لوحظ تجدد طبيعي هام في أشجار الأرز الأطلسي بعديد المناطق بالحظيرة الوطنية لبلزمة بولاية باتنة، حسبما أكده مدير ذات الحظيرة، السعيد عبد الرحماني. وأوضح ذات المسؤول، بأن ما يبعث الدفئ في القلب هو ظهور التجدد الذاتي على هذا الصنف من الأشجار الذي كان مهددا بالإندثار بمنطقة الأوراس في مناطق مثل جبل بورجم الذي مسته ظاهرة الإضمحلال بنسبة فاقت ال90 بالمائة. أما فيما يخص جبل توقرت لاسيما على طول الطريق المؤدي الى جهته الشمالية، فهناك تجدد هام وهام جدا، حسب عبد الرحماني، الذي شدد على أن تجدد الأرز الأطلسي بحظيرة بلزمة أصبح واقعا ملموسا وهو موجود في عدة مناطق وقد أثبتته الخرجات الميدانية لأعوان الحظيرة وأيضا الصور التي التقطت لشجيرات الأرز هنا وهناك. والجميل في هذا الحدث والحياة الجديدة التي عادت الى غابة الأرز الأطلسي بالحظيرة الوطنية ل بلزمة ، يستطرد ذات الإطار، أن الشجيرات الفتية مرت بظروف جد صعبة واستطاعت ليس فقط الصمود لفترات الجفاف، وإنما تأقلمت مع مناخ المنطقة القاسي، مضيفا بأن ذلك شيء رائع حقا منظر هذه الشجيرات وهي مصطفة على طول حافتي الطريق المؤدي الى الشعبة بجبل توقرت أين يظهر تجدد هام جدا للأرز. وينتظر أن يشرع، خلال هذه الصائفة، في تقليب عميق للتربة وتهيئتها، لا سيما بعد ملاحظة أن بذور الأرز الأطلسي لا تنبت في بعض المناطق بسبب الأرضية الصلبة وسننطلق كمرحلة أولى ب100 هكتار ، لاسيما أن التجربة أثبتت نجاعتها في مناطق أخرى وخاصة بتركيا حيث تم تقليب التربة بعمق حوالي متر بأراضي صلبة ثم وضع بذور الأرز فيها حيث أعطت العملية نتائج جيدة. وأكد عبد الرحماني، بأن ظاهرة اضمحلال أو تماوت أشجار الأرز الأطلسي بالحظيرة الوطنية ل بلزمة ، الذي تسبب مع بداية سنة 2000 في موت الآلاف من هذا النوع من الأشجار قد استقرت منذ سنة 2005 تقريبا. وفيما يتعلق بعودة الظاهرة نهاية ماي وبداية جوان 2013 أشار المتحدث الى أن الآفة التي ظهرت بشكل جديد مست بعض أشجار الأرز الأطلسي المتواجدة على حواف الطرقات والمسالك بالحظيرة، لاسيما بحوزي بومرزوق وبورجم اللذين سبق وأن تعرضت أشجار الأرز الأطلسي بهما إلى الإصابة بالاضمحلال بنسب تتراوح بين 50 و90 بالمائة. ولم تلحق هذه الظاهرة هذه المرة -يضيف المتحدث- أية خسائر بأشجار الأرز حيث بدت على شكل بقع حمراء تظهر على أوراق أشجار الأرز الأطلسي ثم تأخذ اللون الأصفر بمنظر يبدو للعيان على الأغصان الخضراء ولوحظت على عدد من الأشجار الواقعة فقط على حواف الطرقات. وتم خلال السنة الجارية، حسب عبد الرحماني، ظهور حالات قليلة جدا على أغصان بعض الأشجار المتفرقة لكن لم تأخذ منذ ظهورها لأول مرة الى اليوم الشكل الجماعي ولم تؤد الى موت أشجار الأرز الأطلسي كما سجل في سنوات سابقة حيث كانت ظاهرة الإضمحلال تبدأ من أعلى شجرة الأرز ثم تنتقل إلى باقي أطرافها الأساسية، فتضعف وتصبح هشة وتتساقط أوراقها ثم تموت نهائيا في وقت قياسي. وأثبتت تحاليل قام بها خبراء من مخبر مختص بجامعة أريزونا الأمريكية أن إضمحلال الآلاف من أشجار الأرز الأطلسي بمنطقة الأوراس وخاصة بالحظيرة الوطنية ببلزمة سببه موجات الجفاف الشديدة والمتقاربة التي عرفتها المنطقة بين سنة 1998 و2002. ويحمل التجدد الملحوظ في أشجار الأرز الأطلسي بمناطق متفرقة من الحظيرة الوطنية لبلزمة حسب المختصين محليا أملا جديدا في الاستعادة التدريجية لهذه الثروة الطبيعية التي كانت تتربع على مساحة تفوق ال7 آلاف هكتار بالولاية منها حوالي 40 بالمائة مسته ظاهرة الاضمحلال الى غاية سنة 2003 خاصة بمناطق تالمات وبورجم وبومرزوق الجبلية.