تعرف ولاية بجاية، خلال هذه الأيام، حركية سياحية غير مسبوقة لما تزخر به من مناظر طبيعية تسحر الأنظار، وتمتع الأعين بامتزاج زرقة البحر واخضرار الغابات والجبال الشامخة، ناهيك عن المعالم التراثية التي تستقطب أعدادا هائلة من السياح والمغتربين وحتى سكان الولايات الأخرى الذين أولعوا بثروة المنطقة وطبيعتها التي تنعش النفوس، عبر شواطئها الممتدة على مسافة مائة وعشرين كيلومتر طول الساحل البجاوي، من كاب سيقلي بالجهة الغربية و ملبو بأقصى الساحل الشرقي للولاية. إلى جانب السياحة البحرية التي أكسبت الولاية شهرتها، فإن السياحة الجبلية أصبحت، مع مرور الوقت، قبلة للعديد من الفضوليين والسياح، بالنظر إلى ما تفرزه من أجواء استجمامية بعيدة عن ضوضاء المدينة واكتظاظ الشواطئ خلال موسم الاصطياف، إلى جانب رغبة البعض الآخر في اكتشاف التراث الثقافي والتاريخي والحضري للمنطقة. ومن أجمل المواقع السياحية، نجد الحظيرة الوطنية ليما قورايا، والتي تتوفر على محمية طبيعية متكاملة تمتد على مساحة كبيرة فوق مرتفع جبلي، تحتوي على ثروة غابية معتبرة وتنقسم المحمية إلى ثلاث مناطق، على رأسها كاب كاربون ذي المرتفعات الصخرية التي تمثل ديكورا منحوتا يطل على زرقة البحر، ومنارته التي تعتبر من أكبر منارات العالم، بالإضافة إلى تمتع الزائرين ل كاب كاربون بمداعبة القردة التي تجلب إليها الاهتمام بلقطاتها البهلوانية، وكأنها في عرض مسرحي، تنهيه دوما بمطالبة الحضور بالمقابل من أكلتها المفضّلة الموز.