أفرجت وزارة التربية الوطنية، أمس، عن الرزنامة الجديدة والنهائية لامتحانات شهادة البكالوريا لسنة 2017، بعد التعديلات التي طرأت عليها من حيث عدد أيام الامتحان والتوقيت الزمني، وذلك عقب الضجة التي أثارها جدول الامتحان الأول وسط تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على اجتياز هذا الامتحان المصيري، والذي قوبل بالرفض واحتجاجات على المستوى الوطني ما استدعى المسؤولة الأولى عن القطاع للتراجع عن قرارها والعودة للعمل بالنظام القديم، الذي أكدت أنه ليس عدولا عن الإصلاحات أو تخليا عن إعادة الاعتبار للشهادة. نشرت وزارة التربية الوطنية على صفحتها الرسمية رزنامة امتحانات شهادة البكالوريا دورة 2017، والتي تم فيها العودة للعمل بالنظام القديم من خلال تحديد أيام الامتحان بخمسة بدل أربعة أيام وتقليص عدد المواد الممتحنة إلى مادتين كل يوم والشروع في الامتحانات على الساعة التاسعة صباحا بدل الثامنة والإبقاء على مدة نصف ساعة سارية المفعول في كل اختبار لتمكين المترشحين من اختيار أحد الموضوعين، كما تقرر أيضا تمديد فترة الاستراحة بين امتحان وآخر إلى ساعة ونصف بدل نصف ساعة وأيضا تخفيف محتوى كل اختبار، ليتماشى مع مواقيت كل المواد كما تم ضمن الرزنامة الجديدة لامتحان البكالوريا الإبقاء على الإصلاحات التي أدرجتها الوزارة ضمن هذه الأخيرة من خلال الحفاظ على الموضوعين الاختياريين في كل مادة. وفي هذا السياق، من المقرر أن يشرع التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا في شعبة الآداب والفلسفة خلال اليوم الأول في امتحان اللغة العربية بداية من الساعة التاسعة إلى غاية الواحدة زوالا ومن ثمّ، امتحان مادة العلوم الإسلامية بداية من الساعة الثالثة زوالا إلى غاية الخامسة، فيما حددت فترة اجتياز امتحان الرياضيات واللغة الإنجليزية خلال لمدة ساعتين خلال اليوم الثاني للامتحانات، أما اليوم الثالث، فسيكون التلاميذ على موعد مع امتحان الفلسفة الذي حدد بأربع ساعات واللغة الفرنسية ساعتين وكذلك الحال خلال اليوم الرابع والأخير بالنسبة لهذه الشعبة أين سيجتاز المترشحون امتحان التاريخ والجغرافيا في أربع ساعات وساعتين للغة الامازيغية، أما شعبة اللغات الأجنبية، فسيخضع تلاميذ البكالوريا لنفس التوقيت الزمني، على غرار الأدب والفلسفة باستثناء المواد الأساسية المتمثلة في اللغة الانجليزية والفرنسية والألمانية التي سيجتاز التلاميذ خلالها الامتحان في ثلاث ساعات. الإبقاء على ثلاث مواد لشعبة التسيير والاقتصاد أما بالنسبة للشعب العلمية، فمن المقرر أن يجتاز تلاميذ شعبة العلوم التجريبية والرياضيات وشعبة تقني رياضي في مدة خمسة أيام، حيث سيمتحن المترشحون خلال اليوم الأول في مادة اللغة العربية والإسلامية، والثاني في مادة الرياضيات والانجليزية، والثالث في مادة العلوم الطبيعية والحياة، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية بالنسبة لشعبة العلوم والرياضيات ومادة التكنولوجيا بالنسبة لشعبة تقني رياضي وخلال اليوم الرابع في مادة التاريخ والجغرافيا واللغة الامازيغية، أما اليوم الخامس، فسيخصص لمادة الفلسفة إلى جانب مادة الفيزياء مع احترام التوقيت الزمني لكل مادة أساسية بأربع ساعات وساعتين للمادة الثانوية، فيما أبقت الوزارة بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد على ثلاث مواد للامتحان خلال اليوم الأول دون تغيير، حيث سيمتحن التلاميذ إلى جانب اللغة العربية والإسلامية في مادة القانون، فيما خصصت لهم مادتين فقط في باقي أيام الامتحان. جدول الامتحان الجديد لا يخدم تلاميذ الجنوب في سياق آخر، انتقد العديد من المتتبعين للشأن التربوي وتلاميذ الأقسام النهائية بولايات الجنوب جدول امتحانات البكالوريا الذي أفرجت عنه وزارة التربية الوطنية، مؤكدين أنه لا يخدم مصلحة التلاميذ المقبلين على اجتياز هذا الامتحان المصيري بهذه المناطق التي تمتاز بدرجة حرارة مرتفعة ومعظم المواد يتم اجتيازها عند التاسعة صباحا والثانية زوالا إلى جانب أن الامتحانات تتزامن مع شهر الصيام، مطالبين بضرورة برمجة جدول توقيت خاص بهذه المناطق يتماشى وطبيعتها الجغرافية. العودة للنظام القديم تكييف للإصلاحات بما يخدم التلاميذ وتجنب إرباكهم بدورها، كشفت بن غبريط، أن الرجوع إلى نظام الخمسة أيام ليس تولياً عن قرار إصلاح المنظومة التربوية أو تخليا عن مبدأ إعادة الاعتبار لشهادة البكالوريا بل هو مجرد اجتهادٍ يقضي بضرورة التغيير التدريجي لهته المنظومة حتى آفاق 2021، موضحة أن الوزارة تحاول الأخذ بيد التلاميذ قدر الإمكان، وجميع القرارات تأخذ مصلحتهم بعين الاعتبار، لذا فإن قرار الرجوع إلى بكالوريا الخمس هو نزول عند رغبة أغلبية التلاميذ الذين أبدوا قلقا بخصوص هذا الموضوع، مؤكدة أن الوزارة تمسكت بموعد بداية الامتحانات الصباحية فقط لما له من تأثير إيجابي على نفسية الممتحنين وتفاديا للتأخيرات المترتبة على خصوصية يوم الامتحان. وبخصوص إعادة ترتيب بيت الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بعد التسريبات التي عرفتها طبعة بكالوريا 2016، أكدت القائمة الأولى على قطاع التربية أنها اتخذت حزمة من الإجراءات على جميع المستويات بدءا بتأمين موقع الديوان، على حد تعبيرها.