- عليوي: النشاط الفلاحي يسير خلال هذه الفترة بوتيرة بطيئة نسبيا - بوشريط: عمل الناقلين يستمر بشكل عادي خلال رمضان معاناة كبيرة يعيشها عمال المخابز وحظائر البناء بسبب العمل في ظروف صعبة، خاصة في شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة، خاصة في المخابز أين تتجاوز درجة الحرارة بها ال48 درجة بالقرب من فرن طهي الخبز الذي تتعدى درجة الحرارة به ال250 درجة مئوية، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، خصوصا وتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف، وهو ما قد يؤثر سلبا على هؤلاء العمال والأمر ذاته يعيشه الفلاحون وسائقو الشاحنات والحافلات ذات المسافات الطويلة... وغيرها من الأعمال الشاقة الأخرى في مثل هذه الأيام، وهو ما رصدناه خلال تقربنا من هؤلاء العمال. الخبازون.. الصيام بالقرب من 250 درجة مئوية! يقف العاملون في المخابز بين لهيب النيران، وحرارة الشمس يتحمّلون عناء الحرارة المرتفعة، التي تفوق ال45 درجة بالقرب من فرن طهي الخبز، الذي تتعدى درجة حرارته ال250، في أيام رمضان، وهم صائمون لتوفير الخبز للجزائريين يوميا، وهو ما لاحظته السياسي بإحدى المخابز المتواجدة بشوفالي اين يعمل العمال بالمخبزة بتحد كبير وبوجهين اثنين، إذ يصبح ذلك تحديا لأن مثل هذه المكونات الأساسية في المنظومة الغذائية للجزائريين خلال رمضان الكريم، تصبح مطلوبة بقوة وعلى الدوام أثناء شهر الصيام، أما الوجه الثاني لهذا التحدي، فيكمن في كون تحضير الخبز والحلويات يتم أمام أفران تعمل بدرجات حرارة عالية، ويقول صاحب محل لبيع الحلويات بالعاصمة حيث درجة الحرارة أمام الفرن تصل إلى مستوى مرتفع، أن عماله الأربعة مستمرون يوميا خلال شهر رمضان، من العاشرة صباحا وإلى غاية الرابعة مساء، في أداء عملهم أمام أربعة أفران كاملة، يحتاج القائمون عليها إلى ضبطها على مقياس مائة درجة من أجل التمكن من طهي قلب اللوز وعدد آخر من الحلويات، ويضيف ذات المتحدث أن عماله، ورغم صعوبة المهمة في شهر الصيام، يقومون بذلك على أكمل وجه من خلال التحلي، كما قال، بشجاعة كبيرة. ويوافق أحد عمال هذا المحل هذا الرأي من حيث أن القيام بعمل كهذا يتطلب التحلي بشجاعة فائقة، لاسيما وأن القاعة التي تضم الأفران الأربعة تصبح خلال ساعات العمل مثل الحمام من حيث درجات الحرارة السائدة فيها. بناؤون يؤكدون صعوبة العمل في شهر الصيام وقد فرضت ظروف الحياة على فئات من الجزائريين العمل في ظروف شبه مستحيلة، يعملون وهم صيام في حرارة تتعدى ال 48 درجة وهو حال العديد من عمال البناء خاصة الذين يعملون في الجنوب الجزائري وهو ما رواه نذير، 42 سنة، من بجاية والذي أكد مدى مشقة هذا العمل في مثل هذا الشهر خاصة وأنه يتزامن وأيام الحر في شهر رمضان، مضيفا بقوله: أقضي يومياتي أواجه صعوبات كثيرة، خاصة وانه لا توجد لدي عائلة هنا بالعاصمة، الأمر الذي دفعني للإفطار في مطاعم الرحمة التي نظمتها العديد من الجمعيات . ومن جهته، يضيف منير، 29 سنة: أنا من ولاية البويرة وعائلتي محتاجة ولم أجد عملا إلا بالعاصمة، وأتحمل الكثير من الصعوبات التي تواجهني في كراء غرفة ومستلزمات الأكل والشرب وغيرها وأتحمل مصاريف عائلتي، إذ لا يملكون أي دخل غير المال الذي أرسلهم لهم، وتسوء معاناتي في شهر رمضان المبارك، إذ لا يستطيع أحد تصورها، فبفضل صديقي من العاصمة وعائلته، أفطر معهم في شهر رمضان وأحيانا يصرون على أن أبيت معهم، صراحة نحن نتحمل الكثير من التعب والإرهاق في فصل الحر وشهر الصيام ، وفي ذات السياق يفيد هشام، 26 سنة: عمال البناء يعيشون معاناة