- خياطي: الإلتزام بنظام المداومة.. هو الحل - بوضياف يشدد على ضرورة ضمان الخدمة خلال الصيف يبدو أن شهر جويلية هو الفترة المناسبة لدخول أغلب الأطباء في عطلة سنوية، مما يزيد في معاناة المرضى وهو ما يستدعي تأجيل جل المواعيد الطبية إلى إشعار آخر، ما شكل حجرة عثر أمام المرضى، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة والذين تضاعفت معاناتهم في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدل الفصلي. وأمام حق الطبيب في العطلة كغيره من العاملين وغياب تعليمة تضبط مداومة الأطباء فيما يتعلق بالعطل السنوية، يضيع المريض بين أروقة المستشفيات الخالية وأبواب العيادات الخاصة الموصدة، لتتضاعف معاناته وتسوء حالته وهو ما اشتكى منه العديد من المواطنين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. يشتكى العديد من المرضى من صعوبة الخدمات الاستشفائية وتلقي العلاج خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية، حيث تم تأجيل عشرات المواعيد بالنسبة للمرضى إلى إشعار آخر بعد خروج الأطباء العامين والمختصين في عطلتهم الصيفية، ما شكل حالة فراغ في العديد من العيادات وحتى المستشفيات بما فيها أقسام الاستعجالات التي تستقبل يوميا عشرات المرضى المصابين بضربات الشمس والمصابين في حوادث المرور التي شهدت ارتفاعا محسوسا خلال الفترة الاخيرة، ليجدوا أمامهم أطباء لازالوا تحت التمرين أحيانا يصيبون العلاج وأحيانا يزيدون من آلام المريض، وهو ما أطلعنا عليه سفيان ليقول في هذا السياق أنه توجه إلى المستشفى في مرات عديدة للحصول على علاج، إلا أنه اصطدم بغياب تام للأطباء ويضيف بأن الطبيب المعاين لحالته خرج في عطلته السنوية مما توجب عليه انتظاره في الأيام المقبلة. وقد تسببت العطل السنوية للأطباء في تعقيدات لحالات بعض المرضى حيث يفضل أغلبهم المتابعة لدى طبيبهم المشرف على حالتهم مما دفع بأغلبهم إلى إلغاء جميع المواعيد لغاية عودة الأطباء المشرفين على حالاتهم، بسبب اعتيادهم على طبيبهم ودرايته بحالتهم وهو ما أطلعنا عليه رياض ليقول في هذا السياق بأنه يتابع عند طبيب الأعصاب وأن طبيبه خرج في عطلته ليضيف أنه ألغى مواعيده لغاية رجوع طبيبه من عطلته السنوية بسبب معرفة الطبيب بتفاصيل حالته، وتشاطره الرأي كريمة لتقول في السياق ذاته بأنها ستنتظر عودة طبيبتها لاستئناف العلاج وتشاطرها الرأي منال لتضيف في السياق ذاته أنها تتابع عند طبيب العظام والذي خرج بدوره في عطلة لتضيف بأنها ستنتظر عودته لتستكمل علاجاتها تحت إشراف طبيبها، ولا يقتصر الأمر على المرضى ممن أجلوا مواعيدهم، بل يمتد إلى المرضى المحتاجين لعمليات جراحية والذين يحتاجونها في أقرب الآجال حيث يواجهون بدورهم تعقيدات أخرى حيث تطلعنا سارة أنها مقبلة على عملية جراحية مستعجلة وأن غياب الكادر الطبي الخاص ألزمها تأجيل العملية إلى وقت لاحق، وتشاطرها الرأي لويزة لتضيف بأنها تحتاج لعملية حصوة المرارة وأن غياب طبيبها المشرف جعلها تؤجل ذلك وتضيف المتحدثة بأن الأمر فرض عليها معاناة حقيقية في ظل تأزم حالتها. ولا يقتصر الأمر على المستشفيات، بل يمتد إلى المراكز الصحية الجوارية والتي بدورها شلت بسبب عطل الأطباء. سوء تنظيم عطل الأطباء يخلّف فوضى بالمستشفيات كما تسمح فوضى سوء تنظيم العطل الصيفية للأطباء العامين والمختصين في فتح