اتسعت رقعة الغاضبين من خط المعارضة الراديكالية الذي تسير عليه حركة حمس مقري إلى درجة يتنبأ فيها مراقبون بانقلاب وشيك على رأس حركة الراحل محفوظ نحناح خصوصا و أن أسماء بحجم أبو جرة سلطاني و رئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي غير راضيين بتوجه الحركة، الذي وضعها على المحك، بما جعل هذا التيار يعلن عن مبادرة جديدة لانقاذ تركة محفوظ نحناح على اعتاب تشريعيات 2017 ، هذه الخطوة أزعجت القيادة الحالية التي راحت تشن حملة تخوين للمنتقدين بتهمة الخروج عن مؤسسات الحزب . رد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، بطريقة جد دبلوماسية على بعض الأصوات التي شرعت في تخوين المنتقدين لممارسات القيادة الحالية للحركة التي مالت كل الميل لأطروحات المعارضة ، وهو الرأي الذي لا يتفق معه الرجل وكثير من إطارات الحركة الذين يطالبون بضرورة رجوع حركة الراحل محفوظ نحناح الى خطها الأصلي، ويعتبرون أن طريقة التسيير الحالية فيها كثير من المغامرة وستجر الحركة نحو متاهات لا يحمد عقباها. و دعا ، أبو جرة سلطاني: "كل المناضلين الغيورين على وطنهم إلى قراءة التحولات الجارية حولنا قراءة مسؤولة ليدركوا أن السياسة ليست أبيض وأسود، والرأي المخالف ليس خيانة"، مضيفا "أن التخوين عنف لفظي وتحريض على الكراهية وشحن ضد الاحتكام الديمقراطي للصندوق، وكل ذلك مناف لقواعد اللعبة الديمقراطية والدفاع عن الحريات". وأكد سلطاني، في بيان للرأي العام نشره ليلة أول أمس، على صفحته الرسمية على فيسبوك، أن المبادرة السياسية التي ينوي طرحها للنقاش مجددا، هي عبارة عن قراءة ثانية للمقاربة التي طرحها في نوفمبر 2015. وأوضح سلطاني، أنه يعتقد بأن الوقت قد حان لإنضاج تلك المبادرة وإحالتها على هياكل الحركة ومؤسساتها ومناضليها، وذلك من واجب مسؤولياته تجاه الحركة والوطن. وأضاف المصدر ذاته أن التداول الإعلامي الواسع والحديث عن مبادرة سياسية يجري التحضير لها من داخل حركة حمس، "يستلزم إطلاع أبناء الحركة والرأي العام، بالمزيد من التفاصيل حول مسمى المبادرة السياسية التي تقوم على سنة الحوار المسؤول المعروفة مصادره، وإبداء الرأي والرأي المخالف والمبادرة بتقويم المسارات السياسية التي تعتبر حقوقا مكفولة لكل مناضل منذ زمن التأسيس لحركة حمس". وقال أبو جرة، "إنه ليس جديدا على قياداتها ومناضليها تحريك المبادرات وطرح المقترحات بما يحفظ للحركة مكانتها السياسية وهيبتها، وهذا من صميم ما نقوم به كجزء من واجبنا النضالي لتدارس وضع الحركة و خطابها و تقديم المقترحات لمؤسساتها". وجدد الرئيس السابق لحمس التأكيد على أنه "سبق لنا أن تقدمنا بمقاربة سياسية لاستدراك الوضع داخل أُطر الحركة، وكان لي فضل صياغتها بعد مشاورات واسعة وعرضها على المكتب التنفيذي الوطني بتاريخ 15 نوفمبر 2015 ، لتأمين مسار الحركة ودورها الوطني". و اشتعلت الخلافات في بيت حركة مجتمع السلم بعد أن تقدم رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني، بأرضية مبادرة للمكتب التنفيذي الوطني لحمس، الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري رد بالقول إن بنود مبادرة سلطاني تتقاطع مع كثير من مبادئ الحزب معتبرا أن سابقه لم يقترح أي شيء عملي وجدي. فيما اعتبر قياديون في حركة مجتمع السلم من بينهم النائب البرلماني نعمان لعور، أنّ المبادرة التي يسوّق لها رئيس حمس السابق، أبو جرة سلطاني، خرق بها الأطر التنظيمية للحركة، لأنه تجاهل الالتزام بخصوصية مبادرته التي كان ينبغي أن يقدمها في مؤسسات الحركة وليس خارجها، وتساءلت عن الجهة التي يريد سلطاني أن يوجّه لها خطابه ويعرضه عليها. و يقول مراقبون أن الرئيس السابق لحمس عمل على مدار ثلاثة سنوات من عهدة مقري على معارضة خيارات المعارضة في وسائل الإعلام رغم التحفظ الكبير الذي كان يبديه في اجتماعات مجلس الشورى ، وعمل بالمقابل على القيام بزيارات لبعض الولايات رفقة القيادي عبد الرحمان سعيدي لحشد الغاضبين على خيار الخروج من الحكومة وما يسميه "المعارضة الراديكالية لمقري" تحضيرا للإنقلاب على الرئيس الحالي لحمس من خلال تصحيحية مرتقبة.