تعرفنا على مختلف الأحياء التي تضمها بلدية الشعيبة من خلال الجولة التي قمنا بها، وقد تمكنا من خلال ذلك من رصد اهتمامات المواطنين وتطلعاتهم ، وقد تبين من خلال ما حدثونا به حاجتهم الماسة إلى مشاريع جديدة تنقلهم إلى ربوع العيش الكريم، وتخلصهم من التفكير الدائم في مستقبل يبدو حسب أقوالهم قاتما، لا تظهر ملامحه· أبدى مواطنو بلدية الشعيبة رغبتهم الملحة في رؤية بلديتهم تنعم في الرخاء والتطور المادي، لكنه أمر مازال حسبهم بعيد المنال بالنظر إلى حجم النقائص التي تطبعها، ويضيف عمي العربي''لا ننكر التحسن الحاصل على مستوى البلدية، لكنه يبقى تطور جد بطيء بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة للسكان والزيادات المعتبرة في عددهم''، ولخص عمي العربي جل مايعانيه السكان في مشكلي البطالة التي تنتشر بين الشباب وحالة الطرقات التي طال انتظار تهيئتها· البطالة تسيطر على اهتمامات الشباب التف شباب المنطقة حول السياسي يسردون له معاناتهم في ظل غياب فرص العمل وحاجتهم الماسة في نفس الوقت إلى مصدر رزق، حيث أكد الشاب محمد 03 سنة، أنه سئم من طلب مصروف الجيب من والديه، وأنه مستعد للقيام بأي عمل ينتشله من الركود الذي يعانيه، حيث أكد أنه بالموازاة مع ضعف مستواه الدراسي لم يجد أي عمل يقوم به، خصوصا وأن الأولوية أصبحت تلعب دورا في التشغيل والتي تكون في الغالب للمتخرجين من الجامعات، وفي ظل هذا يبقى الشباب الآخرون يمارسون ألعابا ترفيهية داخل المقاهي وفي أزقة الشوارع أملا في أن تنسيهم حالتهم التي يعانون منها، وقد اعترف أحد الشباب بملء الفاه بندمه على تخليه عن دراسته في وقت مبكر وانشغاله خلف تفاهات الأمور ، ويقول'' لم نجد في وقتنا من ينصحنا بإكمال تعليمنا وقد وجدنا أنفسنا ضحايا لتقصيرنا، لذا أوجه من خلالكم نداء لكل الطلبة بإكمال دراستهم مهما كانت الظروف''، وأكدوا أنهم يضطرون يوميا للبحث عن أعمال مؤقتة يضمنون بها بعض المصروف الذي لا يكفي لمدة يومين حسبهم، وفي هذا الإطار صرح أحد الشباب رافضا ذكر اسمه أن هذا الفراغ الذي يعانونه فتح المجال على مصراعيه لمافيا المخدرات التي تحوط بهم في كل مرة محاولة إقناعهم بالاندماج في أعمالها، باسطة أمامهم مختلف الإمكانيات التي تخول لهم العيش الميسور، إلا أن أغلبية الشباب بالمنطقة لازالوا متمسكين بمبادئهم رغم ما يواجهونه من صعوبات، لذا حرص شباب المنطقة على '' السياسي'' إيصال انشغالاتهم للمعنيين، ورفع مطالبهم خصوصا فيما يتعلق بتوفير فرص عمل، بحيث أكدوا أنهم على استعداد لممارسة أي عمل يجنبهم طريق الانحراف· نقص فادح في المرافق العمومية وفي سجل معاناتهم تشكو البلدية من حرمان شبه تام من حيث المرافق الشبانية والفضاءات الترفيهية، والتي تقتصر على مركز البلدية حسبهم، فيما تبقى الأحياء الأخرى منسية، وذلك رغم شساعة المساحات المتوفرة حسبهم والتي تستطيع أن تستقطب عدة مشاريع تساعد هذه الأحياء على تجاوز روتينها اليومي، وتساءل الشباب عن مصير المحلات المهنية المسطرة ضمن برنامج رئيس الجمهورية، والتي أنجز البعض منها حسبهم ولم توزع لسبب مازالوا يجهلونه بالنظر إلى حاجتهم الماسة لهذه المحلات· النقل المدرسي الغائب الأكبر بالشعيبة وقد عبر الأهالي الذين ترددنا عليهم عن استيائهم الكبير بسبب نقص النقل المدرسي، الذي أصبح هاجسا يقلقهم في ظل انتشار الآفات الاجتماعية، وكثرة حالات الاختطاف التي حدثت مؤخرا، وقد أكد الآباء المقيمون بالأحواش مثل تيلي والقارس التي تبعد ثلاثة كيلومترات كاملة عن مقر المدرسة، أن صغارهم يقطعون مسافات كبيرة مشيا على الأقدام، وبالمقارنة مع صغر سنهم والمخاطر التي تواجههم في الطريق رقم 76 الذي يعبرونه يوميا لما يقارب أربع مرات في بعض الأحيان، شكل هذا الأمر مشكلا بحيث لا يضمن الآباء سلامة أبنائهم مما يضطرهم إلى الانقطاع عن أشغالهم ومرافقتهم في غالب الأحيان· حي