بلغ عدد الذين اعتنقوا الإسلام في الجزائر خلال شهر رمضان 25 شخصاً، نظراً لاختيار الكثير من الأجانب ليالي رمضان المباركة لإشهار إسلامهم عقب صلاة التراويح. وكان آخرهم المواطن الفرنسي "أدلوب فليب مشال كرستيوا" الذي انبهر بأخلاق المسلمين في الجزائر وتمسكهم بدينهم، فقرر إشهار إسلامه والانضمام لكتائب الصائمين خلال شهر رمضان المبارك. وقد نطق الشهادتين مؤخرا في أحد مساجد مدينة فريحة بولاية "تيزي وزو" وسط تكبيرات المصلين الممزوجة بدموع السعادة فرحا بدخول عضو جديد إلى حظيرة الإسلام. "كرستيوا" الذي اختار لنفسه اسم نبي الله "موسى" عليه السلام، قال إنه احتكّ بالجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا، وربطته العديد من العلاقات معهم، لكنه قرر العام الماضي زيارة الجزائر بنفسه لأول مرة، حيث استقبلته إحدى العائلات المعروفة في مدينة فريحة. وهناك لمس "كرستيوا" أخلاق التسامح والمحبة التي افتقدها في تعاملاته مع الفرنسيين، كما أتيحت له فرصة الالتقاء بالكثير من أئمة المساجد الذين تحدثوا معه عن أخلاق الإسلام، ليقتنع بأن الإسلام دين يحقق السعادة للبشر لعدم تمييزه بين الألوان والأجناس والأعراق، على حد وصفه. وأكد "كرستيوا" أنه أخذ على نفسه عهدا بالحفاظ على الصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان والالتزام بأوامر الله ونواهيه ليكون مسلما صادقا في إيمانه، مشيرا إلى أنه ينوي زيارة البقاع المقدسة العام المقبل، وسيبذل قصارى جهده لخدمة هذا الدين. وبمجرد أن أشهر إسلامه قرر "كرستيوا" الارتباط بفتاة جزائرية لتشاركه بقية حياته وتعينه على أمر دينه، وهو ما تحقق بالفعل في مساعدته له على تعلم اللغة العربية بشكل سليم، وهو الأمر الذي سهّل له قراءة القرآن. ويتوقع مراقبون أن يكون عام 2010 مماثلا لعام 2007 الذي شهد، حسب تقارير رسمية، اعتناق 144 شخصية للإسلام. وتقضي الشروط المحددة لاعتناق الإسلام أن تقوم مصالح مختصة في الجزائر بإجراء تحقيق وتحرٍ حول الشخص الراغب في إشهار إسلامه، للتأكد من سلامة وصدق القناعة للاعتناق وليس لأغراض أخرى. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت، مؤخراً، إلى أن الجزائر شهدت موجة اعتناق الإسلام واسعة في السنوات الخمس الأخيرة من قبل الأجانب الوافدين إليها في إطار أطقم الشركات المتعددة الجنسيات والوفود الدبلوماسية والسياح، حيث شهد العام الماضي إسلام 120 شخصا، في حين تجاوزت 250 حالة اعتناق للإسلام من سنة 2000 إلى مطلع عام 2007، حسب ما أفادت به إحصاءات وزارة الشؤون الدينية.