شهدت سنة 2013 بولاية تيزي وزو إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الرامية إلى حماية البيئة وتحسين الإطار المعيشي للمواطن الذي بات مهددا أمام تنامي ظاهرة تدهور البيئة. ووعيا بخطورة هذا الوضع قررت منظمات المجتمع المدني والادارة المحلية والمجالس المنتخبة توحيد الرؤى والأهداف والعمل سويا في محاولة للتقليص من الانتهاكات المسجلة في حق البيئة حيث تحصي تيزي وزو إنتشارا رهيبا للمفرغات العشوائية يناهز 1500 مفرغة عبر كل تراب الولاية. وتجسدت تلك النظرة بإطلاق مبادرتين محليتين خلال العام الجاري الأولى تمثلت في إعادة بعث جائزة عيسات رابح التي تقضي بتكريم أنظف بلديتين وأربع قرى حيث نظم حفل توزيع الجوائز يوم 13 أكتوبر الماضي فيما تمثلت المبادرة الثانية في تنظيم يوم 28 من نفس الشهر الجلسات الولائية حول البيئة. وشكلت مناسبة مسابقة عيسات رابح فرصة أمام القائمين على شؤون 12 جماعة محلية و39 تجمع ريفي المشاركين في المبادرة لتنظيم حملات نظافة واسعة النطاق مست الشوارع والأحياء. وتكللت المسابقة الايكولوجية بنجاح قرية زوفقا بلدية اليلتان وقريتي ايي خليفة و تاخليجيت بلدية أبي يوسف وآيت زلال بلدية صوامعة حيث قدرت القيمة المالية للجائزة 5 مليون دينار لكل قرية على أن تخصص لتحسين الإطار المعيشي وحماية البيئة من التدهور، وأما جائزة أنظف بلديتين فعادت لبلديتي أزفون وتيزي راشد حيث منح لهما جائزة بقيمة 10 ملايين دينار تشجيعا على مواصلة المجهودات المبذولة للحفاظ على البيئة. وتمثل ثاني أكبر حدث عرفته تيزي وزو خلال السنة الجارية في تنظيم جلسات ولائية حول البيئة بمبادرة من رئيس الهيئة التنفيذية عبد القادر بوعزقي عرفت مشاركة واسعة لمختلف الهيئات والجمعيات المعنية بالموضوع ، وتكللت الجلسات بإعتماد المشاركين لنحو 100 توصية منها ما تم تطبيقها مباشرة نظرا لطابعها الاستعجالي كتنظيم حملات تطوع لتنظيف عددا من بلديات الولاية فيما إستفادت مدينة تيزي وزو لوحدها من نحو 10 عمليات نظافة. كما شهدت تيزي وزو منذ بداية سنة 2013 الى جانب المبادرتين السالفتين الذكر تنظيم الجمعيات ولجان القرى لحملات تطوع بصفة دورية في عدد من بلديات الولاية كل نهاية أسبوع وبصفة متقطعة أحيان، وإعتبر القائمون على شؤون البيئة بالولاية مشاركة المجتمع المدني في مختلف الحملات التطوعية وتجندهم لحماية البيئة بمثابة نقطة تحول إهتمام الحركة الجمعوية الذي كان الى غاية سنة 2000 منصبا على قطاع الثقافة، وتجسد هذا الاهتمام من خلال ميلاد عديد الجمعيات التي تعنى بالشأن البيئي على غرار جمعية أصدقاء جرجرة وجمعية نحو الاخضر وكذا شباب مبتكر والبيئة إلى غيرها من الجمعيات الأخرى. كما تترجم ذلك الاهتمام من خلال قيام أزيد من 30 جمعية تنشط في المجال الايكولوجي والمجالات الأخرى بتخصيص مبادرات وعمليات خاصة بحماية البيئة في برنامجهم السنوي.