دفعت الوضعية المتردية للمحيط بتيزي وزو، التي ميزها الانتشار الواسع للمفرغات الفوضوية المهددة لصحة المواطن، السلطات المحلية إلى تنظيم أول عملية تنظيف واسعة النطاق جعلت من الولاية نموذجا في التطوع في هذا المجال. هذه العملية أطلقها سنة 2009 الوالي السابق حسين معزوز، لتنظيف المدينة التي غزتها آنذاك المفرغات الفوضوية. واستأنفت هذه العملية الواسعة النطاق التي ارتكزت على رفع النفايات وتنظيف الأرصفة وغرس الأشجار سنة 2011 من طرف ملاحقه الوالي، عبد القادر بوعزقي، الذي بادر بدوره بتنظيم العديد من العمليات المشابهة في مسعى تطهير المحيط و تحسين الإطار المعيشي للسكان. وعلاوة على هذه العمليات فقد بادرت من جهتها العديد من لجان القرى والجمعيات البيئية بعمليات مماثلة على مستوى مواقع سكناهم للقضاء على المفرغات العشوائية التي انتشرت كالطفيليات بمحاذاة الجبال والمرتفعات. وشكلت النفايات علاوة على منظرها المشين للبيئة وخطرها على صحة المواطنين من بين الأسباب التي كانت وراء نشوب العديد من بؤر الحرائق بالولاية، حسبما أكده المحافظ المحلي للغابات. وساهمت التفاتة وانشغال الولاية بحماية البيئة في تبني وزارة الداخلية والجماعات المحلية سنة 2012 هذه الخطوة من خلال نشرها تعليمة رقم 1590 في 08 سبتمبر 2012الرامية إلى نظافة المحيط ورفع النفايات المنزلية و الصلبة. وبتطبيقها لهذه التعليمة، شرعت ولاية تيزي وزو، حسب مديرية البيئة في 13 من نفس الشهر بتنصيب اللجنة الولائية النموذجية و متابعة عمليات التنظيف كما أنشأت لجان دوائر و بلديات تتولى ذات المهام. وإدراكا منها لخطورة الوضع، قررت منظمات المجتمع المدني والهيئات المنتخبة والإدارة المحلية توسيع هذه المهام بغية القضاء على ظاهرة التدهور الخطير للمحيط والذي عكسته صور الانتشار اللافت للمفرغات الفوضوية التي قدر عددها ب1500 مفرغة على مستوى الولاية، فشكلت بذلك، الحاجة الملحة لحماية البيئة نقطة تقاطع كل الفاعلين من إداريين ومنتخبين ومواطنين وجعلها بذلك هدفهم المنشود. إنجاز قرابة ال800 عملية تنظيف منذ سنة 2012 أحصت ولاية تيزي وزو، منذ سنة 2012 تاريخ دخول تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية حيز الخدمة، ما لا يقل عن 796 عملية تنظيف إلى غاية اليوم وذلك عبر كافة بلدياتها ال67 التي تحصيها، حسب حصيلة أوردتها مديرية البيئة. وتوزعت مجموع هذه العمليات 796 عملية تنظيف بين 489 عملية بادرت بها البلديات و112 أخرى من الولاية و103 أخرى تطوعية فيما تتوزع باقي العمليات على لجان الدوائر. وتمثل هذه الأرقام سوى العمليات الرسمية التي أحصتها البلديات التي قامت ببعث حصيلة نشاطاتها الشهرية إلى المديرية المحلية للبيئة بحيث أن الحملات التطوعية المنظمة هنا وهناك تفوق كثيرا هذه الأرقام، يضيف المصدر، لاعتبار أن مثل هذه العمليات تنظم كل عطلة نهاية الأسبوع، حسبما أكده المصدر. وتميزت هذه المبادرات بمشاركة 756 عون يمثلون مختلف مصالح البلديات وكذا المدمجين ضمن مختلف أجهزة دعم التشغيل. كما تم تجنيد عتاد مادي قدر إجمالا ب278 من مختلف الأحجام تابع لمختلف الفاعلين من ولاية وبلديات ومتعاملين اقتصاديين وغيرهم. ووجهت هذه العمليات للقضاء على المفرغات الفوضوية ومواقع رمي النفايات الهامدة و تنظيم جمع النفايات ونقل هذه الأخيرة وفق شروط حفظ البيئة ونظافة المحيط، يضيف المصدر. كما سمحت بتحسين المحيط والإطار المعيشي للسكان من خلال القضاء على 11 نقطة سوداء ورفع 63.056.47 طن من النفايات منذ سنة 2012 تمثل 2.135.76 طن ما تم جمعه خلال السداسي الأول من السنة الجارية.