عرفت العديد من محلات بيع الملابس والأحذية في العاصمة، إقبالا كبيرا من طرف الزبائن مع بداية فترة الصولد، فقد كانت فرصة لهم من أجل الظفر بأحسن الماركات وبأثمان معقولة. إلا أن هؤلاء الزبائن اختاروا اقتناء الملابس الخفيفة التي تناسب فترة الربيع وكذلك الملابس الصيفية رغم أنها موضة الصيف الفارط، إلا أنهم اقتنوها والسبب في ذلك أن حرارة الجو المرتفعة تلوح بحلول فصل الصيف مبكرا هذه السنة. ومن جهة أخرى، بقي الباعة حائرين بسبب تكدس ملابس الشتاء لديهم، الأمر الذي أجبرهم على إبقاء لافتات الصولد بواجهات المحلات رغم انتهاء الفترة المحددة لهذه التخفيضات وتحقيق الربح ولو على هامش بسيط من المداخيل، وهو ما اعتبره الكثير من المواطنين تحايلا من طرف التجار. محلات تتحايل على الزبائن بلافتات الصولد عمد الكثير من أصحاب المحلات لإبقاء لافتات الصولد رغم انتهاء المدة المحددة لها، إذ لا تزال بعض المحلات تلصق بواجهاتها لافتات لعروض التخفيضات المغرية، وهو ما جعل الزبائن تتوافد على المحلات أملا في العثور على أسعار مناسبة رغم انتهاء فترات التخفيضات مؤخرا، وهو ما أطلعتنا عليه نادية حيث أخبرتنا بأنها لا تزال ترتاد المحلات التي تضع لافتات الصولد أملا في العثور على قطع ملابس أو أحذية بأسعار مناسبة، وتوافقها الرأي نجاة التي قالت في السياق ذاته أنها لا تزال تقصد محلات التي تعرض التخفيضات وبأنها طالما اشترت منها الملابس والأحذية. ومع أن أسعار هذه الأخيرة مرتفعة نسبيا، إلا أن الكثيرين يجهلون بأنها مجرد خدعة واحتيال من طرف التجار لبيع السلع حيث يعمد البائع لوضع لافتة للسعر الأصلي المزعوم للملابس أو الأحذية ثم يشطبه ويضع بدله سعر الصولد ليضيف تحته أنه مخفض بنسبة 50 بالمائة أو 80 بالمائة، وهو ما يسيل لعاب الكثيرين ليتهافتوا ويصدقوا نسب التخفيضات الموضوعة بالمحلات والتي تكون وسيلة للتحايل على الزبون واجتذابه لإقْتناء سلع بأسعار مرتفعة على أساس أنها منخفضة، وهو ما أطلعنا عليه العديد من المواطنين الذين إلتقيناهم أثناء جولتنا حيث أخبرونا بأن ما دفعهم لذلك تلك التخفيضات التي لا تزال قائمة وسارية المفعول، إذ تقول صباح في هذا الصدد بأنها تتسوق من محلات الصولد وبأنها تغتنم العروض القائمة المتعلقة بالتخفيضات. ويرى الكثير من المواطنين أن فكرة الصولد مجرد خدعة من التجار، ليقول عمر في هذا الصدد بأنه طالما لاحظ لافتات صولد بالمحلات بأسعار مرتفعة، ويوافقه الرأي يوسف الذي قال بأنه اشترى حذاء على أساس أنه صولد لكنه اكتشف بعد ذلك بأنه لم يستفد من أي تخفيض وأن الأمر مجرد احتيال، واغتنم العديد من أصحاب المحلات فرصة جهل المواطن بالفترة المحددة للصولد والتي تنتهي بنهاية شهر فيفري، حيث لا يزال الكثير يضع لافتات الصولد والتخفيضات المزعومة، وذلك لإيهام الزبائن واستقطاب أكبر عدد منهم، فيما يحاول آخرون تمرير سلعهم المكدسة من أحذية وملابس وغيرها عبر وضع لافتات التخفيضات أو بما يعرف بالصولد. كساد الأحذية الشتوية عبر المحلات خرجنا من محل بيع الملابس ودخلنا محلا آخر بجواره، إلا أن هذا الأخير كان محلا خاصا ببيع الأحذية وما شدّ انتباهنا أن الزبائن لم يقبلوا على شراء الأحذية الشتوية بقدر ما كانوا يقبلون على شراء الأحذية الخفيفة الخاصة بموسم الربيع، وقد لمحنا سيدة كانت رفقة ابنتيها كانت تشتري لهما الأحذية واختارت الأحذية الخفيفة، معربة بذلك بأن فصل الشتاء سيغادر باكرا هذه السنة ولاحاجة للملابس الشتوية وإنما الملابس الربيعية هي الأكثر ملاءمة مع اعتدال الطقس. مواطنون متذمرون من تحايل التجار وقد عبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد من هذه التصرفات واعتبروها جشعا من التجار لاصطياد الزبائن وبيع أكبر عدد من السلع المكدسة وغيرها ولكسب أموال إضافية بحجة التخفيضات الوهمية، حيث يقول رشيد في هذا الصدد بأن الوقت المخصص للصولد انتهى ولا يزال التجار يوهمون الزبائن بخدعة الصولد، وتشاطره الرأي كريمة وقول بأنها تستغرب مثل هذه التصرفات التي تبدر من بعض التجار وبأنه يتوجب عليهم احترام الفترة المحددة وعدم تغليط المواطن. لقصوري: فترة الصولد انتهت وهذا نصب واحتيال وفي ظل هذا الواقع الذي تشهده العديد من المحلات التجارية، أوضح سمير لقصوري نائب الأمين العام لجمعية حماية المستهلك في اتصال ل السياسي بأن فترة الصولد المحددة لفصل الشتاء قد انتهت بتاريخ 28 فيفري، لكن بعض المحلات لا تزال تعلّق هذه لافتات لإسْتقطاب الزبائن وجلبهم، وهذا مجرد احتيال ونصب والصولد الذي يأتي بعد التاريخ المحدّد له يعتبر غير قانوني وعلى مديرية التجارة التحرك من أجل القضاء على مثل هذه الظواهر.