حقيقة وتعبا بكل معنى الكلمة، فنحن نمر بأوقات صعبة تتمثل في العطش والتعب الجسدي والحر ونبذل مجهودات أكثر من غيرنا، إلى جانب أمور مزعجة أخرى تزيد من صعوبة هذه الأيام مثل حركة المرور . العمل بالتناوب.. هو الحل وفي خضم هذه المشاكل والمتاعب التي يواجهها هؤلاء العمال طيلة هذا الشهر الفضيل، أجمع العديد منهم على ان التناوب هو الحل الوحيد لتجاوز تلك الضغوطات والهروب من لفحات الشمس الحارقة وهو الشيء ذاته الذي أعرب عنه سمير، 39 سنة، قائلا: مع التعب ومشاق العمل التي نواجهها في مهنة البناء خاصة في شهر رمضان المبارك المتزامن مع فصل الصيف، نضطر للعمل بالتناوب، فهناك فريق يعمل لمدة أسبوع في الفترة الصباحية من السابعة صباحا إلى الساعة الثالثة مساء، وفريق آخر يعمل لمدة أسبوع في الليل من العاشرة ليلا إلى الخامسة صباحا، ثم نغير الفريقين ليعمل في الليل من عمل في الصباح والعكس صحيح على مدار الشهر المبارك، وهذا يساعدنا قليلا في مواجهة متاعب وعقبات هذا العمل ، وفي نفس السياق، يؤكد زهير، 45 سنة: عملنا جد شاق ويستلزم الكثير من المجهودات ولكن لا يوجد إلا حل وحيد وهو العمل بالتناوب، إذ من شأنه تخفيف تعب العمل وإيجاد القليل من الراحة لمزاولة باقي الأعمال . تحدي قطف المحاصيل والعمل باكرا.. لتجنب أشعة الشمس الحارقة خلال شهر رمضان، واقتران الصيام بدرجات حرارة محسوسة في فصل الصيف، يشكل العمل في المزارع تحديا كبيرا على الفلاحين الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى بدء العمل باكرا جدا أو حتى خلال ساعات الليل من أجل مواجهة هكذا وضعيات، وهذا، على الأقل، ما يؤكده أحد المزارعين على مستوى بلدية اسطاوالي ويقول هذا المزارع إنه منهمك حاليا في قطف بعض محاصيل الليمون، لاسيما وأن مردودها التجاري خلال شهر رمضان الكريم جيد، ويضيف هذا المزارع، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن العمل مركز أكثر في الوقت الحالي على قطف محاصيل بعض الفواكه والخضر الأكثر استهلاكا في هذه الفترة بالتحديد كالبطيخ والدلاع وغيرها. وبخصوص هذا، يضيف ذات المتحدث أنه ينهض باكرا في حدود الساعة الخامسة صباحا حيث يواصل العمل، كما يقول، إلى حدود الساعة الثانية عشر زوالا فقط، إذ لا يوجد من يعمل مساء في المزارع تجنبا للعطش خلال أيام الشهر الفضيل الذي أتى هذا العام في عز فصل الصيف. ويستطرد هذا المتحدث بقوله: نحس بالعطش خلال ساعات العمل، لكننا متعودون عليه ، قبل أن يضيف أن العمل، عادة في المزارع خلال رمضان، يبدأ مباشرة بعد الفجر، حيث يمكن الاستعانة بضوء القمر من أجل الرؤية، خاصة وأن السماء تكون عادة صافية في فصل الصيف. وعلى غرار ذلك، يواجه العديد من الفلاحين بالمناطق الصحراوية والرعوية قساوة الطقس والحرارة الشديدة التي يتعرضون لها طيلة فترات العمل حيث أن عملهم يتوجب عليهم المكوث طويلا تحت أشعة الشمس الحارقة والتي تصيبهم بالإعياء الشديد وجفاف الحلق والعطش الشديد جراء ما يقومون به من عمل شاق ومجهد، وهو ما أطلعنا عليه إبراهيم الذي أكد ان عمله مجهد ويتطلب التركيز أكثر ويضيف المتحدث أن درجات الحرارة الشديدة تتسبب، في بعض الأحيان، له بضربات الشمس والعطش الشديد، فرغم الوقاية وارتداء الفلاحين لقبعات أثناء عملهم، إلا أن ذلك لا يمنع الحرارة من التسلل إلى أجسادهم وإصابتهم بالجفاف وهو ما أطلعنا عليه عبد القادر، عامل بأحد الحقول بالبويرة والذي أكد انه رغم اتخاذه للحيطة والوقاية، فإن العمل تحت أشعة الشمس خلال شهر رمضان المبارك يصيبه بالإجهاد والإعياء ويضيف المتحدث بأنه اضطر، في الكثير من