تعيش مدينة بومرداس ليالي رمضان هذه السنة التي تميزت بحرارتها ورطوبتها المرتفعة على وقع أجواء بهيجة وحركة تنزه دؤوبة لعدد كبير من العائلات والشباب الذين وجدو في مختلف الفضاءات التي تتوفر عليها ملاذهم المفضل. فالحركة التي تكون بطيئة طوال النهار بسبب الحرارة وظروف الصوم سرعان ما تدب بعد صلاة العشاء وتبلغ الذروة بعد صلاة التراويح وإلى ما بعد الحادية عشرة ليلا حيث تصبح مختلف الفضاءات والساحات العمومية تعج بالناس هروبا من حر المنازل. ومن بين أهم المقاصد والفضاءات التي تعرف حركة كثيفة لأوقات متأخرة من الليل واجهة البحر للمدينة حيث أصبحت المقصد المفضل في ليالي رمضان للعائلات والشباب لتميزها بطولها وشساعة ساحتها، حيث يتم التنزه والمشي أو الجلوس قبالة الشاطئ للدردشة مع الأصدقاء أو رفقة العائلة أو لممارسة الهوايات المختلفة فيما بين الأصدقاء. وما يزيد في رونق وجمال هذه الواجهة البحرية هو الانتشار الكبير لمحلات بيع المشروبات الغازية والشاي الصحراوي والمثلجات إلى جانب وجود مبنى دار الثقافة المطل من الأعلى مزينا بطابعه الهندسي المعماري الجميل الجهة بأكملها. ومن بين أبرز المواقع الأخرى التي تعرف أيضا توافدا ملحوظا عليها في سهرات رمضان حديقة النصر الخلابة بحي 800 مسكن التي تطل من الأعلى على البحر وعلى واجهة البحر من يمينها وعلى غابة قورصو المحاذية لها من يسارها، حيث يستمر تواجد العائلات بهذا المكان لأوقات متأخرة من الليل. كما يستقطب شارع الاستقلال الكبير المعروف باسم البولفار الواقع بوسط مدينة بومرداس أعداد كبيرة من الشباب والعائلات، حيث يعد هذا الشارع الذي يمتد إلى غاية شاطئ البحر أكبر وأهم شارع في المدينة والمحافظ على نسقه المعماري المميز. ومن جهتها تجلب غابة قورصو المجاورة لمدينة بومرداس والمتميزة بمناظرها الطبيعية الخلابة والمزدانة بمختلف أنواع الأشجار منذ بداية شهر رمضان وموجة الحرارة أيضا، أعدادا هائلة من العائلات في الفترات الليلية. وتجد العائلات الزائرة لهذا الموقع الخلاب المحاذي لشاطئ البحر كل مستلزمات الراحة لقضاء أحلى الأوقات رفقة أطفالها الذين خصصت لهم أماكن للعب والترفيه وتبقى مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل إلى غاية بزوغ الفجر.