض أنه استوفى حدودها الدنيا في السنة الأولى ابتدائي وقبلها في الطور التحضيري، الذي لا زال غير متاح لكل التلاميذ.كما يضاف إلى هذه العوامل عامل النجاح والانتقال المضمون للطور الإكمالي بمنح الراسبين ثلاثة فرص آخرها امتحان يحتسب فيه معدل النجاح بجمع المعدل السنوي مع معدل امتحان نهاية الطور والقسمة على اثنين، وهي-برأي مربين- فرصة ذهبية تمنح النجاح للجميع إلا بعض الحالات الشاذة جدا. وتزيد في ظاهرة الأمية الناجمة عن التسرب المدرسي المبكر، قلة مراكز الاستقبال الخاصة بذوي العاهات والإعاقات الذهنية ممن تستدعي ملكاتهم العقلية رعاية خاصة كتلك التي يوفرها مركز علي رملي بإبن عكنون بالعاصمة.