الأحيان، لترك العمل بسبب مشقة الصيام. وتتطلب مهنة الفلاحة جهدا وإتقانا في العمل حيث يكد أصحابها ويجتهدون وخاصة إذا كان الزرع موسميا ويحتاج إلى العناية حيث يحرص الفلاحون والمزارعون إلى الاعتناء به جيدا ليكون جاهزا في الوقت المناسب لقطفه في أحسن الأحوال وهو ما يزيد من مشقة الصيام خلال شهر رمضان المبارك لما يقومون به من مجهودات مضاعفة، ويضيف المتحدث بأن العمل شاق خلال رمضان خاصة لتزامنه مع فصل الحر. عليوي: النشاط الفلاحي يسير بوتيرة بطيئة نسبيا خلال هذه الفترة ووسط المشاكل الكبيرة التي يواجهها الفلاحون طيلة الشهر الفضيل بسبب موجة الحر، أكد محمد عليوي، رئيس اتحاد الفلاحين الجزائريين، أن النشاط الفلاحي خلال شهر رمضان المبارك متوقف نسبيا حيث يعزف أغلب الفلاحين عن العمل خلال هذا الفصل بفعل الحرارة الشديدة وخاصة في ولايات الجنوب أين تصل درجات الحرارة إلى 55 درجة مئوية والتي لا يتحملها البشر. من جهتهم، يجد فلاحون آخرون صعوبة في العمل مما يضطرهم للإفطار من أجل تأدية مهامهم ويفضل آخرون ساعات العمل من فترة السحور لغاية الساعة ال11 وذلك لتجنب الحرارة الشديدة. سائقو حافلات المسافات الطويلة.. معاناة أخرى يعملون على مدار الساعة وتتضاعف معاناتهم بسبب اضطرارهم للسهر مع الصوم في ظروف مناخية شديدة الصعوبة، وبالرغم من أن الحافلات والشاحنات مجهزة اليوم بمكيفات الهواء، فإن السائق يقابل الشمس الحارقة 6 إلى 10 ساعات في اليوم وهو صائم وهو ما نراه يوميا بمحطة الخروبة، وفي ظل هذا الواقع الذي يعيشه العديد من سائقي الحافلات والشاحنات، تقربنا من أحد السائقين الذي يعمل في خطوط النقل بين الجنوب والشمال، ليقول في هذا الصدد ان ما لا يقل عن 10 آلاف سائق حافلة وشاحنة، ينقلون يوميا المسافرين والبضائع والوقود، وحتى المواشي، ويضيف ذات المتحدث: تتفاقم معاناة الناقلين في رمضان بسبب السهر الطويل والتعب، ورغم أن فتاوى جواز إفطار المسافر تسمح لهم بالإفطار، إلا أن الغالبية العظمى من الناقلين يصومون، وفي كثير من الحالات، يفطرون بالطرقات أو بمطاعم الرحمة إذا أسعفهم الحال وتزامن موعد الآذان مع مرورهم بمطاعم الإفطار المفتوحة أمام عابري السبيل . بوشريط: عمل الناقلين يستمر بشكل عادي خلال رمضان وبالرغم من كل هذا، يعمل الناقلون طيلة هذا الشهر الفضيل بشكل عادي وهو ما أكده بوشريط عبد القادر، رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص ل السياسي ، مضيفا ان عمل الناقلين الخواص يسير بشكل عادي خلال شهر رمضان المبارك وكذلك عمال نقل البضائع مقارنة بالسنة الماضية، أين تزامن شهر رمضان وشهر جويلية أين كان أغلب العمال في إجازتهم السنوية عكس هذه السنة التي لا يعرف القطاع فيها نقصا يذكر. ولقساوة طبيعة الصيام خلال الصيف، يرى العديد من العمال ضرورة تأجيل بعض الأعمال إلى ما بعد شهر رمضان الكريم وخاصة الأعمال التي تتعلق بالبناء والعمل بالورشات وأعمال صيانة الطرقات والتزفيت والتي تعتبر الأكثر تعبا وإجهادا لما تتطلبه من قوة ودقة وتركيز، وهو ما أطلعنا عليه فارس الذي يعمل في مجال البناء حيث أطلعنا أن عمله يتطلب التركيز والقوة البدنية وأن الصيام يصيبه بالفتور مع حرارة الطقس، ويضيف المتحدث أنه لا يتحمل مشقة العمل خلال فترة الصيام وأنه أجل بعض الأعمال إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، ليضيف المتحدث أنه عمل سابقا خلال الشهر لكنه لم يتحمل المشقة، فتوقف، ويشاطره الرأي عادل ليضيف في السياق ذاته أنه لم يستطع العمل بالورشات خلال شهر رمضان الكريم وتوقف عن ذلك لغاية انتهاء الشهر الفضيل.