كشفت وزيرة التربية نورية بن غبريط، أمس، أن عدد الأساتذة الذين تم توظيفهم يقدر بحوالي نصف مليون أستاذ، مبرزة أن هذا العدد يتم تحديده وفق خارطة ونظرة استشرافية للقطاع من خلال مخطط يمتد إلى غاية سنة 2030 يبرز عدد الأساتذة الذين سيحالون على التقاعد حسب المادة والطور وتم تحديد احتياجات القطاع من الأساتذة كل سنة ما بين 19 ألف إلى 20 ألف استاذ. تجاوزنا مرحلة تحسين الوضعية المادية للأستاذ وأكدت وزيرة التربية أن وضعية المعلم الذي احتفل أمس بيومه العالمي، شهدت تحسنا بصفة جذرية سواء من ناحية ظروف العمل والترقيات والهياكل والسكنات التي استفاد منها عدد كبير من الأساتذة خاصة في الجنوب غير أن ما ينقص الأستاذ اليوم تحسين وضعيته المعنوية. وقالت نورية بن غبريط خلال استضافتها في برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى أن التغيير الذي عرفه المجتمع وخاصة التلميذ الذي يعيش في عصر الرقمنة والتكنولوجيا طرح مشكلة صعوبة التكيف بين الأستاذ والتلميذ الجديد الذي لا يشبه تلميذ التسعينيات سواء من ناحية السلوك أو الطموح، ولذلك يجد الأستاذ نفسه مجبرا على التكيف مع المطالب الجديدة للتلميذ. وأضافت بن غبريط أن كل هذه العوامل أدت إلى زعزعة مكانة وقيمة الأستاذ في المجتمع الذي لم يعد يحظَ بالاحترام الكبير من قبل التلميذ، داعية في السياق ذاته إلى تكاتف جهود كل أطراف القطاع لاسترجاع قيمة الأستاذ. وبخصوص مشاركة المعلم في اتخاذ القرارات، أوضحت ضيفة الأولى انها تشمل عدة جوانب في إطار مشروع المؤسسة التي تتحدد على المستوى المحلي فضلا عن مشاركته الطبيعية في مجالس الأقسام وكذلك في مختلف الندوات التي يحضرها القطاع، كما أن هناك عدة قنوات يقدم الأستاذ من خلالها رأيه مثل المجلس الوطني للتربية والتكوين في الاجراءات والتغييرات التي يريد قطاع التربية إدخالها. معالجة اختلالات القانون الأساسي ضمن لقاءات الوزيرة بالنقابات وعن اجتماع وزارة التربية بالنقابات ذكرت الوزيرة أنه سيكون هناك لقاء مع النقابات يوم 17 أكتوبر المقبل لمعالجة كل المسائل العالقة، حيث تم توجيه الدعوات لكل النقابات معربة عن أملها في تجسيد حوار جاد خاصة وأنه خلال الاجتماعات الماضية تلقينا عدة مطالب شرعية للنقابات وسنعمل على تحقيقها. كما أضافت الوزيرة في السياق ذاته أنه سيتم تنظيم عدة اجتماعات مع ممثلي النقابات لتعديل الاختلالات الموجودة في القانون الأساسي. وما تعلق بالتكوين الذي تقوم به وزارة التربية في تعليم اللغات والمقاربة بالكفاءات والمعالجة البيداغوجية، أكدت بن غبريط أنه تم إعطاء الأولوية لأساتذة التعليم الابتدائي والمفتشين لأنه لدينا قناعة بضرورة بناء الكفاءة اللازمة في الابتدائي وبصفة تدريجية تمس كل الأطوار التعليمية الأخرى، وأضافت المتحدثة ذاتها أنه سيكون هناك كتاب مدرسي جديد ومناهج جديدة في سنة 2016. نقابات التربية تؤكد على تحسن ظروف المعلمين وأكّدت النقابات بمناسبة اليوم العالمي للأستاذ، أن ظروف المعلم قد تحسنت عما كانت عليه في السنوات الماضية، وفي هذا الصدد صرح الأمين العام للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري أن ظروف المعلمين اليوم في الجزائر تحسنت لكنها لم تصل إلى المستوى المطلوب. وأضاف الأمين العام للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن الحوار متواصل مع وزارة التربية وهو مزود باقتراحات وحلول عملية، وقال أن أملنا كبير خاصة في اللقاءات الثنائية المرتقبة من أجل إعادة جسور الثقة أكثر مع إعادة الأمل أكثر للمعلمين. من جانبه قال الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية فرحات شابخ أن اللقاءات المرتقبة مع وزارة التربية ستكون يوم 15 أكتوبر وتجتمع فيها مع مختلف النقابات لرد الوزارة على كل الانشغالات. ويأمل الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية أن تحل كل المشاكل حتى تعطي للقطاع الاستقرار، وأشار إلى أن وضعية المعلم تحسنت مقارنة بالماضي، ولكن بقيت بعض النقاط لتسويتها مقارنة بالمعلم في البلدان الأخرى ولاسيما الاجتماعية منها والتي تعتبر وسيلة من وسائل العمل كي يتفرغ المعلم للعلم وللمطالعة والاهتمام بأبنائه التلاميذ. إلى ذلك فقد رفعت اليونسكو هذه السنة شعار اليوم العالمي للمعلمين تمكين المعلمين، بناء المجتمعات المستدامة ، حيث أوضحت أن المعلمين ليسوا مجرد وسائل لتنفيذ أهداف التعليم، بل إنهم مفتاح الاستدامة والقدرات الوطنية لتحقيق التعلم وبناء مجتمعات تستند إلى المعارف، والقيم والأخلاق. ومع ذلك، فهم ما زالوا يواجهون تحديات نجم عنها النقص في عدد المعلمين وسوء مستوى التدريب، فضلا عن تدني أوضاعهم. وحسب تقديرات معهد اليونسكو للإحصاء تقول إنه من أجل تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2020، سوف تحتاج البلدان إلى تعيين أكثر من 12 مليون معلم للمرحلة الابتدائية.