- أبوس: تمديد فترة (الصولد) تحايل على القانون تتزين منذ قرابة الشهرين معظم المحلات بالعاصمة بلافتات الصولد التي تثير الزبائن وتستقطبهم، لاقتناء السلعة بنصف سعرها وأحيانا بثلاثة مرات سعرها الأصلي، إلا ان الغريب في الأمر ان هذه الأخيرة قد تجاوزتها مدتها الأصلية والتي تنتهي في شهر أوت، وهو ما جعل العديد من المواطنين يتساءلون إن كان هؤلاء التجار حقا يعتمدون على الصولد أم أنها مجرد خدعة للتخلص من سلعهم الصيفية والتحضير لموسم الشتاء، وهو ما أجمع عليه الكثير ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. لافتات الصولد تزين واجهات المحلات وجد تجار ومسيرو محلات بيع الملابس وسيلة جديدة أو طريقة ذكية للتحايل على القانون، أو النصوص التي تضبط عملية الصولد ، حيث أن بعض التجار يتعدون الفترة المخصصة لعملية الصولد المحددة بستة أسابيع، وهذا للأرباح الكبيرة التي يجنونها خلال هذه المرحلة، فيفضّلون البقاء على تخفيض بنسبة 30 بالمائة أو 50 بالمائة، دون الوصول إلى آخر تخفيض والمعروف بالتخفيض الرابع والأخير الذي تصل فيه نسبة التخفيض إلى 70 أو 80 بالمائة، إلا أن التجار يمددون أقل التخفيض طيلة مرحلة الصولد أي لستة أسابيع وبعد يوم من انتهاء الفترة المحددة، يغير التاجر اسم عمليته لتتحول من الصولد إلى ترويج المنتج، وهذه الأخيرة لا يحكمها قانون محدد، مما يجعل التاجر يجد كافة أريحيته في فرض منطقه الخاص بتمديد الفترة مثلما شاء وهو ما اعرب عنه الكثير من المواطنين الذين التقينا بهم خلال جولتنا الاستطلاعية عبر مختلف محلات بيع الالبسة والاحذية بالعاصمة. ونحن نتجول بين أرجاء العاصمة، لفت انتباهنا تلك اللافتات والملصقات الإشهارية التي تروج للسلع من خلال إجراء خصم ب50 بالمائة للتمويه وجلب الزبون الذي يصطدم، في غالب الأحيان، بالوجه المعاكس وبارتفاع الأسعار على السلع التي تجذبه بالداخل، في حين يقتصر الخصم على ملابس لا تليق بكل الأعمار أو لا تكون بكل المقاسات وهو ما بات يحز في نفوس الزبائن الذين ينتظرون هذه الاخيرة لاقتناء حاجياتهم على ضوء الصولد، حسبما اكدته سمية من العاصمة، مضيفة أن جشع بعض التجار يجعلهم يمتنعون عن اقتناء ما يحبذونه، في ظل الغلاء الفاحش لأغلب المنتجات، خاصة فيما يخص الملابس. الباعة: نمدّد فترة (الصولد).. لتفادي تكدّس السلع وفي ظل هذا الواقع الذي تعتمد فيه العديد من المحلات على هذه الخدعة للتخلص من السلع، تقربنا من بعض التجار لمعرفة أسباب تمديدهم لفرصة الصولد او ما يعرف بالتخفيضات، رغم تجاوز المدة القانونية ل الصولد ، ليقول في هذا الصدد كريم، بائع في احد محلات بيع الملابس النسائية ببلدية الشراڤة، بالرغم من انقضاء المدة اللازمة ل الصولد ، الا ان هناك بعض المحلات لاتزال تعرض منتجاتها تحت هذه اللافتات، فرغم علم العديد من الباعة بالمدة القانونية اللازمة له، الا انهم يعمدون ذلك وهو ما اعرب عنه احد الباعة باعترافاته انه يدرك تماما أن شهر اوت الماضي كان آخر اجل لانتهاء تلك الفترة التي يؤكد انه اضطر إلى تمديدها إلى غاية نفاد اكبر قدر ممكن من السلع التي يحوزها بمخزنه، حتى يتمكّن من عرض منتجات الموسم الجديد. أبوس: تمديد فترة (الصولد) تحايل على القانون ومن جهته، أكد فادي تميم، عضو المكتب الجهوي للشرق للمنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه APOCE، ان تلك التجاوزات التي يعتمدها بعض التجار جعلت الصولد يفقد مصداقيته، إلا أن غياب الرقابة والردع الصارم لتلك التجاوزات جعلت تلك المحلات تفرض منطقها، ليضع كل مسير منطق وفق هواه ووفق ما يجنيه من أرباح على حساب الزبون، غير مبالين بالقوانين التي تضبط هذا النوع من الترويج، وبالتالي غياب ثقافة الصولد في مجتمعنا هذا ما يجعل العديد من الزبائن يتهافتون على تلك السلع التي كتبت عليها صولد ، حتى وإن كان سعرها لا يزال مرتفعا، وفي ذات السياق، اضاف المتحدث: نحن نناشد المستهلك المطالبة من التاجر تقديم رخصة التخفيض المقدمة من طرف والي الولاية للتأكد من ان التخفيض قانوني ويتم وفق القانون، وإلا فهو مجرد دعاية قد تخفي في طياتها نوعا من الاحتيال . وللإشارة، فإن مديرية التجارة لولاية الجزائر منحت حوالي 63 رخصة بيع بالتخفيض لتجار العاصمة، الذين تقدموا بطلب المشاركة في فترة التخفيضات الصيفية والتي حددت من الفاتح جويلية إلى غاية 11 أوت الماضي وفق الشروط عدة من أهمها الحصول على رخصة من مديرية التجارة، حيث لا يسمح للتاجر بوضع لافتة صولد على واجهة محله بدونها، وإلا يتم إعذاره كتابيا، وتمزيق الملصقة الموضوعة بواجهة المحل التي تحمل كلمة صولد فورا، وفي حال ما تكرر ذلك، يحرر ضد المعني محضر رسمي، لارتكابه مخالفة تتمثل في الإشهار الكاذب والتضليل وفقا للقانون الصادر في 23 جوان 2004، والمتعلقة بكيفية ممارسة الأنشطة المتعلقة بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية، حيث يحال ملفه على العدالة من أجل متابعته قضائيا. وللتذكير، فإن الفترة الصيفية ل الصولد تمتد ما بين شهر جويلية وشهر اوت من كل سنة.