فصل في كلماته الدالة على شدة خوفه من ربه - عن معاذ بن جبل قال: دخل أبوبكر حائطا وإذا بدبسي في ظل شجرة، فتنفس الصعداء، ثم قال: طوبى لك يا طير، تأكل من الشجرة وتستظل بالشجرة، وتصير إلى غير حساب، يا ليت أبابكر مثلك. - عن الأصمعي قال: كان أبوبكر إذا مدح قال: اللهم أنت أعلم مني بنفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون. - عن أبي عمران الجوني قال: قال أبوبكر الصديق: لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن. عن مجاهد قال: كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود، من الخشوع قال: وحدثت أن أبابكر كان كذلك. وعن الحسن قال: قال أبوبكر: واللّه لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. - وأخرج عن قتادة قال: بلغني أن أبا بكر قال: وددت أني خضرة تأكلني الدواب. وأخرج عن ضمرة بن حبيب، قال: حضرت الوفاة ابنًا لأبي بكر الصديق، فجعل الفتى يلحظ الى وسادة، فلما توفى قالوا لأبي بكر: رأينا ابنك يلحظ الى وسادة، فدفعوه عن الوسادة، فوجدوا تحتها خمسة دنانير أو ستة، فضرب أبوبكر إلي بيده على الأخرى يرجّع ويقول: إنا للّه وإنا إليه راجعون، يا فلان ما أحسب جلدك يتسع لها، وأخرج عن ثابت البناني أن أبابكر كان يتمثل بهذا الشعر: لا تزال تنعى حبيباً حتى تكونه وقد يرجو الفتى الرجا يموت دونه - عن ابن سيرين قال: لم يكن أحد بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم أهيب لما لا يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم عمر، وإن أبابكر نزلت فيه قضية، فلم يجد لها في كتاب اللّه أصلاً، ولا في السنة أثرًا، فقال: أجتهد رأيى فإن يكن صواباً فمن اللّه، وإن يكن خطأ فمني وأستغفر اللّه.