بربيسة ·· الطرقات الداخلية تستغيث يمثل حي بربيسة أحد الأمثلة الحية التي شهدناها لحالة الطرقات بالبلدية، حيث لم يسلم مركز بلدية الشعيبة أيضا من اهتراء طرقاته ولو كانت بعض الطرقات عبره معبدة إلا أن أغلبيتها يشكو الاهتراء وعدم الصيانة، لكن ما شهدناه في بربيسة من تدهور حالة الطرقات شرح جانبا من استياء المواطنين، الذين تأسفوا من الوضع المتردي الذي آلت إليه الطرقات المحيطة بهم، حيث لا تتعدى طرقات هذا الحي سوى عن كونها برك مائية وحفر تتخلل الطرقات منتشرة عبر الحي بكامله، وكثر ما شلت هذه الوضعية تحركات السكان الراجلين منهم والسائقين خصوصا في فترات الشتاء التي تتحول فيها المنطقة إلى شبه مستنقعات، وهي حالة تزداد تأزما في كل موسم موازاة بانعدام قنوات مخصصة لصرف مياه الأمطار، وحسب ما أكده السكان فإنهم يضطرون في كل مرة إلى ابتكار حلول مؤقتة، عن طريق حفر ممرات تحول مسار المياه عن طرقات الحي، بما يخفف قليلا من تراكم الأوحال والمياه، ومع طبيعة الطرقات الطينية والتي يعرف عنها بصعوبة جفافها أثناء الشتاء، تواجه العائلات صعوبات كبيرة أين تتلوث أغراضهم الخاصة بالأوحال التي غالبا ما تتسرب إلى منازلهم الهشة، وهو ما يجعل تحركهم من وإلى منازلهم يخضع إلى إجراءات أمنية مشددة، وهو ما تترجمه أعداد الأحذية المطاطية التي يحوزون عليها بمنازلهم، كما يعمدون إلى استعمال الأكياس البلاستيكية لحماية ملابسهم وأحذيتهم من التلف· هذا وتتشارك بعض الأحياء بالشعيبة نفس الحالة مع حي بربيسة، من حيث النقائص المسجلة على مستوى التهيئة في الأرصفة وبالوعات المياه وتزفيت الطرقات· العائلات تنتظر توصيل الغاز بفارغ الصبر ويبقى توصيل الغاز إلى حي بربيسة إحدى الاهتمامات التي تحوز على تفكير المواطن، حيث استنكر هذا الأخير توقف مشروع الإمداد بالغاز الطبيعي الذي طالما وعد به المنتخبون الذين تعاقبوا على البلدية، رغم بعد القناة الرئيسية عن حيهم بكيلومتر واحد فقط، وقد توقف حسبهم هذا المشروع بمركز بلدية الشعيبة،التي تحظى بالاهتمام الكبير على حساب باقي الأحياء الأخرى· قرية بن يحي·· تسربات المياه القذرة تهدد صحة المواطنين جدد السكان القاطنون بالسكنات الريفية بحي بن يحي، نداءهم إلى السلطات المعنية لانتشالهم من الوضع الذي يعانونه، في ظل التدهور الكبير الذي يطبع قنوات الصرف الصحي والتي أصبحت عرضة للأعطاب منذ سنوات عديدة، مما أدى إلى تسرب المياه القذرة في الخلاء، وهو ما شكل كابوسا وضررا صحيا للسكان، الذين اشتكوا من الروائح الكريهة وانتشار مختلف أنواع الحشرات، التي باتت تشاركهم حياتهم على مدار فصول السنة· القاطنون بهذه السكنات الريفية عانوا الأمرين جراء هذا المشكل الخطير الذي أصبح ينذر بوقوع كارثة بيئية وصحية حقيقية، في حالة ما إذا لم تسارع الجهات الوصية لتدارك هذا الوضع، وتمكين المواطنين من العيش النظيف الذي أصبحوا يفتقدونه، وقد أكد المواطنون اتصالهم في عديد المرات بالمصالح المختصة لكل من بلدية الشعيبة ودائرة القليعة، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل، بعد أن ووجهوا بحجج اعتبروها واهية، والتي تتمثل حسبهم في كون المشروع الذي يتضمن إصلاح وتجديد قنوات الصرف الصحي بقريتهم من صلاحيات الولاية، التي تتولى مصالحها المختصة بدورها تجديد هذا النوع من القنوات التي لا يتعدى طولها كيلومتر واحد حسبهم، وأكثر ما اشتكى منه السكان هي الروائح النتنة التي تنبعث من المياه القذرة التي تنساب في الخلاء، والذي اعتبروه تهديدا لسلامة المياه الجوفية التي أصبحوا لا يضمنون نظافتها مما يدفعهم إلى اقتناء قوارير المياه المعدنية، كما أن منظر المحيط وهو يكتظ بأنواع الذباب والبعوض أضفى على الحي ديكورا لاحضاريا يشمئزون منه في كل مرة يشتاقون فيها إلى رؤية أشعة الشمس، وقد خلص هؤلاء السكان إلى مناشدة المسؤولين بتيبازة التدخل العاجل لتسوية هذا المشكل