تراهن الحكومة من خلال جملة من الإجراءات على تطوير قطاع السياحة من خلال جلب الإستثمارات الاجنبية من جهة، وتشجيع الشباب على الإستثمار في القطاع من جهة أخرى بصيغة قروض من دون فوائد تمنح للوكالات السياحية الراغبة في توسيع نشاطها، وكان وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية,عمار غول قد حل بتونس للإستفادة من التجربة الرائدة لها في قطاع السياحة. آلية جديدة لاستقطاب المستثمرين لإنشاء مرافق سياحية وسيتم استحداث آلية جديدة تحت تسمية القروض على الهوامش (بدون فوائد) لتشجيع المستثمرين بمن فيهم أصحاب وكالات السياحة والأسفار لكي يستثمروا في مجال إنشاء المرافق السياحية، وأوضح وزير القطاع أن آلية القرض على الهوامش التي سيتم الإعلان عنها في قانون المالية المقبل ل2016 من شأنها رفع الحرج على المستثمرين حتى يقبلوا بكل قوة على الاستثمار ولاسيما في مجال إنشاء المرافق السياحية لاستقطاب السياح الأجانب . وأضاف أن هذه الآلية هي بمثابة تشجيع وتحفيز تجاه وكالات السياحة والأسفار سواء كانت عمومية أو خاصة حتى تعمل في إطار الجودة وترفع من مستوى الخدمات وتستثمر في مجال إنشاء مرافق الفندقة والقرى السياحية والمنتجعات . لقاء وطني للوكالات السياحية قريبا وسيتم في الأيام القليلة المقبلة عقد لقاء وطني يجمع وكالات السياحة والأسفار أين سيتم دراسة اهتمامات وانشغالات المتعاملين مع عرض برنامج وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية الذي سينصب على ثلاث محاور وهي السياحة الداخلية والسياحة الموجهة للجالية الجزائرية بالخارج والسياحة الموجهة للأجانب. وتم تخصيص ميزانية 000 881 177 4 دج كميزانية لتسيير قطاع التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية في قانون المالية لسنة 2016، أي بانخفاض قدره 34,32 بالمئة مقارنة بقانون المالية التكميلي لسنة 2015. وأكد غول في مدخلته أمام اللجنة المالية والميزانية للمجلس الشعبي الوطني أن النظرة الجديدة المعتمدة للدولة تعتمد على تنويع النسيج الاقتصادي كبديل عن المحروقات يفرض توفير الوسائل والموارد المادية والمالية لهذا القطاع ليصبح قطاعا خالقا لمناصب الشغل والثروة مع التركيز على الحفاظ على الموروث الوطني التقليدي . كما شرح الوزير الاستراتيجية التي ستنتهجها الدولة في سياستها المتعلقة بمشروعها الاقليمي لآفاق 2030 والتي ستسمح بإعداد 21 مخططا توجيهيا قطاعيا تنمويا من بينهم المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لآفاق 2030 الذي يضمن الاستغلال الامثل للامكانيات الاقليمية والانتاج والابتكار وكذا ضمان الامن المائي والغذائي والطاقوي والاقليمي . أما فيما يخص استراتيجية القطاع في الجانب السياحي، فقد أوضح غول بأن هذه الاخيرة ترتكز أساسا على التثمين والترويج للوجهة السياحية للجزائر والرفع من مستوى الجودة والخدمات السياحية وترقية الاقطاب السياحية وتشجيع الاستثمار ومخطط الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص ومخطط التمويل العملي للسياحة . وفي الختام فسح المجال لأعضاء اللجنة لطرح انشغالاتهم التي تمحورت أساسا حول ضرورة غرس وترسيخ ثقافة السياحة وإعادة تأهيل المركبات السياحية وكذا إنشاء معاهد ومدارس للتكوين في السياحة وتوفير الامن . غول يراهن على السياحة بالمناطق الحدودية وأكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية، عمار غول، على ضرورة تنمية المناطق الحدودية بين الجزائر وتونس وذلك ليسهل تعزيز الأمن والاستقرار بها و فك العزلة عن السكان القاطنين بهذه الجهات. وأوضح غول في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال اللجنة المشتركة للتعاون السياحي بين الجزائر وتونس انه ينبغي وضع برامج تساهم في دفع عجلة التنمية بالمناطق الحدودية لتحقيق التكامل والتعاون والاستقرار من الناحية الامنية . كما أكد غول على ضرورة تدعيم وتطوير الصناعات التقليدية وذلك من خلال التبادل والترويج لها في كلا البلدين، مشيرا إلى أن المعابر الحدودية ينبغي أن تتواجد بها فضاءات لراحة المواطنين الذين يتنقلون بين البلدين وتوفير الإجراءات التسهيلية لهم حتى لا تكون عبارة عن حواجز إدارية بالاضافة الى التفكير في كل ما له علاقة بتعزيز السياحة. وذكر الوزير أن دعم أمن واستقرار المنطقة يتم من خلال دعم التنمية الاقتصادية وتنويع الفرص في شتى المجالات ليزداد الامل اتساعا ، مبرزا في نفس الوقت أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين الجزائري والتونسي في مختلف الميادين إلى جانب تحفيز الاستثمار بين رجال الأعمال في إطار الشراكة أو التكامل . وبعد أن أكد غول في هذا الصدد سعي الجزائر للعمل على تشجيع وتحفيز المستثمرين في البلدين من أجل الوصول الى ما يمكن البلدين من الانتفاع به، حث اعضاء اللجنة المشتركة للتعاون السياحي على إيجاد الاقتراحات الكفيلة بالوصول إلى نتائج تكون في مستوى التعاون بين الشعبين الشقيقين. وأوضح الوزير أن هذا اللقاء يأتي لتجسيد توصيات اللجنة المشتركة الكبرى المختلطة التي انعقدت بالجزائر في الشهر الماضي لرسم خارطة الطريق في جميع المجالات ودعم مسار التكامل إلى جانب رصد كل اهتمامات وطموحات الجزائر وتونس في هذا الشأن. وبدوره، اعتبر سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار النشاط المكثف بين الجزائر وتونس دلالة قوية على روح التكامل والتضامن التي عرفها البلدين أثناء الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة، مؤكدا على أن هذه العلاقة هي القاعدة المتينة والصلبة لما نقوم به اليوم .