صرح وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بقالمة، أنه سيتم، عما قريب، وضع خريطة طريق لتفعيل التنسيق ما بين قطاعي الثقافة والسياحة لجعل المعالم السياحية رافدا من روافد تنمية الاقتصاد الوطني. وأضاف الوزير في ندوة صحفية نشطها بقاعة المحاضرات الساسي بن حملة بجامعة قالمة في إطار زيارة عمل وتفقد إلى هذه الولاية، بأنه سيتم، في القريب العاجل، عقد لقاء أولي مع وزير تهيئة الإقليم والسياحة والصناعات التقليدية لأجل التفعيل الميداني للاتفاقية المشتركة التي تم التوقيع عليها بين القطاعين في خريف 2015 والتي تنص على القيام بنشاطات مشتركة في مجال الترويج للمعالم السياحية الطبيعية منها والأثرية والرفع من مردوديتها. وأردف ميهوبي كذلك بأن الجزائر بلد ثري بالمواقع الأثرية المنتشرة في كل مكان وهو أشبه ما يكون بمتحف مفتوح يمكنه أن يشكل خزانا إضافيا للاقتصاد الوطني، غير أنه تأسف لعدم وجود ثقافة ترويجية مناسبة ما يستدعي، حسبه، عملا إضافيا ومتكاملا لكل المتدخلين في الميدان. وأبرز الوزير بأن دور قطاع الثقافة في هذا المجال يتمثل في التعريف بالمواقع الطبيعية والأثرية وإجراء الدراسات اللازمة حولها ووضع دليلا لكل واحد منها مع حمايتها في حين سيعمل قطاع السياحة على الترويج لها والاستفادة منها. من جهة أخرى، أعلن وزير الثقافة عن وجود عدة ورشات عمل بإشراك كل المختصين والمهنيين للنهوض بقاعات السينما على عبر الوطن والتي اعتبر وضعها الحالي ب المأساوي ، في ظل غلق العديد من القاعات لأسباب مختلفة منها ما هو قانوني ومنها ما هو ناتج عن عدم تجديد وتطوير عملها مع المستجدات الحاصلة في مجال تقنيات العرض الحديثة ما جعلها غير قادرة على استقطاب الجمهور. كما أعلن ميهوبي عن وجود عمل مشترك بالتنسيق مع وزارة الداخلية و الجماعات المحلية من أجل الدعم المشترك للمكتبات البلدية خاصة فيما يتعلق بتوفير الإطارالبشري والتأطير المناسب للمكتبات التي تفتقد لذلك، مشيرا إلى أن التفكير يصب حول تفعيل مهام المكتبات للقيام بأدوار أخرى في استقطاب عدد أكبر من أطفال المدارس وذلك بمنح بطاقات مجانية لكل التلاميذ وجعل المكتبة فضاء للنقاش والندوات والأمسيات الشعرية وليس فقط الكتاب. وكان وزير الثقافة قد ألقى ليلة الأحد إلى الاثنين محاضرة بجامعة قالمة حملت عنوان الطريق إلى المعرفة ، خصصها للحديث عن مختلف الجوانب المتعلقة بأهمية الإنتاج المعرفي في تطوير المجتمعات والشعوب وإكسابها القوة الثقافية ولاقتصادية مثمنا في هذا الشأن الاهتمام الخاص الذي حظي به قطاع الثقافة في التعديل الدستوري الأخير الذي جعل الثقافة حق مكفول لكل مواطن. كما تطرق ميهوبي في محاضرته التي تابعتها سلطات الولاية رفقة عدد كبيرمن المثقفين والطلبة وأساتذة الجامعة إلى مجموعة من النماذج الحديثة للدول التي تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في تنميتها المحلية بعد تحسين منتوجها المعرفي، على غرار الصين واليابان وسنغافورة والأردن.