الغموض يلتف حول قضية مثيرة للشكوك من الدرجة الأولى، إذ أن لا أحد يعرف أين هو مؤسس موقع »ويكيليكس« الذي اشتهر ببث تسريبات عسكرية أمريكية، الأسترالي »جوليان أسانج«، بعد أن نشرت صحيفة »إكسبريسن« السويدية خبراً في موقعها الإلكتروني يقول إن السويد أصدرت مذكرة باعتقال أسانج البالغ من العمر 39 سنة بتهمة إقدامه في الماضي على اغتصاب فتاتين سويديتين. والمعلومات التي تم جمعها عن »جوليان أسانج« هو أنه شخصية غامضة بطبيعته وماهر بإحاطة نفسه بالسرية وبالتخفي، خصوصاً أنه امتهن استقبال وثائق سرية أمريكية تم تسريبها إليه من مجهولين فيكدِّس المعلومات من العراق إلى كينيا مروراً بآيسلندا، وضربته الأخيرة كانت الحرب في أفغانستان. وكان الموقع نشر 77 ألف وثيقة عسكرية سرية في جويلية الماضي، مثيراً عاصفة إعلامية رافقتها انتقادات بشكل خاص من البنتاغون الذي اتهمه باللامسؤولية. إلا أن أسانج رد في بيان وزعه وقال فيه: »نريد 3 أمور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وإنقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ«، على حد تعبيره. حيث كان أول سبق صحافي قام به عبر الموقع الشهير، ولم يكن ذلك السبق سوى شريط فيديو صورته كاميرا إحدى المروحيات العسكرية عن خطأ دموي ارتكبه الجيش الأمريكي 2007 ببغداد. أصبح »أسانج« مستشاراً أمنياً ومن بعدها أسس في 2006 بأستراليا موقع »ويكيليكس« للخدمات المعلوماتية مع 10 آخرين ناشطين في جمعيات لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات، ومن وقتها أحاط نفسه بسرية تامة، خصوصاً منذ نشر الوثائق السرية عن أفغانستان. وأجرى على نفسه عمليات تنكر، فقص شعره الطويل الأشقر، ولم يسمح بأن يعطي أي رقم لهاتف نقال يحمله، وكل ذلك لأنه شعر بأنه ملاحق، خصوصاً في لندن التي أمضى فيها أياماً عدة أوائل الشهر الحالي، ومنها سرت أخبار بأنه قد يلجأ للإقامة في آيسلندا أو السويد، لأن قوانين وتشريعات البلدين مواتية له كمحطتين مفضلتين في سفرياته الدائمة من لندن إلى نيروبي ومن هولندا إلى كاليفورنيا.