- إصابة 13 طفلا بفيروس التهاب الكبد الوبائي بمستشفى بارني يعتبر نقل الدم من أخطر الإجراءات التي يقوم بها الأطباء، لما يحتويه من دقة وتركيز، إلا أن إهمال بعض الأطباء والمختصين يحول حياة الأشخاص إلى جحيم حقيقي لما قد يحتويه الدم من ميكروبات وفيروسات، وهو الأمر الذي وقع على مستوى مستشفى بارني بالعاصمة، أين راح حوالي 13 طفل ضحية سوء نقل الدم والإهمال. فضائح التسيّب في المستشفيات تتواصل كثيرة هي الأخطاء الطبية التي تضع حدا لحياة المرضى أو تتسبب لهم في عاهات مستديمة ترهن حياتهم وتحولها إلى جحيم، ولعل أبرزها أخطاء نقل الدم التي تفتك بحياة الأشخاص لا محالة، أين أصبح المرضى يتخوفون من الظاهرة لصعوبتها ولفقدان الأمل في النجاة في حال الإصابة. وانتشرت هذه الظاهرة بشكل رهيب في الآونة الأخيرة ما شكّل هاجسا حقيقيا للكثيرين حيث أصبح الأمر من استرجاع الصحة والعافية إلى نقل الأوبئة والجراثيم والأمراض الفتاكة، حيث تلعب اللامبالاة واللامسؤولية الدور الرئيسي في الظاهرة التي تنجم عنها عواقب وخيمة جراء هذه الأخطاء الناجمة عن التقصير أو الإهمال أو عدم بذل العناية اللازمة من قبل الطبيب أو الفريق الطبي، مما يؤدي بالمرء إلى ما لا يحمد عقباه، فتتحول حياة شخص كان يأمل في الشفاء والعافية إلى حياة بائسة تكلل بالموت، وذلك بسبب أطباء يتجاهلون خطورة ما يخلفونه من أخطاء بتسببهم بمشكل عويص ربما لا يعالج ويتغاضون عنه، رغم أن الأمر يتعلق بالجانب الإنساني للأشخاص، ولجهل العديد من الضحايا ورغم خطورة الوضع وعدم التبليغ عن المتسببين، في الكثير من الأحيان، عن الأخطاء الطبية من ممرضين ومختصين، تفاقمت الظاهرة التي اتخذت منحى خطيرا وحيزا واسع النطاق أين أصبحت الأخطاء الطبية، وخاصة نقل العدوى والأمراض عن طريق الدم، عنوانا لأغلب المستشفيات، وتغير الأخطاء الطبية الناتجة عن نقل الدم للمرضى او غير المرضى حياة الأسر بأكملها وتحولها إلى جحيم يتجرعون مرارته يوميا لفظاعته وقسوته، وهو الأمر الذي حدث مع أولياء الأطفال بمستشفى بارني بالعاصمة أين راح ضحية الإهمال حوالي 13 طفلا تم نقل الدم لهم والتسبب لهم في مرض التهاب الكبد الفيروسي القاتل حيث لا يزالون يواجهون الموت بالمستشفى ونذكر منها حالة آلاء ذات السنتين والمصابة بالسرطان والتي ترقد بمستشفى بارني بالعاصمة منذ فترة طويلة والتي جاءت رفقة والديها برحلة شاقة من أقصى الجنوب الشرقي للوطن وبتكاليف باهضة، ففي كل مرة تأتي للعلاج بالعاصمة أين تحول علاجها من السرطان إلى علاجها من فيروس قاتل بسبب نقل دم ملوث بفيروس التهاب الكبد الوبائي لها، لتتحول حياتها إلى جحيم محقق وتتحول حياة والديها إلى معاناة كبيرة بسبب ما أصابها نتيجة اللامبالاة وما هي إلا حالة من بين عشرات الحالات لأطفال الجنوب الذين يفتقرون للمستشفيات ويلجئون إلى مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج، والتي بدورها تشهد نقائص بالجملة وأبرزها الأخطاء الطبية. خياطي: التهاب الكبد الفيروسي من الأمراض الخطيرة التي تنتقل عبر الدم وفي خضم هذا الواقع الذي أصبح يشكّل هاجسا وتخوفا لدى المرضى والأصحاء والمتعلق بنقل الدم وما قد ينتج عنه من آثار سلبية وعواقب وخيمة، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في اتصال ل السياسي ، أن الإيباتيت سي هو أخطر أنواع الالتهابات الكبدية ويعرض حامله تلقائيا إلى السرطان القاتل الذي لا علاج له، من جهته، أضاف خياطي بأن هناك أدوية يمكنها كبح انتشار المرض لكنها باهضة الثمن وغير متوفرة بالصيدلية المركزية. وفي ذات السياق، أوضح فتحي بن أشنهو، طبيب في الصحة العمومية، بان الدم يمكنه نقل الأمراض والعدوى الفتاكة ومنها البوصفاير القاتل الذي لا علاج له، من جهته، أضاف بن أشنهو، بأن الدم في الجزائر مراقب ونحن نستغرب كيف تتنقل عبره الأمراض! وأضاف بأن أي شخص يمكنه التعرض لنقل الأوبئة عن طريق الدم إذا لم يتقيد بالشروط المطلوبة والقواعد المسطّرة في شتى العمليات الخاصة بالدم، وخاصة للذين يخضعون ل الدياليز والممرضين حيث يمكنهم نقل الإيباتيت سي أكثر من غيرهم بسبب إشرافهم على عمليات النقل، وأشير إلى أن التهاب الكبد الوبائي قاتل ويقوم بتحطيم الكبد، خاصة للأطفال أين يؤدي بهم إلى الوفاة بسبب افتقاد الأدوية . وزارة الصحة في قفص الإتهام ومن جهته، أوضح أبوبكر الصديق محيي الدين، رئيس منظمة ضحايا الأخطاء الطبية في اتصال ل السياسي ، أن أخطاء مثل نقل دم ملوث للمرضى تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وهي انتهاك صارخ في حق شخص قبل ان يكون مريضا وهذه الظاهرة ليست بالجديدة في قطاع الصحة الذي يشهد وضعا كارثيا، حيث تغرق المستشفيات في مشكل الميكروبات ونقلها وسوء الأجهزة وسوء استعمالها، حيث أن أجهزة التحاليل والأشعة بالمستشفيات هي عبارة عن وسائل لتوزيع الأمراض، وهو ما ترفض الوزارة الوصية التكلم عنه وإعطاء حقوق المرضى والتكفل بهم كما حدث مع الأطفال الذين نقل إليهم الفيروس بمستشفى بارني وما سبقها من حالات وفاة لرضع بسبب التطعيم حيث لم تتكفل الوزارة بهم وتجاهلتهم، وهذه إحدى حلقات وزارة الصحة الفضائحية أين تتنصل من المسؤولية في حالات كهذه، ليبقى المواطن يواجه المصير المجهول في كل مرة.