كشف رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، يحيى بوحبيني، عن تضرر حوالي 50 بالمائة من العائلات القاطنة بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين بتندوف جراء الفيضانات الأخيرة التي مست المنطقة، مؤكدا رصد غلاف مالي قدره 36 مليون دولار لإعادة بناء ما دمرته الفيضانات. وأوضح يحي بوحبيني، أمس في تصريح له على هامش أشغال المؤتمر ال14 لجبهة البوليساريو، أن أكثر من 50 بالمائة من العائلات تضررت جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة مؤخرا، مشيرا إلى أن المتطلبات الأولية من الخيم والبطانيات والأكل في المرحلة الأولى وإجراء عمليات ترميمات بسيطة حسب تقديرات هيئة الأممالمتحدة استنزفت ما يقارب 20 مليون دولار، مضيفا أنه خلال الاجتماع الموسع الذي تمّ عقده وضم كل الشركاء في المجال الإنساني لتقييم متطلبات ترميم واعادة بناء ما دمرته الفيضانات، وبتالي فهي في حاجة إلى عمليات ترميم سواء جزئي او كامل، الى أكثر من 36 مليون دولار. رفع حجم الاحتياجات السنوية إلى أكثر من 78 مليون دولار وأكد بوحبيني، أن قيمة المتطلبات نتيجة الفيضانات رفعت من حجم الاحتياجات السنوية إلى أكثر من 78 مليون دولار لسنة 2016، مضيفا أن كل المنظمات غير الحكومية والدولية من وكالات الأممالمتحدة تجتمع لتقييم الاحتياجات غير المغطاة من قبل الآخرين وخاصة الاحتياجات غير الغذائية، حيث تمّ الوصول إلى أكثر من 32 مليون دولار من الاحتياجات السنوية المتوقعة التي يتم إيجاد أموال لها لسنة 2016 غير الغذائية في الحالات العادية، وبالتالي تمّ إضافة عدد من الاحتياجات المترتبة عن الفيضانات والأضرار، مشيرا إلى أن الوضعية أصبحت هشة بشكل كبير جدا. عجز ب8 مليون دولار لإسْتكمال احتياجات 2015 وبخصوص المساعدات الغذائية، قال بوحبيني أنه حسب إحصائيات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تمّ تسجل عجز كبير لدى هذا البرنامج يقدر ب8 مليون دولار لاستكمال احتياجات 2015، موضحا أن هناك سلفيات على حساب السنة المقبلة لإسْتكمال السنة الجارية بالنسبة لبرنامج الغذاء العالمي الذي لم يكن في وضع يمكنه من تقديم مساعدات استعجالية بالقدر الكافي للمتضررين. وأضاف بوحبيني، أن الوضع في مجمله أصبح أكثر هشاشة مما كان عليه من قبل بشكل كبير جدا، قائلا إذا كنا نعاني قبل ذلك من تراجع تمويل المساعدات الإنسانية، وهو ما أكدته مناشدات وبيانات الوكالات المتحدة وحتى الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير وحتى مجلس الأمن في توصيته التي أصدرها في أفريل 2015 الفقرة 11 تناشد بوضوح الجهات المانحة بالإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية ، مضيفا إن الوضع قبل الأمطار كان هش، وإذا أضفنا اليه الأعباء المترتبة عن الكارثة أصبح الوضع حقيقة اكثر هشاشة . 30 بالمائة من الأطفال يعانون سوء التغذية المزمن وأوضح رئيس الهلال الاحمر الصحراوي، أنه عقب الكارثة التي ضربت مخيّمات اللاجئين الصحراويين وتراجع المساعدات الإنسانية من قبل الدول المانحة، سجّل تزايد في حالات الإسهال والأمراض الصدرية، كما توقع نتيجة نقص المساعدات ارتفاع نسب الإصابة بفقر الدم وسوء التغذية التي كانت متفشية أصلا من قبل، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر الصحراوي سيقوم خلال شهر جانفي المقبل بإجراء مسح صحي غذائي لتقييم الوضع مع وكالات الأممالمتحدة، متوقعا أن يرتفع عدد الأمراض ونسب الإصابة بها، موضحا أن واحدة من كل اثنين من النساء في سن الإنجاب تعاني من فقر الدم، وحوالي 30 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن، كما سجل ارتفاع في أعداد الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط الشراييني، وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من حساسة مفرطة أو ما يسمى بداء السلكية، فمخيّمات اللاجئين الصحراويين تسجل أكبر نسبة في العالم حيث تزيد عن 6 بالمائة، حسب دراسات المعهد المتخصص في الدراسات الصحية الغذائية الإيطالي. واستطرد بالقول كل ما هو مسجل متوقع أن يرتفع نتيجة تراجع المساعدات ، مؤكدا أن الوضع هش ومقلق جدا في الوقت الذي لا يجري فيه تقدم في الموضوع السياسي، كما أن الوضع مزري في المناطق المحتلة وتزداد شراهة الاحتلال المغربي في استنزاف الثروات الطبيعية الصحراوية، حيث أن بعض الشركات المغربية تنقب الآن عن الطاقة في الأراضي الصحراوية، واصفا الوضع بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالكارثي بعد نقص المساعدات الإنسانية وتفشي العديد من الأمراض.