"الكناباست": الإعادة في السنة الأولى ستحطم نفسية التلميذ أكدت نقابات التربية الوطنية وفدرالية جمعيات أولياء التلاميذ أن تلاميذ السنة الأولى ابتدائي ينتقلون إلى السنة الثانية جاهلين لأبسط أبجديات القراءة والكتابة والحساب. وأشارت تقارير أن أغلبهم يجدون صعوبة في التأقلم مع بقية زملائهم، مما يجعلهم ينفرون من الدراسة، داعية إلى إلغاء "الانتقال الآلي" في السنة الأولى ابتدائي والعودة إلى نظام "التقييم". بالمقابل، دافعت "الكناباست" عن الانتقال الآلي معتبرة الإعادة تحطيما لنفسية التلاميذ في أول علاقة لهم مع المدرسة، وأنها تخلق لديهم عقدة "الإعادة". وضع رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خال، جملة من الشروط الواجب توفرها في المعلم أو الأستاذ الذي توكل إليه مهمة تدريس تلاميذ الأولى ابتدائي، وهي بأن يكون لديه خبرة 10 سنوات، ومتزوجا وليس أعزب لكي يحسن التعامل مع التلاميذ الجدد. فالمعلم مطالب بتوفير أجواء المنزل مع بعض التغييرات الواجب إدراجها، كتقليص عدد التلاميذ في القسم إلى 20 تلميذا، لرفع نسبة الاستيعاب لدى التلاميذ ضعيفي المستوى والتقليل من نسبة الإعادة في الثانية والثالثة ابتدائي وربط التلميذ بالمدرسة وتحبيبه فيها. وأوضح المسؤول الأول عن الفدرالية بأنه ضد "الانتقال الآلي" في السنة الأولى، مطالبا بضرورة إلغائه، لأن التلميذ لا بد أن يتعرف على الحروف والأعداد كاملة لكي ينتقل إلى باقي السنوات، خاصة بعدما بينت التقارير بأن هناك تلاميذ لا يفرقون بين حروف "ج" و"ح" و"خ". ومن جهته، أوضح الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، بأن "الانتقال الآلي" في السنة الأولى ابتدائي قد كانت له آثار سلبية على مستوى التلاميذ، بحيث إن أغلبهم ينتقلون إلى السنة الثانية ابتدائي من دون مكتسبات قبلية، وهم يجهلون حتى أبجديات القراءة والكتابة والحساب، ولما ينتقلون إلى السنة الثانية التي تعتمد على قراءة النصوص والكتابة والعمليات الحسابية، يجدون صعوبة في التأقلم مع بقية زملائهم العاديين، وبالتالي فالمعلم لا يمكنه استدراك ما فاتهم من دروس نظرا إلى كثافة البرنامج والحجم الساعي، مما يجعل التلميذ ينفر من المدرسة ويخاف من عملية الدراسة، بسبب ضعفه، خاصة وأن برنامج السنة ثانية يعد مكملا لبرنامج السنة الأولى. مؤكدا بأن تلاميذ يصلون إلى السنة خامسة ابتدائي لا يتقنون حتى الكتابة بخط واضح، فخطهم جد رديء، في الوقت الذي أرجع تراجع نتائج الامتحانات الرسمية إلى العمل بنظام "الانتقال الآلي". وأما الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة الكناباست، مسعود بوديبة، فدافع عن "الانتقال الآلي"، مؤكدا بأنه لا بد من اتخاذ إجراءات من شأنها تشجيع التلاميذ على النجاح وليس على الرسوب، من خلال زرع ثقافة النجاح.