حظيت ولاية الأغواط، في السنوات الأخيرة، بمشاريع تنموية سيما فيما يتعلق بمجال السياحة والتي تستهدف، بالأساس، ترقية السياحة عموما والروحية منها على وجه الخصوص باعتبار هذه الأخيرة من المميزات الرئيسية للولاية. ويعد احتضانها لمقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية بعين ماضي التي تحصي ملايين الأتباع عبر جميع أصقاع العالم واحدا من أهم عوامل التوجه نحو الإستثمار في مجال السياحة الروحية تحديدا. وتماشيا مع هذه الخصوصية، تم الإنتهاء من تجهيز فندق عين ماضي التابع للزاوية التيجانية والذي يتسع ل75 سريرا ويضم قاعة للمحاضرات طاقتها 1.500 مقعد، وفق مصالح مديرية التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية. ويعول على منطقة التوسع السياحي المرتقب إنشاؤها ببلدية عين ماضي في إيجاد مرافق إضافية لاستيعاب المريدين والأتباع الذين يتوافدون سنويا على مزارات ومعالم الطريقة. وتتربع منطقة التوسع السياحي بعين ماضي على مساحة قوامها 50 هكتار وقد انتهت الدراسة التقنية المتعلقة بها. وتعد واحدة من بين ثلاث مناطق للتوسع السياحي التي تتوزع عبر تراب الولاية، مثلما أشارت إليه ذات المصالح. وتضم بلدية عين ماضي وهي مسقط رأس شيخ الطريقة سيدي أحمد التيجاني (1737 م- 1815 م) العديد من الأضرحة والقصور التيجانية المشيدة غالبا بالحجر والطوب وبأنماط معمارية عتيقة وتصاميم هندسية أصيلة، على غرار القصر العتيق وقصر كوردان. وتعد أيضا مزارا سنويا للوفود من الأتباع والمريدين القادمين من عديد الدول لا سيما الإفريقية منها بحكم الإمتداد المتجذر للطريقة التيجانية في ربوع القارة السمراء. وفي هذا الصدد، يتواجد ومنذ أيام وفد يضم نحو 250 مريد من دول السينغال وغينيا وغامبيا وموريتانيا في زيارة لمعالم الطريقة التيجانية بكل من عين ماضي بالأغواط وبوسمغون بالبيض. وفي سياق ذي صلة، إستبشر القائمون على شؤون الطريقة التيجانية خيرا بدخول مطار أحمد مدغري بالأغواط حيز الخدمة واستئناف الرحلات الجوية به خلال السنة الفارطة لدوره في تفعيل حركية التنقل من وإلى مقر الخلافة العامة. وستساهم هذه المنشأة للنقل الجوي في القضاء على صعوبات التنقل التي كانت تواجه الزوار والمريدين من وإلى الزاوية التجانية يضيف القائمون على هذه الطريقة الصوفية. ومن جانب آخر، تحتضن الأغواط سنويا ملتقى السماع الصوفي الذي استقطب في طبعاته السابقة جمهورا واسعا من جميع الشرائح وهو ما يبرز تمسك سكان المنطقة بكل ما هو ديني روحي. جدير بالذكر أن ولاية الأغواط تزخر كذلك بالعديد من فروع الزوايا والطرق الصوفية، على غرار القادرية والطيبية والشاذلية والرحمانية والتي تشكل جميعها دعائم قوية لترقية السياحة الروحية بالولاية.