المجال أمام الأخطاء الطبية وسوء الخدمات الاستشفائية التي يدفع ثمنها المواطن وحده. من جهة أخرى، ونظرا لغلق معظم العيادات الخاصة لأبوابها، اضطر بعض المرضى التوجه إلى المستشفيات العمومية ما شكل ضغطا على هذه الأخيرة وقابلها سوء في الخدمات الاستشفائية المقدمة نتيجة الاكتظاظ الكبير للمرضى المتوافدين ولضمان التغطية الصحية من طرف الأطباء المتربصين، فيما فضلت بعض العيادات الخاصة الإبقاء على الخدمة مع وضع أطباء مستخلفين يشرفون على العلاج، ما دفع بالمرضى إلى تفضيل الانتظار إلى غاية الشهر المقبل لمواصلة العلاج عند أطبائهم المعتادين نظرا لرفض غالبيتهم تغيير أطبائهم والعلاج عند المستخلفين بحجة أنهم ليسوا على دراية تامة بملفاتهم الصحية، وهو ما أطلعتنا عليه نسيمة لتقول بأنها تتابع عند مختص بالسكري بالمستوصف وأن طبيبها المعالج خرج في عطلته السنوية لتضيف بأن ذلك سبب لها مضاعفات كبيرة وبأنها ستنتظر رجوع الطبيب من العطلة لتستأنف العلاج. غاشي: عطلة الأطباء في الصيف تؤثر على المرضى وفي ظل هذا الواقع الذي يجبر أغلب المرضى على التخلي عن علاجاتهم بسبب غياب الأطباء وخروجهم في عطلهم السنوية، أكد غاشي الوناس، الأمين العام للنقابة الوطنية لشبه الطبيين، بأن أغلب الجراحين يؤجلون إجراء العمليات حيث لا تجرى خلال الصيف لتؤجل إلى الدخول الاجتماعي، وبالتالي، فإن هذا يحدث خللا للمرضى حيث يختار أغلب الأطباء فصل الصيف كعطلة صيفية والمشكل في كل هذا أن الكادر شبه الطبي وبدلاء الأطباء الرئيسيين ناقص وهو ما يؤثر على صحة المرضى ويعطل علاجهم حيث يكتفي أغلب المرضى بالاستعجالات كحل بديل عند سوء حالتهم لغاية الدخول الاجتماعي وعودة الأطباء إلى مناصبهم. خياطي: النقص هذا راجع لعدم الإلتزام بنظام المداومة وفي ذات السياق، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بأن نشاطات المستشفيات تتقلص خلال فترة الصيف حيث يفضل أغلب الأطباء أخذ عطلتهم خلال الصيف لأن أغلب العمليات الجراحية تؤجل ولا تجرى خلال الصيف، إلا العمليات الجراحية المستعجلة، ولكن هناك نظام مداومة لكن يبقى ناقصا مع غياب المراقبة لأن الأغلبية لا يتقيدون به وهو ما يرهن صحة المرضى ولكن هذه فترة راحة لأغلب عمال قطاع الصحة للعودة بقوة خلال الموسم المقبل. بوضياف يعطي تعليمات لضمان الخدمة خلال الصيف وللتذكير، فقد شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، خلال اجتماعه بمدراء الصحة ومسيري المؤسسات الاستشفائية خلال الأيام الماضية، على ضرورة ضمان الخدمة خلال موسم الصيف الذي يتزامن مع العطلة السنوية التي تشهد نقصا في المستخدمين ناهيك عن ظهور بعض الأمراض خلال هذا الموسم. كما ألح بالمناسبة، على ضرورة تحسين سير الخدمات الصحية. وفيما يخص العطل، شدد ذات المسؤول على ضمان استمرارية الخدمات الصحية على مستوى كافة المصالح الاستشفائية أثناء العطلة السنوية التي تتزامن مع موسم الصيف، مؤكدا بأن إغلاق بعض المصالح الطبية ليس له مبرر علمي، داعيا إلى عدم تأجيل إجراء العمليات الجراحية بحجة فصل الحر. أما بالنسبة للمناوبات والاستعجالات في العديد من المؤسسات والولايات، جدد الوزير حرصه على احترام الحجم الساعي للعمل الخاص بتنظيم المناوبة والحضور الفعلي للموظفين المسجلين في قائمة العمل والحد من تقديم شهادات طبية بغية إعفاء هؤلاء من المناوبة.