باتت عملية نقل المياه المعدنية والمشروبات الغازية تحت أشعة الشمس عبر الشاحنات المكشوفة ظاهرة عادية لدى الكثير من التجار، متجاهلين بذلك صحة المستهلك. يحدث هذا أمام مرآى المسؤولين، لتتم بذلك عملية توزيعها بكل أريحية عبر كل الأحياء والبلديات وحتى ما بين الولايات، وهو ما لاحظناه أسثناء جولتنا الاستطلاعية. وتعرف الظاهرة انتشارا بالعديد من الولايات التي بها مصانع المشروبات والعصائر، على غرار ولاية سطيف التي باتت تعرف انتشارا رهيبا للظاهرة نظرا لاحتوائها على أكثر وأكبر مصانع للمشروبات والعصائر والمياه المعدنية، فلا يخلو طريق ولا شارع إلا وتشاهد شاحنة مكشوفة تحمل كميات كبيرة تقوم بتوزيعها على مختلف المحلات التجارية. الأمر الذي دفع بجمعية حماية المستهلك للتحسيس بمخاطر الظاهرة ومحاربتها عبر المحلات التجارية بمنع عرضها خارج المحل لما تسببه من أمراض خطيرة وتحسس المواطنين بعدم اقتناء او شراء كل منتوج يباع خارج المحل وخارج أجهزة الحفظ، لكن بدون فائدة، فحتى بعض المنتوجات تصل أصلا فاسدة الى المحلات رغم صلاحية تاريخ إنتاجها خاصة إذا علمنا أن عرض قارورة ماء او مشروب غازي لأشعة الشمس لمدة ساعتين سيصبح فاسدا وساما وقد يسبب لشاربه مضاعفات صحية خطيرة، وهو ما اعرب عنه العديد من المواطنين الذين التقت بهم السياسي ، خلال جولتها الاستطلاعية. حملة تحسيسية لتفادي أخطار المشروبات المعرضة للشمس وفي ظل انتشار هذه الظاهرة عبر مختلف ولايات الوطن، عمدت جمعية حماية المستهلك إلى إطلاق حملة تحسيسية للوقاية من تسممات المشروبات المعرضة تحت أشعة الشمس وذلك تحت شعار لا تسقيني سما ، وهو ما أكده سمير لقصوري، نائب الامين العام بجمعية حماية المستهلك ل السياسي ، مشيرا بقوله إلى أن هذه الحملات ستكون مكثفة وفي أيام متسلسلة ونركز فيها على قارورات المشروبات التي تعرض تحت أشعة الشمس بناء على شكاوى وردتنا وسنستقبل خلالها شكاوى المواطنين لما يقوم به التجار والموزعون من تجاوزات ومخالفات في هذا الشأن، حيث سنقوم بدورنا، بفضح كل من يعرض المشروبات تحت أشعة الشمس بدءا من المنتج والناقل والموزع وتجار الجملة والتجزئة إلى محلات المواد الغذائية وذلك لتوعية الرأي العام بأهمية التبليغ وخاصة عند مشاهدتهم لشاحنات نقل المشروبات غير مغطاة وغير محمية من أشعة الشمس ويجب أن تتكاتف المجهودات لردع مختلف هذه التصرفات وهذه الحملة ستكون لتفادي الأخطار حيث أن المشروبات التي تكون بزجاجات أو قارورات بلاستيك وتتعرض للشمس تتحول إلى مواد خطيرة وسامة بفعل الحرارة وغير صالحة للاستهلاك، فعلى سبيل المثال قارورة البلاستيك إذا تعرضت للحرارة وأشعة الشمس تتحلل فيها مادة الديوكسين الكربونية الخطيرة والتي تسبب السرطان على المدى البعيد .